حسين عبروس - حكايات الجدات في أدب الطفل...

لقد دأبت الشعوب منذ القدم على نقل تلك الحكايات ،والأساطير الخرافية للصغار، قصد منحهم جرعة من ثقافات الاجداد، وقصد براعتهم في حسن التعبير وقوة الإستماع، وقصد التسلية أحيانا ، وأحيانا آخرى قصد استسلامهم للنوم العميق. وكانت للجدات الدور الكبير في الرواية لتلك القص التي تعجّ بالبطولات وبالمواقف والأحداث التي تكون في الغالب على ألسنة الحيوانات، ولعل المتأمل في تلك الحكايات الشفوية يدرك الجوانب المفيدة للصغار، كما يدرك الجوانب السلبية.ومن أهم الجوانب المفيدة.
- إثراء قاموس الطفل المعرفي
- ربطه من خلال تلك الحكايات بالعادات والتقاليد الماصية للشعوب
- توسيع مداركهم الإجتماعية ، واطلاعهم على الجوانب الصعبة من الحياة
- تعويدهم على التحدث بطلاقة والإبتكار في الإضافة لتلك الحكايات. - تعرفيهم بالشخصيات وبطولاتهم ومواقفهم عبر التاريخ.
-ومن السلبية لمتل هذه الحكايات الشعبية.
- زرع في نفسية الطفل الكثير من من الأفكار السلبية كالخوف والجبن ،والحسد والغيرة، والإنتقام . من خلال ما تحمله تلك الحكايات في مواقف تلك الشخصيات التي تكون هي الأبطال الرئيسية في الحكات. ولعل براعة الحكي عند الجدات تكون القوة المؤثرة في الطفل السامع ،كما تكون المخدر لعقل الطفل في يقظته ولحظة استسلامه للنوم.
ولقد ظلت تلك الحكايات تسكننا نحن الكبار ،ومازلنا نذكر تلك المغامرات والمواقف من الحكي الشعبي. هذه الحكايات التي ظلت تتداول في كل قطر من أقطار الوطن العربي بلهجة أهل البلد، وذلك ما جعل نص الحكاية موروثا شعبيا ملك للجميع. وقد حاول العديد من كتاب قصة الطفل أن يوثقوا تفاصيل الحكاية الشعبية بلغة فصيحة ممتعة في متناول الصغار ، ولعلّ ذلك ما حافظ على موروثناا وتراثنا الشعبي.ونذكر في هذا المجال صديقنا الكاتب رابح خدوسي الذي كان له الموقف المشرّف في مجال تدوين الحكاية عندنا في الجزائر، وكان الفصل لغيره من الكتاب في الكثير من بلداننا في الوطن العربي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى