محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ساخبركِ سراً

ساخبركِ سراً
سر لم ابوح به يوماً ، انا حقاً اتألم
لا تضحكِ
ليس من السهل أن يقفز رجل دون مظلة على تضاريس وجهه
الوجه مرآة الذات الكاذبة
الوجه منظار
يُقرب الاشياء حتى يعميها
كم كنت حراً سيدي
في وجهك الاعمى ..... و في وجهها ايضاً
كم كنت حراً
في سجنك / المنفى / الضيق حد السفر اللا متناهي
المُتسع حد اصطدام الاضلاع ببعضها
المشتهى / المبتغى / المتذبذب بين السجان و مهادنة مضطربة بين القلم
والخوف من جرح الكتابة
كم كنت حراً
بين عينيها
حين كان البحر بينكما
شاباً مُعافى من السفر
كم كنت حراً في شتائمها
قطع من الحدائق تستبيح المنفى داخلك
وتُعطيك الوطن
بين
قصيدتين
كم كنت حراً ، في قبرك المحفور عميقاً
انت بينك والفراغ
قطعٌ من الاحلام تحشرها في عين الصمت
فتفقع
سُحبُ مُسافرة نحو جرحك والخواء الصافي فيك
تنفجر العصافير
تهطل على اشجارك المبتلة بالحزن القديم
تنمو اياديك
غابة من العناقات المُغبرة بالبكاء / بالرحيل القسري بين مدينتين / بالعبور الشاذ
على ذهن القطارات المُسافرة
بين قصة جريحة المشوار
واخرى جمعت كل احزان البلاد في قبضة الترحال
كم كنت حراً
حين كبلك الحبيب بالتآلف
بقضبان من الاشعار
بطاولة من ذكرياتك في جسد دافء المذاق
بطرحة تتأرجح
على ماضيك
كرب
يُعيد تشكيل البحار بما يُناسب طِيبة المركب
كم كنت حراً
فوق صحراك والسراب
فوق منفاك والغياب
فوق جرحك والضماد وخشونة الاحلام عند الشنق
والآن
وانت تلتهم اتساع الكون لتهرب فيك ونحوك
كم انت عبداً للمسافة
وللغياب
كم أنت عبد

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى