رسالة من عبدالجبار العلمي الى محمد رمصيص

إلى الصديق الودود الباحث الناقد الرصين محمد معتصم :
عزيزي سي محمد معتصم :سبق أن استفرتك عما إذا كانت رواية ماركيز " ذاكرة غانياتي الحزينات " ترجمة صالح علماني التي بين يديك ، هي نفسها " ذكرى عاهراتي الحزينات " ، ترجمة رفعت عطفة ، فأجبتني مشكورا : هما نفس الرواية بعنوانين مختلفين. جميل أن يتم ترجمة عمل واحد ترجمات متعددة، فذلك من حسن حظ المتلقي الذي يختار أحسن وأدق الترجمات، كما نفعل مع بعض الأعمال العالمية المعروفة مثل روايات ديوستفسكي، حيث نؤثر ترجمة سامي الداروبي، ومسرحيات شكسبير حيث نفضل ترجمة جبرا إبراهيم جبرا على سبيل المثال؛ وذلك لامانتها ودقتها .. الذي لاحظته في ترجمة صالح علماني أن العنوان غير دقيق بل خاطىء، وغير أمين لمضمون النص الروائي. فالرواية ، كما تعلم تتحدث عن عاهرات لقيهن في حياته الطويلة بطلها العجوز التسعيني. وثمة فرق لغوي بين الغانية والعاهرة ، فالغانية ليست هي العاهرة. الغانية هي المرأة الجميلة التي تستغني بجمالها عن وسائل الزينة كالحلي أو المجوهرات أو غير ذلك .. وتصفح المترجم لأي معجم عربي سيضع يده على المعنى الصحيح الدقيق. وقد كنت أصادف في الكلمات المتقاطعة لإحدى الجرائد الوطنية أن معدها يعد الغانية عاهرة ، فيضع لفظ الغانية في خانة على أن يكون ملؤها بلفظ العاهرة، وقد تكرر ذلك مراراً ، وعزفت عن تنبيهه عن طريق رسالة إلى الجريدة مثلا ، كسلا واستهانة بالأمر ، لأنه يتعلق بجريدة يومية سيارة، وليس بكتاب أو ترجمة لهما متلقون من نوع خاص. ثم ثمة خطأ آخر -حسب ما بدا لي - من خلال محتوى المتن الروائي. فماركيز يتحدث عن ذكرى بطله المنوه اليه أعلاه مع العاهرات الكثيرات اللواتي عاشرهن على الأقل مرة واحدة ، وليس المقصود سرد الراوي لما يدور في ذاكرة أولئك النساء الجميلات الحزينات. وبين يدي ترجمة رفعت عطفة أعيد قراءتها. وسؤالي الذي وجهته إليك آنفا، عما إذا كان العنوانان لنفس الكتاب ، كان نتيجة ما لاحظته من تباين كبير بينهما رغم أن لفظ الحزينات ورد في كلا العنوانين. مع خالص محبتي وتقديري.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى