ذياب شاهين - التّائهُ.. شعر

عَذلُ العَواذلِ حَولَ قلبِ التائهِ...وهَوى الأحبَّةِ منهُ في سودائهِ(*)

في الهَزيعِ الأخيرِ
منْ وجَعِ الشَّوقِ
وقبلَ الغَبشِ
منْ فجرِ الفَرحةِ بِركعتيْنِ
وجدتْهُ واقفاً
عَلى سنٍّ صخريٍّ
عندَ الشّاطئِ
كانَ جميلاً
حتّى ظننتُ أنّهُ يشبَهُني
أهوَ أنا..
قالَ جسدي يا ليتَ..
يحملُ بينَ كفيهِ
قلباً مطعوناً بثلاثةِ سيوفٍ
عَجباً أيحملُ قلبي
فبكى قلبي
وكانَ مُحاطاً بأعمدةٍ
عاريةٍ ثلاثة
ينظرُ في الأفقِ أبياً
الى البحر المتلاطمِ موجاً
فقلتُ أتلكَ الأعمدةُ
آثاريَ العالياتِ
فاهتزّتْ كفّي
هنالكَ ثلاثُ سفينٍ
يُعاركْن الموجَ والريحَ
تُرى أهنَّ آمالي القَصيّاتْ
فبكتْ روحي
يا ذاكَ الرجلُ الماضي
يا منْ تَنتظرُ البُشرى
أهوَ سرابٌ ما تبصرُهُ
يا للحسرةِ
وهل في البحرِ سرابٌ
كسرابِ يبصرهُ الصّادي
في جمرِ الصَّحراء
أم أنَّ الشوقَ
تقتُلهُ الحسرةُ
والحَسرةُ يطعنُها الندمُ
وأنا أبصرُ شبيهاً لي
عند البحرِ مَهيباً
بثوبٍ أخضرَ فاتحٍ
وقميصٍ بنيٍّ
يحملُ قلباً
تمزِّقهُ ثلاثةُ سيوفٍ بيضاءَ
كأنّهُ قلبي
فصرختُ
أينَ دِماااااااااائي
...
يا بحرُ هبْ لي فرحةً مَجنونةً...كيْ لا أموتَ مُضرَّجاً بِدمائهِ()
(*) هذا البيت كما تَعرفون للمتنبّي العظيم
() هذا البيتُ لي...مستلهمٌ من القصيدةِ ذاتِها



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى