عبدالرحيم لمساقي - في زمن كورونا

إلى أي مدى اشتقنا ابتسامة الغرباء حتى لو كانت مزيفة و مريبة، الشوارع مظلمة و المارون يخفون ملامحهم، أسنانهم الخربة و شفاههم التي أحرقتها أعقاب السجائر، نظراتهم الغريبة وحدها تردد سيمفونية الساعة لا تقترب، صوت السعال صار كانفجار لغم لذلك نسمع القصف في الأحياء الكبيرة، أحياؤنا الفقيرة حيث الرطوبة و المجاري الضيقة، حيث أطاح الرغيف بالأقنعة، حيث الهامشيون الذين تمنعهم عقيدتهم من أن يكفروا بقرص الرغيف ليؤمنوا بشيطان يركب رذاذ السعال و ينتظر ضحاياه على الأرصفة، ظلال موروس تخيم على الهامش منذ البدء و آبات يستعمر القلوب الهامشية و قريبا كير يخلصنا، نحن المفقودين على ساحة الحياة أو بشكل أدق نحن المتخلى عنهم خلف خطوط الهامش، و الهامش مغارة مظلمة كلما تورطنا في درويها إلتهم الظلام أحلام طفولتنا، في المغارة تأتي السهام و الرماح من كل جانب، رماح تردينا و سهام تحيينا، أدركنا بعد أن تعفنت جراحنا أن رماة الرماح يبصرون في الظلام أما كيوبيد فقد كان أعمى و وتر قوسه مهترئ و يده سقيمة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى