حسن بولهويشات - وعول تركض خلفي

ها أنا الآن كما تريد،
أرتجل مصيري فوق السرير رافعًا رجليَّ بوسادة
أنظر بإعجاب إلى بياض السقف،
إلى المصباح المتدلي مثل لسان جدّة
أزيح السقف جانبًا فأتملّى البساط الأزرق
حيث النجوم دراهمٌ منثورة فوق منديل متسوّل
أتجاوز مهرجان الأضواء فأصل عموديا
إلى حيث هناك من يرتّب حفل القيامة على قدمٍ وساق :
الجدّات يقشِّرن البصل ويتذكّرن أحوال الدنيا
بلا أسفٍ
الآباء يحطبون في الغابة المجاورة، ويُراكمون الأعواد
على حواف حفرةٍ سحيقة
الأولاد من جهتهم يسقون أشجار الفواكه بخراطيم ميّاه صغيرة
تأخّرتُ هناك حتّى تعثّرتُ في نهرٍ من عسل وآخر من خمر
ورأيتُ بيوتًا لبناتها من ذهب وفضة،
قبل أن أعود،هذه المرة، إلى جوف مسبحٍ
يتصاعد منه بخارٍ يغطي مرآة الأيام، فأكتبُ اسمي فوقه وأمسحه
يا لمتعة اللعبة في الثالثة صباحًا!
ويا لليد الناعمة تعصرُ منشفة صابونٍ على ظهري المنهكة!
ارفعي صبيب القسوة قليلا يا حبيبتي،
فأنا ابن فلاح وأحمل سجلا نظيفًا في الألم
أنا ولدك الظريف أيّها الشّعر
فأفسدتَ أخلاقي حين اقتفيتك أركض فتركض الوعول خلفي،
يا لسوء المهنة !
أنا ابنك الضال لا بيت لي غير خيمةٍ أطويها تحت إبطي ككشّاف،
وأغادر
أنا العاق لا ميراث لي غير صوّري ملطخة بحبر الجرائد
أنا النبيّ أضعتُ نبوءتي ولا إخوة لي
العاطفيُّ قليلا
والمفكّكُ كثيرًا كقطع غيّار فوق طاولة
وها نحن وجهًا لوجه مثل الرّاعي وغيمته
إمّا أن أهزمك الليلة أو تهزمني
لكن لا بدّ أن أخمش كبرياءك ولو بشدّة الأذن
أو أحشو جيوبك بالتبن فأقدح النار، وأهرب متظللا بالدخان
والمصفّرين
ولا بدّ أن ألين في النهاية، وأسامحك
فاقترب أيها المقتحم كالتهمة
فلم يسبق أن دبّ نملٌ في جسمي مثل الليلة
ولا وصلتُ على متن منطاد ورقي إلى جزيرة بعيدة
اقترب لنتبنَّى قضية ونتخلى عنها
لننسف مدينة كاملة بالديناميت على سبيل التجربة
لنفعل أيّ شيء
فما أشك في أنك بدويٌّ مثلي وابن فلوات
عشتَ تقايض أيامك ببراميل الخمر
وثوب الحبيبة
تُدرِّبُ نفسك على زحافاتٍ وعللٍ وعرة
وتبيعُ ذهبًا مغشوشًا للأمراء إذا تجاوزتَ
فمن جاء بك إلى المدينة وأضوائها
وصرت تسكن بيوتًا ودورًا
وصار لك وكلاء ومعتمدون يصهلون باسمك
فشكرًا لك أيها النخّاس
أيها الدَّوّار كآلة قمارٍ،
المهزوم أمام لمعان الأزرار
والمتسلّق كأوراق شجر اللبلاب
أو كأيِّ برجوازي صغير.




1618356928891.png






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى