- رسالة من جورج صاند إلى ألفريد دو موسيه

صغيري العزيز،
لنا مع الأشخاص الذين لا نحبهم ولا نحترمهم مقتضيات خاصة من دون أن نكلف أنفسنا عبء تحفيزهم على شيء. أما في ما بيني وبينك فلن يكون هذا وارداً أبداً، ولن أطالبك بشيء، حتى من دون أن أعرف إلى أي حد ستستجيب إليّ. على الرغم من عتابك لي، فإني مصرة على فكرة أن أخبرك بسبب قلقي الذي ما كان له أن يحدث لولا تدخل الشخص الذي حدثتك عنه. هل لي أن أفتعل سبباً؟ لا أظنك كنت ستجد طلباً ملحاً بقوة وجافاً أمراً رائقاً وحسّاساً بالنسبة إليك. كان علي أن أخبرك بكل شيء. قلبي هو ما أملى علي ذلك، وأعتقد بأن إساءة حصلت في صمت، كنا قد تطهّرنا منها أنا وأنت ضمنياً في رسالة، لم نتجاوزها بتواضع و كرامة.
وحتى أنتهي سريعاً من فصل الشروح، فإني أعتقد جازمة بأننا أخطأنا، بسبب مزاجي المجاني المفترض، بشأن رسالة لم يكن لك أن تكتبها إلي. لا أدري ماذا يعنيه هذا كله. أذكر بأنني كنت محطمة، ولا أذكر بأنني كنت حزينة أو غير راضية بخصوص أي شيء. أذكر بأنني استيقظت بنوهان وعلى جسمي بقع كبدية من أعلى رأسي حتى قدميّ، وبأنني منذ ذلك اليوم لم تفارقني آلام الكبد. كانت آلاما حقيقية دون ذكر وخزات حبي لنفسي. أعترف لك بأنه لا مكان للأشياء الصغيرة بداخلي في هذه الأوقات الصارمة والحاسمة من حياتي.
أوافق تماما على فكرتك في ما يتعلق برسائلنا. من الصعب علي جدا أن أعيد إليك رسائلك، ولو عرفتُ بأن رسائلي لها الأثر ذاته في نفسك، فلن أطالبك بها. لكن هذا كله شأن آخر. لا يهم – رسائلك هي بشاتر في حوزة سيدة مخلصة لي وهي تظن بأنها تحتفظ بجواهر في علبة. هذه الرسائل مختومة وعليها توقيعك. لم أعِد قراءتها من دون أن أختمها من جديد وأعيدها إلى هذا الملجأ الآمن المنيع. لم أفكر بأنه كان من الأفضل الاحتفاظ بها عندي. فقد يفاجئك الموت في أي لحظة ولا تدري أي يد ستمتد إلى أدراجك ما إن تغمض عينيك. قد أكون أفضل منك كحارس لهذه الودائع. ما إن أجمعها سأعطيك عنوان واسم المرأة التي ستطلبها منها، فمن المحتمل أن أسافر أنا أولا في رحلة طويلة.
فقبل كل شيء، سأرسل إليك رسائلك عند عودتي، حتى تستعيد ما تريد. وإذا أردت أن ترسل إلي رسائلي، ما دمت موجودة هنا، فإنك ستوفّر عليّ حمل ثقلٍ كبيرٍ إلى بريد شاتر. أما إذا أردت أن تنتظر رسائلك، فافعل ما تراه مناسبا لك.
وداعا، يا صغيري، وكان الله معك.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى