د. أبوزيد بيومي - الشهوات والبصيرة

[SIZE=22px]الشهوات حليف الشر، والشر حليف النفس، والنفس حليف الشيطان، والشيطان حليف المعصية، والمعصية حليف الشرك، والشرك حليف السخط، والسخط حليف العذاب، فمن حالف شهوته فقد حالف العذاب.[/SIZE]
والبصيرة حليف الخير، والخير حليف الإخلاص، والإخلاص حليف الطاعة، والطاعة حليف التوحيد، والتوحيد حليف الرضا، و الرضا حليف الجنة، فمن حالف بصيرته فقد حالف الجنة.
فمن غلبت عليه شهوته فقد غلبت عليه شقوته، و أخلد إلى الأرض، ومن أخلد إلى الأرض فقد أخلد إلى عذاب مهين.
ومن غلبت عليه بصيرته، فقد غمرته أنوار الحق، ومن غمرته أنوار الحق، فقد دخل في صحبة المتقين في عليين.
الشهوات يزينها الشيطان قبل أن يدفعها في طريق الغاوين، فتبدو لهم في أبهى صورها، فلا يبدو لهم منها إلا زخرفها، فيتلوّن الباطل فيها بألوان الحق، فيضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فتبعد عليهم طرق الأوبة، ويتركون الوقوف على أبواب التوبة، ثم يتمنون على الله الأماني.
والشهوات يزينها الشيطان قبل أن يدفعها في طريق أصحاب البصيرة ، فيعرفون كنهها رغم زينتها، فينصرفون عنها، ويغلقون دونها أبواب قلوبهم، فقد علموا أن الله لم يجعل لابن آدم من قلبين في جوفه.
حلفاء الشهوات لا يحركهم الذكر و إن سمعوه، ولا تردهم آيات الحق و إن رأوها، لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها، حيل بينهم وبين عمل الأفهام، فأولئك أضل في ميزان الحق من الأنعام. حيث أحاطت بهم الغفلة. و استهوتهم الشياطين، يلهثون إن تركتَهم، ويلهثون إن حمَلتَ عليهم.
أما حلفاء البصائر، لا يضرهم قلة السالكين، فقد آنس الحق وحشتهم، وآواهم في غربتهم، و ردهم إليه مردا يرضاه لهم، أرضاهم فرضوا عنه، فاستغنوا ببابه عن كل باب، لزموا ففتحت لهم الأبواب، فلم يخوضوا مع الخائضين، تركوا من أجل ربهم فأغناهم ربهم من فضله، و اعتصموا بحبله فأيدهم بنصره.
الحق بيِّن؛ فلا تحجبه الأستار.
و الباطل بيّن و إن أحاطت به الأعذار.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى