سمير عباس - السنن و التسنين و التواصلية

1) السنن:
عرف الاهتمام بالسنن منذ ظهور نظرية التواصل لدى رومان جاكبسون، و تعرف اللسانيات السنن أي الشفرة CODE على أنه: « نسق إشارات أو علامات أو رموز موجه بوساطة تواضع قبلي لتمثيل و نقل المعلومة بين مصدر ( مرسل) الإشارات و وجهتها ( مرسل إليه) »( جون دي بوا)، و يعطي هذا التعريف مجالا لفهم طبيعة السنن على أنه إمكانية ضمن إمكانيات عديدة أخرى يضمنها التواضع انطلاقا من النسق الواحد، نسق الألوان على سبيل المثال منفتح على أشكال عدة من الأسنن ( جمع سنن)، ألوان أضواء تنظيم المرور و أيضا المعاني المرتبطة بمزاج الإنسان، حيث تمثل الألوان الفاتحة الانفتاح و السعادة و السماحة، بينما تمثل الألوان الداكنة معاني التحفظ و الحزن و العداء.
و من الممكن أيضا فهم كون السياق يلعب دورا كبيرا في تركيز التواضع على أنساق بعينها تحظى باهتمام المجتمع في سبيل إنتاج مزيد من الأسنن، كما هو الشأن مع الأنساق البصرية خاصة منها نسق الألوان، فبعض الأنساق السيميائية تحظى بوفرة من الأسنن أكثر من غيرها من الأنساق تحت تأثير السياق، فاختراع الورق شكل سياقا حاسما لظهور الاهتمام بنسق الكتابة نتج عنه مزيد من أسنن الكتابة تدعى بالكاليغرافيا أو فن الخط، إيضا اختراع الحاسوب ركز الاهتمام بنسق الأعداد منتجا أسننا عددية جديدة ساهمت في تطوير لغة البرمجة الحاسوبية ، إلى هنا يظهر أن السنن هو ما يجعل نسقا ما من العلامات نسقا تواصليا، و من الممكن ملاحظة أن سياق بيئة الغربة التي يعيشها بعض من الناس حيث تظهر الحاجة إلى مفاهيم الولاء و التضامن قد مهد الطريق لاستعارة نسق اجتماعي كالقرابة ليكون فاعلا عبر سنن العائلة .
من الجدير بالذكر أن تعريف السنن يتضمن جانبين محوريين فيه، أحدهما هو النسقية و الثاني هو التواضعية، الأول يظهر أن وضوح العلاقات بين عناصر النسق يؤثر بشكل كبير في استحداث الأسنن، نسق الألوان مثلا غني بالأسنن و الأمر عينه بالنسبة لنسق الإدراك الحسي، و لكن الاستعانة بالمعالجة بالحاسوب لنسق الألوان سمح بمزيد من الوضوح لهذا النسق بتمييز درجات دقيقة من شدة الألوان ، و هو الأمر الذي يسر استحداث مزيد من الأسنن اللونية ، و هذا الوضوح في النسق من حيث عدد عناصره و العلاقات الماثلة بينها أسميه النسقية، التي يسمح تطويرها بإثراء النسق بأسنن جديدة، فالرياضيات مثلا استحدثت أسننا عددية جديدة كثيرة بتطوير نسقية الأعداد.
الجانب المحوري الثاني من السنن و هو التواضعية مرتبط بمفهوم المؤول interpretant الذي اقترحه شارل ساندرس بيرس، إذ حسب وجهة نظري فإن ما هو تواضعي في السنن إنما هو المؤول، فيكون بهذا المعني بالمؤول في السنن هو المؤول التواضعي، مقارنة بالمؤول الشخصي الذي هو أقل تواضعية ، و يمكن القول هنا أن نظرية السنن ليست بعيدة كثيرا عن سيميائيات بيرس، و من جهة أخرى يمكن الحديث عن سنن شخصي تختزل فيه التواضعية إلى قصدية مستقرة أي تواضع شخصي، و في علم النفس يظهر فحص الشخصية بوساطة بطاقات تحمل لطخات حبر بأشكال مختلفة فيما بينها، يظهر أن كل شخص يملك سننه الشخصي الخاص به من خلال تعرفه في لطخات الخبر إلى أشكال معينة ربما اختلفت كثيرا عما يراه فيها أشخاص آخرون، أي أن التشابه الأيقوني هو أكثر شخصيا.
في الواقع جانب التواضع في السنن يتجلى في أمر آخر، فبما أنه قبلي بالنسبة للمرسل و ليس بالنسبة للرسالة فحسب، فيمكن وفق وجهة نظر معينة الاستعاضة عنه بمصطلح التعلم أو الاكتساب، فنشير إلى معرفة السنن بمصطلح التحكم litteracy بالسنن ( التحكم مقابل الأمية) كما هو الأمر في تعلم اللغات، يبدو مصطلح التحكم بالسنن مهما من وجهة نظر اجتماعية ثقافية، لأن من الملحوظ أن بعضا من الأسنن فاعلة في قطاعات من مجتمعات تفتقر إلى التحكم في هذه الأسنن بشكل واضح، سنن الموضة و بعض من الأسنن الإيديولوجية على سبيل المثال هي كذلك، هكذا يمكن إطلاق تسمية مجتمع السنن على جماعات بشرية يجتمع لديها فاعلية السنن و التحكم فيه في آن واحد، و من جانب آخر نسمي سوق السنن تلك الجماعات التي تفتقر إلى التحكم في السنن الذي هو فاعل فيها، فسنن الموضة يستأثر بمجتمع سنن عريض من مصممي الأزياء و أنصارهم، لكنه يعرف سوق سنن أوسع من هذا المجتمع.
يعرف أمبرتو إيكو السنن على أنه تحويل نسق إلى نسق آخر، و على الرغم من أن هذا التعريف لا يشير بوضوح إلى الجانب التواضعي في السنن، إلا أنه يقدم تصريحا مهما بنسقية المدلولات، و هو بهذا يفتح الباب لتمييز نوعين من الأسنن، أحدهما خارجي يكون نسق المدلولات فيه مختلفا عن نسق الدوال، و هي حالة القاموس ثنائي اللغة، و نوع آخر داخلي أي منعكس ، تنتمي فيه الدوال و المدلولات للنسق عينه، و هي حالة المعجم أحادي اللغة حسب المثالين الذين يشير إليهما إيكو نفسه، و يمكن الإضافة إلى ما صرح به أمبرتو إيكو أن الجانب التواضعي أيضا يحظى بالطبيعة النسقية، فالمؤولات التواضعية لها نسقيتها أيضا، أي نسق التواضع، و مما سبق يظهر أن الكلام عن سنن معين يعني القبول بثلاثة أنساق متوازية هي: نسق الدوال و نسق المؤولات و نسق المدلولات.
و في ختام هذا العنصر من المهم التعرض لبعض من خصائص عمل السنن، « حسب تعريف يالمسلاف، الإيحاء هو معنى ثانوي يتشكل داله من علامة أو نظام معان أولية هي التقرير، فإذا كانت E هي التعبير ، و C هي المحتوى، و R هي العلاقة بينهما و التي تشكل العلامة، فإن رمز الإيحاء يكون (ERC)»،ينقل رولان بارت هذا التعريف للإيحاء ليضيف في موضع آخر:«سيميائيا: كل إيحاء هو نقطة البداية لسنن ما»، و في الواقع هو لا يصرح أن مستوى التقرير هو ذاته سنن، بما أن اللغة تنحو لأن تكون سننا حسب تعريف السنن، و لكن بارت يشير بوضوح إلى إلى نقطة الاندماج بين السنن اللغوي و الأسنن الأخرى، أي مستوى الإيحاء، فينتج أن نقول إن الأسنن اندماجية، و يمكن ملاحظة هذه الخاصية في الحياة الاجتماعية حيث تسنن بعض من السلوكات الفردية على أنها غير مقبولة، و هذه السلوكات مسننة تشريعيا في الآن ذاته على أنها تستوجب عقوبات معينة، فالسنن الاجتماعي هنا مندمج في السنن التشريعي، كما تمكن الإشارة هنا إلى أن تضافر أو تعايش هذين السننين هو خاصية أخرى من خصائص الأسنن، و هذا ما أوضحه رولان بارت في كتابه S/Z ، حيث لاحظ في تحليله لرواية سارازين لبالزاك تضافر خمسة أسنن في كل جزء نصي من الأجزاء 561 التي قسم إليها النص و دعا كل جزء منها وحدة نصية، و في ميدان اللسانيات الاجتماعية يمكن التعرف على خاصية ثالثة للأسنن هي التناوب عبر مصطلح تداخل اللغات code-switching .
2) التسنين:
يظهر أن مفهوم التسنين مرتبط بجانبي السنن المحوريين النسقية و التواضعية، و بينما هو يرتبط بالنسقية عن طريق مباشر « التسنين CODING مرتبط بمستوى المرسل المسنن »، ففي حالة الكائن البشري فالتسنين وظيفة شخصية، و ربما صدق هذا الكلام على كل حالات المرسل المسنن الأخرى، كما هو الشأن لدى الحيوانات و الآلات إذ أن التسنين عند الإنسان أكثر تعقيدا.
يمكن تمييز نوعين من التسنين للرسائل، أحدهما يطابق السنن على مستويي الدوال و المدلولات، و الآخر يطابق السنن في واحد من المستويين دون الآخر على الرغم من أنه يظل موافقا في عمل للمستوى الذي لا يطابق من السنن، و النوع الثاني من التسنين يعمل على تطوير السنن، و نسميهما على الترتيب بالتسنين المطابق و التسنين المطور( اسم فاعل)، و يوافق التسنين المطابق نسقية مستقرة، حيث تبقى أنساق الدوال و المؤولات و المدلولات على حالها السابق لعملية التسنين، بينما يوافق التسنين المطور نسقية مطورة تلحق بواحد من نسقي الدوال و المدلولات دون الآخر، إذ أعني بالنسقية المطورة نسقية أكثر تعقيدا أي أكبر من حيث كم العلاقات التي تربط بين عناصر النسق ، فالتسنين يطور علاقات جديدة إضافية بين هذه العناصر النسقية التي تبقى ثابتة من حيث عددها.
مما سبق يمكن تمييز ثلاثة أشكال من النسقية المرتبطة بعمليات التسنين، نسقية الدوال المطورة، و النسقية المستقرة، و نسقية المدلولات المطورة، و هذه الأشكال الثلاثة من النسقية تتيح تمييز أقسام ثلاثة من الأسنن توافق مستويات ثلاثة من التواصلية ، أي إمكانية إيصال المعلومة المتضمنة في الرسالة و هي:
أ) الأسنن قبل التواصلية:
في هذا القسم يعرف نسق الدوال نسقية مطورة بينما تبقى النسقية مستقرة في نسقي المؤولات و المدلولات، و هي أسنن ضعيفة التواصلية ضمن مجتمع السنن، و في الواقع هي الأقل تواصلية لأنها الأكثر شخصية و الأقل جمعية، و دوالها هي الأقل شفافية، و هي تنحو سلوكا أيقونيا لأنها تمثل إمكانية للتواصل تفتقر إلى حد ما إلى التحقق الفعلي، استنادا لمقولة بيرس الأولانية، و الجانب المطور لهذه الأسنن هو أكثر شخصية كما هو الشأن في علاقة التشابه الأيقونية، و دوالها هي أقل شفافية لأنها تحظى بالنسق الأكثر نسقية مقابل النسقين الآخرين وفق منظور المتلقي، هذا المتلقي في واقع الأمر الذي لا يتحكم في مستوى الدوال في نسقيتها المطورة يظل قاصرا نسبيا عن إدراك شفافيتها كما هي لدى المرسل، و هذا القسم من الأسنن أدعوها بالأسنن الإبداعية، و هي في حاجة إلى أن تضحي تواصلية لما تضمنه من توسيع لحجم المعلومات المضمنة في الرسالة، و هذا حتى تكون في متناول تلقي مجتمع السنن، و يمكن تحقيق هذه التواصلية بتطوير نسقية المؤولات حتى الدرجة التي تعادل فيها نسقية الدوال، فينتج تبعا لذلك تطور ضروري لنسقية المدلولات، و أيضا تزايد درجة تواصلية السنن بشكل عام، و وفق هذه الرؤية بالإمكان تمييز مستويات متفاوتة من حيث درجة التواصلية انطلاقا من النص الأدبي على سبيل المثال لا الحصر، حيث تبدي مقاطع التناص في هذا النص تواصلية أكبر من المقاطع المبدعة المحضة، إذ أن نسقية الدوال في المقاطع الأخيرة أشد تطورا من نسقية دوال الأولى، على الرغم من أن كلتا النسقيتين مطورة،و تكون المقاربات التأويلية للنص الأدبي بهذا متحكمة في أسنن إبداعية تحظى بنسقية دوال أقل تطورا من النص الأدبي في مقاطعة المبدعة المحضة و مقاطعه التناصية على حد السواء. و تبقى الأسنن الإبداعية بشكل عام الأقل تواصلية بين أقسام الأسنن.
من المهم في هذا المقام ملاحظة الجانب المحوري الثالث المميز لطبيعة السنن بعد النسقية و التواضعية و هو جانب القبلية، و يمكن القول مع رولان بارت إن« السنن هو يقظة المنجز(اسم مفعول)»، فإذا كان السنن قبلي الوجود على عملية التسنين، فإن التسنين في الأسنن الإبداعية ربما بدأ في اللحظة التي يتطور فيها السنن، و هذا التطور يتم عبر دور شخصي، و هذه اللحظة تعرف في أوساط المبدعين بلحظة الإلهام.
ب) الأسنن التواصلية:
يمكن القول وفق وجهة نظر وظيفية إن السنن تواصلي، و يكون كذلك عندما تكون نسقيته مستقرة لدى الدوال و المؤولات و المدلولات في آن واحد، و هو ينحو سلوكا مؤشريا لأن التواصل المتحقق بوساطته لا يملك قانونا خاصا، و هذا بحسب مقولة الثانيانية البيرسية، كما أن الشفافية العالية التي تحظى بها دواله تعطي الانطباع بوجود علاقة معللة بين دواله و مدلولاته، و في هذا القسم من الأسنن تكون النسقية متعادلة بين المرسل و المتلقي في مجتمع السنن، أي أن هذا المجتمع متجانس من وجهة نظر تواصلية مقارنة بمجتمع السنن الإبداعي الذي هو غير متجانس إلى حد بعيد من وجهة النظر ذاتها، فينتج أن استقرار نسقية السنن شرط ضروري في تحقيق التجانس في مجتمع السنن، فعلى سبيل الذكر يظهر التحكم في السنن اللغوي ( اللغة المتداولة حصرا) مثالا واضحا عن تجانس مجتمع السنن، حيث أصبحت قراءة الصحف عادة عامة أو ظاهرة بين الناس مقارنة بقراءة الشعر الذي يحظى بإقبال أقل بكثير من قبل مجمل القراء، و من جهة أخرى تمكن ملاحظة أن انتشار مجلات الموضة يلعب دورا في توسيع مجتمع سنن الموضة أو على الأقل في بعث ذوق عام للموضة تتفاوت أهميته من صالات عرض الأزياء إلى ملاعب كرة القدم.
من المناسب في إطار الحديث عن السنن التواصلي الذي يتميز بكونه جمعيا في مجتمع السنن، ذكر بعض من الأسنن التواصلية كالسنن الإدراكي و السنن الاجتماعي.
ج) الأسنن بعد التواصلية:
هذا القسم من الأسنن يعرف استقرارا لنسقية الدوال و المؤولات ، في الوقت الذي تكون نسقية المدلولات مطورة، و يمكن تسميته بالأسنن الشارحة، و هو ينحو سلوكا رمزيا لأن التواصل وفقه يتم عبر قانون كالولاء أو الطاعة أو الحاجة أو غيرها من القوانين، تبعا لمقولة الثالثانية لدى بيرس، و لأن هذا القانون يحد معاني الدوال بحسب منظور المتواصل، فإن دواله تكون أكثر شفافية لدى جماعية جزئية فحسب ضمن مجتمع السنن، لهذا يمكن أن ندعوه أيضا بالأسنن التخصصية أو أسنن المجموعات أو أسنن المنظور، لأن هذه الأسنن أقل تواصلية و تتيح تواصلا خاصا فحسب، كما هو الشأن في الأسنن الإيديولوجية و الأسنن الثقافية، و يبدو أن الأسنن الثقافية تحظى بدوال أكثر شفافية و أكثر عفوية مقارنة بالأسنن الأيديولوجية، فهي بهذا أكثر تواصلية منها، في الوقت الذي تظل كلها أقل تواصلية من الأسنن التواصلية.
يلاحظ أن سلوك الأسنن بعد التواصلية الرمزي يتيح تواصلا منظما مقارنة بسلوك الأسنن التواصلية المؤشري الذي يتيح تواصلا حرا، كما يلاحظ أن تحول الأسنن قبل التواصلية و الأسنن بعد التواصلية إلى أسنن تواصلية يجب أن يتم بتطوير نسقية المؤولات في هذين القسمين من الأسنن، هذا التطوير ربما أمكن تحقيقه بممارسة التأويل.
3) القراءة عبر الأسنن:
قراءة و تلقي النصوص يمكن أن يمر بملاحظة نسقية عباراتها من حيث استقرارها أو تطورها لدى الدوال و المدلولات، بحيث يمكن تمييز أنواع ثلاثة من النصوص هي:
أ) النصوص الإبداعية:
هذا النوع من النصوص مسنن وفق أسنن إبداعية، و الغموض الذي يمكن أن تتميز به هو علامة على تطور نسقية دوالها، لأن مبدعيها يكتبون بطريقة جديدة في الكتابة تربط علاقات جديدة إضافية بين عناصر أنساق الدوال، ما يؤدي إلى ملاحظة أن هذا النوع من النصوص يجدد الآداب و الخطابات دون أن يتسبب في تدمير أساليبها العادية السابقة عليه، كما أنه يفتح الطريق لتطوير اللغات، على الرغم من كونه أكثر شخصية في البداية، حيث يمثل إمكانية متاحة لأن يكون أكثر و أكثر جمعيا، عبر جهود تطوير نسقية مؤولات أسننها ، و من هنا يلاحظ أن دراسات تحليل الخطاب يمكنها أن تسير في هذا الطريق لتحقيق أهدافها باستحداث طرق في دراسة النسقية كالأسلوبيات و السيميائيات.
ب) النصوص التواصلية:
هذه النصوص مسننة وفق أسنن تواصلية، أي أن لغتها متداولة، و يبدو أن وضوحها علامة على استقرار نسقية علاماتها، و يمكن العثور على هذه النصوص في كثير من وسائل الإعلام كالصحف، و أيضا في المحادثات العادية بين الأفراد، و لأنها سهلة التلقي لدى الناس فإن جمهورها يمثل غالبية ضمن القراء، و هي فضاءات مناسبة للأسنن الاجتماعية و الإدراكية، و هي بهذا وسيلة جيدة للتواصل الحر أو المعياري.
ج) النصوص الشارحة:
هذه النصوص مسننة وفق أسنن بعد تواصلية، و يعد الإطناب علامة مميزة لها، و لأنها أقل جمعية فهي متاحة التلقي فقط لمجموعة جزئية من مجتمع السنن، و مع أن هذه النصوص لا تساهم في تطوير اللغة كما هو الشأن مع النصوص الإبداعية، إلا أنها تلعب دورا مهما في تطوير الأجهزة المفهومية، أي تطوير المفاهيم، و من هذه النصوص النصوص العلمية و الإيديولوجية، التي يمكن دراسة تطور أجهزتها المفهومية بوساطة دراسة تاريخية لها.
4) خاتمة:
يلاحظ أن دراسة طبيعة كل من السنن و التسنين قد تمكن من تطوير كثير من المفاهيم السيميائية، إضافة إلى مفاهيم علم الاتصال، و يمكن بهذا تطوير دراسات تحليل الخطابات نحو مزيد من المنهجية في المقاربة للظواهر على اختلافها.


-
سمير عباس ( طالب دكتوراه علوم في الأدب العربي الحديث)
جامعة عنابة- الجزائر


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى