فيصل سليم التلاوي - يبكي ويضحك

(يبكي ويضحك لا حزنًا ولا فرحــا) * = فيروز تنشج أم قيثارهـــا صدحــــــا
والكون ينشد من أعماقــــــه ثمـــــــلًا = نشوان، لاخمرةٌ تُزجى ولا قدحـــــا
في هدأة الليل والسكيـــــــن مغمـــــدةٌ = والقلب طائر شوقٍ مُدنف ذُبِحــــــــا
رفّت جناحاه واهتــــزت فرائصــــــه = حلاوة الروح والدمّ الذي سُفحـــــــا
والكون ينثالُ في الأفــــاق أغنيــــــــة: = يامن لطيرٍ وحيدٍ مرغمـــــا نزحـــــا
مهاجرٍ ليس يدري فيـــم هجرتــــــــــه = ولا متى غيّبت أحزانـــــه المرحــــــا
يجوب رمل صحاري العرب مذ لمعت = عيناه نورًا وإشراقا ومـــــــا برحــــــا
ما في المحطات من خلٍ يودعــــــــــه = ولا يدٌ لوّحت من وجدهـــا فرحـــــــا
لا نخل بغداد يحنو فوق هامتــــــــــــه = أو شــط دجلة حيّا قاربـًــــا جنحــــــا
ولا بوهران ذات الحسـن قد ثملــــــت = نشوانة إذ تبدّى ليلهــــــا صُبُحـــــــا
لا رمل بيروت في الشطآن يعرفــــــه = والمعجزات التي في ساحها اجترحــا
أيام ملحمة الدنيا هنـــــا انبثقـــــــــت = فيضًا من الدم والبرق الذي سنحــــا
ولا تذوّق من صنعـــــــاء كرمتهـــــا = أوألقمته شـــآمٌ ثديهـــــــــا بلحــــــــا
فيم المدائن والشطــــــــآن يذرعهـــــا = تسوقه الريح، شلوًا ضائعا، شبحــــا
على الرصيف إذ الشـرطي يرقبــــــه = والليل والبوم والكلب الذي نبحــــــا
يشي به،علمــوه كيـــــف يتبعــــــــــه = وكيف ينهشه إن شطَّ أو جمحـــــــــا
هذي الغمامات ما انفكت تطـــــــارده = فيتبع الشدو دمعًا ما غفا وصحــــــا
وينظم الشعر ألحانا يُجـــــوّدهـــــــــا = حتى إذا اكتملت أزرى بها ومحـــــــا
ما أبدعت يده فنا وما رسمـــــــــــت = ما اعتاد إلا جراحًا تنزف الملحــــــــا
"سيزيف" أورثه همّا وصخـــرتـــــه = يعاند الموج والتيار إن سبحـــــــــــــا
ما الحزن إلا سحابــــــــاتٌ مُوشَيـــةٌ = بيضاء، قطرالندى من وشيها رشَحــــا
أذاب في القلب نورا وأنثنى خضـــلا = نحو الجفون فأدمى حيث ما جرحــــــا
تفتحت كل أبواب الحياة لـــــــــــــه = على مصاريعها والقلب ما انفتحـــــــــا
(*)
الشطر الأول مطلع قصيدة للشاعر الكبير بشارة الخوري و غنتها فيروز
18/2/1998
فيصل سليم التلاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى