عصري فياض - اليوم الرابع من نيسان 2002.. قصة قصيرة

اليوم الاول : الثالث من نيسان من العام 2002
في مساء ذلك اليوم، هربت الشمس إلى مؤاها قبل ميعادها... السماء تمطر دمعا. الغيوم لبست سوادها القاتم... الأشجار إنحنت حزنا ... كل القلوب إنقبضت وتقلصت من هول من تنتظر..
إلا هُــــــم ... كانوا يكبرون بصوت موحد وكأنه العيد .. يطوفون في الازقة والشوارع... مروا من جانب ذلك المنزل، كانت تلك السيدة تقف على النافذة، تهدهد لطفلها الذي يبكي ويرفض ان ينام حتى يرى الشيخ... رأته معهم ... ناداه لاول مرة ... شيخ محمـــود ... شيخ محمــــــــود
التفت ... شق الزحام من حولها متوجها نحولها... تقدم من النافذة ... قالت له : هذا الطفل لا ينفك عن البكاء يريد أن يراك....
إنحنى وقبل يده ... وابتسم ... ثم غادر
فعادت هي تهدهد من جديد لطفلها الذي صمت.. وبدأت هي بترتيل آيات الكتاب,,,


***

اليوم الرابع من نيسان 2002
ستة شهــداء وعلى ثلاثة محاور... قائد وممرضة واربعة مقاومين
أما القائد فقد الهب وعيه حجم ما تاق إليه، فكسر المحاذير من فرط شوقه للقائهم .. فقضى، فتقدم أجد محبيه من الفتيان يتحدى الرصاص لإنقاذه أو ليرحل معه ... فكانت الثانية .. كان ذلك في الطرف الجنوبي ..
أما الممرضة فقد دفعها الواجب للسباحة في بحر النار،لعلها تنقذ مقاوما يحتضر،فرحلت قبله.. حصلت الحكاية في الطرف الشرقي من المخيم
أما الطرف الشمالي الغربي فقد منع المقاومين بإحسادهم تقدم الدبابات وكتبوا بدمائهم رسالة الصباح الثانية معنونة بعبارة " لن تمروا"...
أما هو الشيخ الذي قد تكون الملائكة قد إستنسخت مثله نماذج من نور,,,, فقد تفنن في صنع الشرائك والافخاخ... الاول كان في بين أم سريّ، والثاني في بيته الذي نشأ فيه ، وفي المرتين مزقهم شر تمزيق رغم إختراق إحدى رصاصاتهم ليده كان ذلك في الطرف الغربي الشمالي من المخيم
وبذلم تحصن المخيم بالدم والأرواح... وأيقن المحتلون وهم ينقلون قتلاهم وجرحاهم صعوبة المهة ,,,,,


***

اليوم الخامس من نيسان للعام 2002
محمـــــــــــد فتى لم يتجاوز الاربعة عشر ربيعا، بيته في عمق حارة الحواشين، كان مقاوما شرسا،... فعندما تقدمت الدبابات الأولى على بوابة المخيم الشرفي خلف مشفى جنين، وعلت الساتر الترابي الكبير الذي كان يحوي في أحشائه متلة غضب كبيرة لم تنفجر، فكان لا بد من قيام بعض الفتية بالمجازفة والتقدم لايقاضها في وجه تلك الدبابات، فأصر أن يكون ثالث ثلاثة،فاعطب الدبابة وعاد ..
وعندما تمكن الجيش المحتل من منزل الحاج محمد شخادة الغارق بالسولار والبانزين، كان محمـــــــد أول من هاجمهم بالزجاجات الحارقة فأشعل النار بمن فيه..فإبلت ملابسة بسوائل المحروقات... عاد الى حضن والده الذي اراد أن يضمه وهو يحمل السيجاره.. التفت اليه أحدهم ..دفعه عنه.. حتى لا يشتعلا..
محمـــــــــد هذا الفتى النظر، تأخرت شهادة حتى انهت المعركة، فبعد أم مسحت الجرافات والدبابات قسما من أحياء المخيم، وخرج الجميع بلاى مأوى ولا لقمة خبز، إنبرى هو يتسلق أعمدة الكهرباء ويلاحق أسلاك النحاس ليبيعها ويسد شيئا من حاحة أهله وحاجته من الكساء والطعام، فصعته تلك الاسلاك الحية فقضى ، وكأني بالشهـــــــ ادة التي أخذت الابطال نسيته وعادت تعتذر له.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى