منصور جغيمان - موضة قديمة

متعبٌ جدا
اصابعي متيبسة
و عيناى متورمتان
ورأسي أشبه ما يكون
ببيضةٍ فاسدة
أنا أحد هؤلاء
الشعراء البليدين
لدي قائمة غير منتهية
من الوعود لامرأةٍ
لا تطلب مني الكثير
وعدٌ بكتابة قصيدة..لم ينفذ
وعدٌ بشراء وردة..لم ينفذ
وعدٌ بارسال رسالةٍ بريدية..لم ينفذ
وعدٌ بقراءة
كتاب " السماح بالرحيل "..لم ينفذ طبعا
وعدٌ بمشاهدة فيلم " النمر و الأنثى "..لم ينفذ
وعدٌ بتنفيذ كل هذه الوعود..لم ينفذ
أنا أحد هؤلاء الشعراء البليدين
بينما تجلس حبيبتي منتظرة
هذا الفارس الذى يأتى على صهوة كلامه
عابرا أخاديد النار و حقول الألغام
و غابات مليئة بالمستنقعات و آكلي لحوم البشر
تنتظره قادما من أقصى المدينة
وراءه حشود غفيرة تردد القصيدة
التى أصبحت النشيد الرسمي
للقرى و الحب و الثورات
بينما هو يحمل الوردة
التى أحضرها من جزيرةٍ بعيدة
قاتلا ألاف القراصنة
و مراوغا فى سبيلها
دوريات شرطة الموانئ
هكذا تنتظرني حبيبتي
بينما كل ما أفعله
أني أحملق فى شاشة الهاتف
لم أعبر أخدود نار
و لم أؤذ حتى قبعة قرصان
و قصائدي لا تقنع
حتى هذه السمكة الساذجة
فى الحوض الذى على يساري
فضلا عن أن تكون نشيدا رسميا
لقرى و ثورات فى خيال حبيبتي
هكذا أنا..أحملق فى شاشة الهاتف
ليس فى يدي بلطة تكسر هذا الجمود
و ليس على قميصي رائحةٌ أخاذة
و ليس فى اسمي ما يجذب انتباه الشفاه
الأمر بسيطٌ جدا..أنا أحبكِ
بهذا الجسدٍ المتعب..أحبكِ
بهذه الاصابع المتيبسة..أحبكِ
بهاتين العينين المتورمتين..أحبكِ
بهذا الرأس الذى يشبه البيضة الفاسدة..أحبكِ
بتلك البلادة التى لا تنتهي..أحبكِ
و " أحبكِ "التى أقولها قديمة الطراز
حلت مكانها " أحبكِ " جديدة
مواكبة للموضة
لكني كما تعرفين
ما زلت رجلا تقليديا
أتابع أخبار العالم على الراديو
و أكتب نصوصي على الورق
و أعد طعامي على النار
و أقول " أحبكِ " القديمة
التى تجدينها
فى خزانة الجدة و ضحكات المخاتير
فى ظل السواقي بعد يوم عملٍ شاق
فى حنين ناقةٍ لصاحبها
الذى أعوزته الحاجة فباعها
فى ذكريات أمكِ و أبيكِ عن أول لقاء
" أحبكِ " الخام قبل أن تعدل وراثيا
و تدخل عصر التهجين و المهرجانات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى