د. سيد شعبان - ما بعد زوبعة برنامج أمير الشعراء!

انفض السامر وعاد كل إلى خبائه ووضح للنقاد والدارسين أن من تأبطوا شرا كثر؛ كان أحق بها وأهلها من جرى شعره طلاوة وكسته العبقرية ملاوة من بيان، برنامج يضاف إلى مظاهر القوة الناعمة التي تسعى كل دولة إلى التحصل عليها نفوذا وسيطرة على العقول؛ بتنا أحوج إلى نقاش هادئ متزن، فلا تخدعنا بهرجة ولا تعمينا شرة نفس؛ أتاح البرنامج شهرة وذيوع صيت لطالبيه فعمي على المتابعين وعلى المشاركين سواء بسواء؛ هب أن شاعرا لم يصوت له الجمهور وهو كما نعلم بعيد عن المجال غبين الذائقة مدفوع بحمية العصبية وما أدراكم ماهي!
سيعود وقد وصم بأنه ليس بشاعر يتصدر المنتديات ويصعد المنابر مفلقا بل أجبل وحيل بينه وبين مايدعي!
ثلاثة نقاد وشاشة ومال هل يصلحون لأن ينازعوا شوقيا إمارته وقد بايعته مع حافظ جموع الشرق مثقفة مبينة ملهمة وقل ماشئت فيهم من نبوغ وتفرد عصر بتياراته وثقافاته وأبينائه!
ثم تلك اللطيمة ألا لقب لشاعر وقد ادعى سلطنة الشدو منازع فيها غير مسلم له فيما ذهب إليه؛ وقد تناوشته حراب بني العمومة؛ خذلته جامعته وتفرق عنه أصفياؤه بعدما تبين لهم وله ما يعلم به القاصي والداني؛ وجدت القوم يتحسبون لأصوات من هنا وهناك إلا أن تكون من وادي عبقر؛ والشعر فن لاتحسنه غير المردة وأعذبه أكذبه وكذلك سولت له نفسه!
ثم هل بعد شوقي أمير؟
تطارح الخاصة الرأي وتشاوروا فما اجتمع لواحد ما خص به شوقي من لغة رقراقة وصورة بديعة ومعجم حوى فاستوعب وخيال مركب وحسن تأت في تقسيم معجز؛ نازعه العقاد على علو مقامه وناصبه طه حسين لأي وخصومة فما نالا إلا حسوة الطائر فعادا بخفي حنين!
يكادون يسطون بشوقي حسدوه أن لم ينالوا مكانته؛ وتلك نعمة الباري حين يخص بها من امتاز في القوم بموهبة عجز الركب أن يدركها.
هاقد انفض السامر وصارت النجائب خلاء من حداتها؛ فبان العمى واستهل الرغيبة بما اشتمل عليه من ذم للجنة وما ذرأته وما قلته وما اشتملت عليه المطامع!
ياقومنا أربعوا على أنفسكم فما للجنة تعلمونها أن تمنح صك الإمارة الذي نشرتم أوعيتكم علها تعود ملآى بالسمن يختال فوقه الدهن فجاءتكم مسغبة يقال لها: أحشفا وسوء كيلة!
أو تجيبكم الأعرابية: أصيف ضيعت اللبن!
تمنيت والأماني كذاب أن يعود من رجونا له الصدارة وقد ملأ جرابه بما يسمر فكان سرابا بقيعة يحسبه الظمآن ماء!
إنى لآسى على مرابعنا وقد ضربها الجفاف فآضت تنعب فيها الغربان وقد كانت تحفل بالورقاء تشدو!
بضاعة مزجاة ولقب دونه حيات تسعى!
إني لأعجب ممن ذرف الدموع في كربلائية لاتنقصها لطيمة كيف لهم أن ينحوا باللقب إلى غيره؛ لقد تعدوه ومايدرون أن النقد قضاء لاتشيل كفته وتعمى عيناه حتى لاتأخذه رأفة!
كذا خلا المكان ولن يشغله بعد شوقي طامح أو يتصدره طامع.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى