أحمد نبوي - قادم.. شعر

لأنه قادمٌ لا مَحالةَ
أتهيَّأُ لاستقبالهِ دائمًا
***
أغسلُ قلبي بماءِ الحبِّ
وحولَ مِشكاتهِ التي تَتدلى مِن السَّماء
أدعو إليه الحسناواتِ والجميلين
أفتحُ أبوابَه السبعين على مِصراعَيها
لأطفالٍ فقدوا سقفَ الأمانِ وكفوفَ الرحمةِ
أقولُ للغرباءِ أدخلوه بسلامٍ آمنين
أزودُ عنه الغربانَ والضباعَ والأفاعي
في الصباح
تتجولُ فيه الشمسُ بنورِها وحرارتِها
وحينَ يغشاهُ الليل
ينعسُ القمرُ على شُباكِه
فتطلُّ من نوافذِه أشجارُ كلامِ
ورودُها تُسحرُ الناظرين
وعطرُها يُسكرُ الظامئين والغاوين
***
هكذا أتهيَّأُ دائما لاستقبالهِ
ورغمَ يقيني بقدومهِ لا أنتظرُه
فقط أتركُ الطمأنينةَ غافيةً في قلبي
وأمارسُ الحياةَ بتلقائيةٍ وشغف
أسيرُ يصحبني القلقُ كثيرًا
يضرِبني في عقلي
فلا أهتدي إلى سِدرةٍ في أعالي الحنين
ولا يَهدأ الذي في المشاعرِ يهذي
***
أحيانًا
يُصاحبني الخوفُ
إذ يحاولُ أن يُكبِّلني ببرودةِ أناملهِ
لكنني أتدفأُ بكوبٍ من الأمل
يسري في شراييني
فتنبضُ بالشجاعةِ
عندئذٍ امتطي عزيمتي
تدفعُني الإرادةُ بكلتا يديها القويتين
أنطلقُ وراءَ فراشاتِ الأحلامِ
تأخذُني إلى بوابةِ الغدِ المجهولِ
أدخلهُ بلهفةِ المغامرِ المكتشفِ
أجدُني منفتحًا على عتباتِ الماضي
كأنْ لا جَديد
***
أعيدُ الكَرَّةَ ثانيةً
باحثًا عن لؤلؤةِ المستحيلِ
- رمانةِ الميزانِ -
كثيرٌ من الحالمين قالوا
إنَّها هناك
خلفَ جدارِ الغدِ المجهولِ
أحاولُ الوصولَ راكبًا عزيمتي
لكنَّه
يقتربُ مني
رويدًا
رويدًا
ها هي ذي رُوحي المرهفةُ
تسمعُ دبيبَ خطواتِه المباغتةِ
وهو قادمٌ إليّ
***



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى