عبير عزاوي - شرك لغوي

لم أكن يوماً امرأة .. كنت دوماً سرداً لائذاً بنصه ..
سرد تختبئء فيه المعاني وتتزاحم الصور .. وتقيم الكلمات احتفالاً سرياليا لحضور الزنبق اللغوي في حديقة النص.. اللغة امرأة رطبة رقطاء الجلد تنزلق من خاصرتي تقف فوق جسدي البارد المستلقي على فراش الدهشة تضع قدمها على صدري وتطوّح بالقدم الأخرى فوق وجهي تصرخ فيّ :
ألم يئن للكلام المتواري في قلبك أن يندلق على جسد الأشياء .. ألم يئن ان تطفئي سيكارة الصمت وتعلني اشتعال اللحن في حياد القوافي ...
قدمها الثقيلة تضغط على صدري و عيونها تقدح نجوماً تنثال حروفاً تصطف على طاولتي وحين تتهيأ لتفرد جلدها على أوراقي الساكنة الملتفة ببياض صمتها .. أمد يدي إلى زهور النرجس الغافية على زند سريري .. زهور أهداها لي حبيب مدفون في ريب المجاز يغالب حلماً فائتاً .. أقذف بها في وجه المرأة فتتلقفها بيدين خضراوين تصنع من كل نرجسة جملة .. تلونها بقبلة من شفاهها الطافحة بألوان قوس قزح وتضعها على الورق فيغادر بياضه ويرتدى حلة اللون ... تصدح أغنية في المرج الذي تنشره المرأة تحت قدمي وتتقافز حملان طافرة بالحب .. تهمس لي المرأة :
- متى ستنهضين من رقادك هذا ؟؟!!
تتحول الكلمات إلى طيور واقعة في شرك التأويل ..
أشيح بوجهي عن المشهد السريالي .. أغمس المرأة الرقطاء في خاصرتي مرة أخرى ؛ أعيد نرجسي الى مكانه ؛ أرتب فوضى أفكاري؛ أترك الكلمات تعالج شباكها .. وأنسل خارجة من النص ...

# عبير عزاوي


القصة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة أقلام ناعمة في منتدى بنات جازان وجريدة الفرقد





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى