عصري فياض - غثيــــــــــــــــان..

مهما كان موقفك،ورأيك،ومذهبك، وتوجهك، فلبدنا صغير وإناؤنا ضيق، وما يجري حولك سيزقم أنفك وسيدخل لرئتيك، وستتفاعل معه قصبات الهواء فيك ، وستحمل كريات دمك منه ما يؤرق مزاجك ويجخد عقلك وجسدك..
أهل الحكم "الموقرين"... فرحوا بقدوم بايدن، ففاجئونا بالدعوة لانتخابات كان سببها طلب الغرب اولا،ثم ليمهدوا الطريق للعودة للمفاوضات سواء عبر بوابة مؤتمر دولي يحلمون به أو بشكل مباشر دون وسائط، فدخل الشعب ببعضه منذ اليوم الاول للمرسوم، وراح كل راغب في المشاركة حول مكان له يحوم,,, وانبرت لقاءات بين الفصائل ظاهرها وحدوي وباطنها تمرير المرسوم بوجه حسن... وللأسف انطلت الحيلة على الكثيرين ففرحوا وأخذوا الصور وعانق كل منهم الاخر... حتى وصلوا لليوم الاخير من القوائم ..وبالأخص قوائم التنظيم الاكبر والأعظم حجما وإمتدادا... هذا التنظيم الذي تقوده لجنته والتي بدأت الاعداد بقرارات "صارمة" إنتهت بإنتهاكها وفضها في الساعات الاخيرة... القاعدة الكبيرة لعمود الشعب والثورة كما يقولون.. راحت لثلاثة قوئم ... الاساسية و"مروان والقدوة" ودحلان... بمعنى أن هذا الحجم الذي كان متوقعا سيتقسم ، وبالتالي سيضعف الزخم في الحشد وراء قائمة موحدة وينتج عن ذلك نتائج سلبية في نسبة التصويت والاختيار ستذهب لخصوم الجسم الكلي ويمهد لتقدمه غن لم نكن فوزه ..
ولم يكن التخبط في القمة بل وصل الاعتراض والسخط للقاعدة، وتجلى ذلك في المسيرات المسلحة التي خرجت في غير مكان تطالب بإنصاف رموزها في ترتيب القائمة، وتهديد البعض منهم بعدم المشاركة والاستقالة وحتى بمنع اجراء الانتخابات في أمكان سكناهم والتحريض ضدها، فسارعت اللجنة العليا لاعادة ترتيب مكانة بعض المرشحين لترضي السخط الناجم عن عدم رضا القواعد عن التسريبات الاولية..
قد يقول قائل هذه طبيعة الديمقراطية ... وديدن الانتخابات دائما... خاصة في واقع كواقعنا الفلسطيني... أقول لهم لا .. ليس هكذا تورد الابل....فلجنة تتخذ قرارات واضحة جلية بمنع اعضاءها وأعضاء برلمان حركتها ومحافظين ووزراء سابقين ورتب عالية فيها ثم يتم كسر هذه القرارات في الساعات الاخيرة، هذه ليست ديمقراطية، بل ضرب للمصداقية،والتنكر لاتفاق والتفاهم السابق الذي جرى مع الاسير مروان البرغوثي في اخر اللحظات ايضا ينم عن مخطط اعد له سابقا واريد له ان يمر في الوقت الضائع... وحتى في القاعدة نشر البوستات في الولاء المطلق خلف القرارات المطلقة من البعض فيه تغيب للعقل، وايضا العمل على ارضاء بعض الدول العربية مثل مصر والاردن في حصول نتائج للانتخابات لا تكون بالنسبة للدولتين المذكورين غير مشجعة ولا مطمأنه ايضا فيه كسر لما يسمى بالقرار الوطني المستقل الذي طالما تغنينا به...
لقد عبر كثير من المراقبون عن خشيتهم من نتائج تلك الانتخابات التي ممكن ان تكون سلبية تؤدي لتعميق الانقسام وزيادة الجرح والمعاناة للشعب الفلسطيني في الوقت التي يراد لها ان تكون بوابة إنقاذ للواقع الفلسطيني، ولا يوجد ما يشير للحلم الاخير، وما يجري اليوم من انقسامات بين من يريد ان ينهي الانقسام مع غيره وخصمة ، يتعرض هو للانقسام والتشظي... وبالتالي يزيد المخاوف من احتمالية تخوف المراقبين..
لذلك ومع كومة التجارب الكبيرة التي لم يستفد منها أحد للاسف، ما يجري يبعث على الغثيان، ويسد النفس عن التفاؤل، بل يبعث على الحزن والاكتئاب ويشير بما لا يدع مجالا للشك كم هي حالة التخبط متجذره فينا ، وكم هذه الحالة أصبحت ثقافة سلبية، لذلك لا أمل في تحقيق الشعارات الانشائية ابدا.....

عصري فياض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى