عامر البري - موتى ويكذبون

أحياء التعبانين
تلك التي نسمّيها خطأ
حقائب السّفر
تتعجّلُ الوقوف أمام مبسم
لا يريد التعرّف عليها
ليقينه
أنّها خرجت للتوّ من الحمّام
****
فرحون
برغم تجاوز أصابعهم أطراف حياة
تلتقط خبز الناس بلا ارتعاش
يُدلون ألسنتهم
في تقمّص مقتضب
لسيرة الضفادع
يقصفون ظهورهم ببصاق كزبد الخيول
يُدركون أنه ليس مرهما ولا ترياقا
ولن يحصل ذلك
يبصقون
وعلى وجوههم الجمر
فرحون بسرعة تكوّن فول الرّجم في احداقهم
لا يكفّون
عن صدّهم بالعناق
كانوا رفاقا
لكن مرجعيّة الخوف من سياسة القمر
أجبرتهم
أن يقذفوا بهم في جوقة اللوعة والأنين
كانوا وكأنّ بهم رعشة لكنس الظلام
بجبّة مطرّزة بأكاليل القداسة
وخيوط النعاس
على جدران النسوة المولولات
بلهيب مسك الأسرّة وهي تذوب بهم
في شبق العناق
دون أن تمسّ أردافهنّ بسوء
كانوا وكأنّهم....
يستعجلون اختبار صبر المساء
وماذا سيقول العشّاق
عن أصحابهم المغامرين بأحداقهم
كانوا وهم يدكّون العصا الغليظة المليئة بالنتوءات
في عجلات عربة كوبرنيكوس
لكي يسقط مصيره بيد حاكم الغياب
وتنتشي المزارع بروثه الرّافه
وتشرب قناديل الشوارع من عصيره
تضيء ممرّات تعرف اسمه جيّدا
ولا تعترف به
خجلا من انزعاج الحيطان
تحرس حنّاء سيقانها
خوفا من أن تحبل بعرق تقاطر منه وهو يصعد العربة
في طريقه الى تشكّل المرافىء الصّدئة
يحشون دُبر المودّة بريش القبّرات
يخنقها الطيران في حقول خمّاسة اقتضاب المواسم
تبول في حجور العدول
تُزكّي أكياس الشعير المردوم
بنزاهة الفقراء الميسورين
بالسلف الغارق
أيّتها البيادق
المجدولات بأصابع عبّاد الشمس
ولا تلمسن جاذبيّة الأشياء
كان الهوى يختنق
وكنّا بلا عناق
يدفنون معه سرّه الغامق
قبل أن تكتشف السنابل
أنّها أكثر تباتا من الحمقى
حاصدو حبر الشقائق
دفنوا في الحفرة ذاتها
سوفوكليوس
واضافوا ابن رشد
كانت:
نزهة جماعيّة للأحفاد كي يتعلّموا
تشيّع الأحزاب
والتعرّق في مجموعات تردّ عنهم أبخرة الأفواه
وقطار تطرّف الأعضاء
لكي لا تتهاوى كأوراق في خريف مزيّف
حيث يطيش شياط.
تُحلّق ذائقة أهازيج النّعاة
قبل أن يعودوا لأعتابهم
قبل أن يسبّوا آخر بالة تراب
قبل أن يذركوا الحسن من طين نشاتهم لرمال
تتناسل من طقوس التعزية
لتنال وجاهة العميان
ذكر هذا الزمان
وعلى الحرّيقة كي تستنشق بوله
أن تُدرك ماء البحر
****
عين على أصحابه الجاثمين
وعين على الواقفين
تتدحرج من ذُؤابته غُبارة مصفرّة
كالتي تعلق بجباه المصلّين من أثر الحصار
قلّما رآها المنشغلون بدفع ضريبة الدفن
للدّود عديم الدخل
تنزع ما عليها وتنزل للآخرة
ليتهم بقوا على عيدانهم
ليشهدوا رقص الشواهد
على طبول أختامها
كانت لنا كلمة
وكان المُحدّثون
قُرّاء سلام
يرشّون الماء
لتنبُت أزهار
كالينبوع
لا تلتفت الى الخلف
(كانوا موتى ويحلمون)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى