عامر البري - لا حول للماء إذا رآك بلا غبار

أيّتها الزّاوية
يا ملعب الطفولة
ومسرحنا الحافل بالأفراح
يرتسم الشوق على شفتيك
ليلا وصباح
يزدان النّور بالنّور
ويأبى من دوننا أن يرتاح
حيّاني رخام مقابرك
ومن فوق التلّة صاح
عمت صباح
أطفالا كنّا
نعبث بشموع نسائيّة
ندخّن أعواد العنبر
نراقص السّيقان المطليّة بالحنّاء
فيغمرنا الزهو فنسكر
******
لا حول للماء إذا اشتعل النّداء من القباب
وارتجّ البُهار
طُرق لا ريب للعاشقين من سلكها
والعذارى
سيجنها بفلول من القُبّرات
بلبان
تسمعه الخيل مشتعلا وطريدا
فتجتاز فارسها والرّكاب.
عناصره:
نجم تزيّن بالسّوس.. بنهر أمّ الرّبيع
بتلمسان.
هلال..تسربل بقفطان أوراسه والجزائر
نثار المسافات ...زيت.
نوّار من الزقزقات
حبّات تين وكرم
تفتضّ رمال ساحلها والبحار.
لا حول للماء إذا رآك بلا غبار
****
هو ذا الحبّ
أقسم كي يجيء بغير دين
صاح بوجه القرنفل كي يلين
من اهتزّ لغير الماء
صار هباء
لنورستين أنت معي والفجر اغنية لرمّان حزين
*******
لا حول للماء إذا رآك بلا غبار
أرى نخيلا باسقا يصطفّ في خبي المساء
وفي العرار
والتمر في علب مصفّحة
يختار قوّادا وجندا وحرس.
عراجين لنسخ العولمة
فكيف للرمّان أن يجمعنا معا.
يا حبّة الرمّان
انفلتي من يدي
وقومي على عجل
بلا خجل.كوني للتي وهبتني شمعا وصلصال
كوني عشيّتها
كوني تحيّتها
كوني إذا ما تعرّت
نوّار ونار.
نجتمع فرادى في بواقي الفاتحة
جوع على جوع يمدّد خطونا
جسدي أمّ المعاول
راسي مائدة
أوّاه...أوّاه..ماذا أقول؟
كنت أقول يا تراب أدر رحاك تفوح الرّائحة.
*****
قالت لي سنبلة
غدا تسافر يا ماي
غذا تسافر
تترك البرنس ثملا تحت نول الذّاكرة
غذا تطير
تطير من فمك الجداول والسّواقي.
آبار من القهقهات تجفّفها الألسن المالحة.
****
كعنبرة لم تلدها يداك
نعاود حفر غبار المكان.
( أنهرُبُ
كان زمان...
آتيك من آخر الوهج
أطلع من حبّ زيتون بستاننا السّاحلي..
من الشفة القانية
حيث تهتزّ منتشية بصعود الجبال.)
أنهرب يا مارتن؟
قلت لي يوم بذرنا زهور الأرنج في ساحة القلب
أن الدّماء ستخضرّ
وأنّ عصير الرّياح ستشربه أفواه جدراننا المالحة
وانّك للمرّة الألف حين يعانقك الراين مرّة واحدة
فقط مرّة واحدة..
تخفق جمرة في آخر العمر
أتذكرين يا مارتن
طبع الحسين ..
ومزموم آهاتنا العامريّ
ولمّا رقصنا سويّا وأجنحة العصافير تراوح فينا حرارتنا الصّاعدة
وبهجة الشمع على شرفات بيوت جيراننا
تلثم رائحة الشمس في عرق الكأس
في اشتباك الاصابع القرمزيّة في الظّلمات
من قال يا مارتن؟
ان الكراسي المطليّة بثغاء الممرّات
سترفض لمس خاصرتي وقفاي
تساءلتُ مرّات
وها أنني الآن اعيد السؤال
من بقعة لا يراها سواي
مربكة كخطاي
من الزاوية
هل أنني الهاوية؟
أم الخربشات على المائدة
أم الطقطقات على طاولة الدرس
ورأس يمجّ بأصوات أعلامنا
أم نفخة الآخرة؟
*****
ماي
ما اطيب هذي اليبوسة
ما اقرب الاصفرار
زرقة دمع المُحيين
أشجار المحبّين
هتاف السنابل...من سيردّ عليه؟
وبالجانبين
سبخة الوقت تطحن الانتظار.
تراني أعدّ السلالم منتشيا بالهبوط
أساله
سكّر شاي المريدين
أسأل فخفخة الواقفين
تفاحة العابرين من فوهة العولمة
عن غيمة مثمرة
عن حبّة الرمل
تطلع من ساقها القبلة الحارقة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى