مؤيد عليوي - ضوءٌ منتفض.. قصة قصيرة

أخرج كيس تبغه ولّف بعضا منه في ورقة خفيفة، لف الورقة وهو يطوي روحه معها، كأنه يطوي السموات والارض في ورقة التبغ تلك، كانت الافكار تداعب مخيلته ربما سيحصل أمراً ما، نفض رأسه من تلك الافكار وتلفت عن يمينه وشماله ربما سمعه أحد الناجين من نيران الامريكان، كان داخله قلقلا ربما فلتت منه كلمة من الأفكار التي تغزو رأسه وهو ينفخ دخان السيجارة، ثم نفض عقب السيجارة من يده كما نفض غبار الهزيمة عن نفسه وهو يتذكر ما قاله لخطيبته وحبيبته في أخر إجازة له قبل بداية الحرب، سننتصر فلا أقبل بغير النصر، قام وسط الجنود واقفا على الرصيف بكل عزم الجندي العراقي، وافقا بشموخ على رصيف وسط البصرة بيده بندقيته وهي مازالت صالحة للاستعمال وبقايا رصاصات قليلة فيها لم تذق طعم الهزيمة كما أخواتها السابقات، أبت كرامة ذاك العراقي أن تكون الهزيمة من نصيبه بسبب تعجرف الرئيس، ذهب بخطى واثقة بين جميع الجنود والضباط العائدين من الكويت مشيا على الاقدام، لـيجلسوا أو يناموا تعبا على أرصفة البصرة، كان يقول في نفسه وعيناه على عيني الرئيس في الصورة الكبيرة وسط الساحة: (وما أدراك بالمشي تحت نيران الطائرات الامريكية ومأ أدراك بذل هول الموت في كل لحظة رغما عنك، في أرض غير أرضك)، تقدم بكل همّة كرامة الانسان المنتفض، كان واقفا وسط جموع الجيش النائم على الارصفة وصورة الرئيس تنظرهم دون مبالاة للهزيمة، وكانت عيناه مازالت معلقة في عيني الرئيس، هكذا كانت الافكار تتردد في عقل الجندي وهو واقف أمام الصورة وسط الساحة الكبيرة التي حولها الجنود والضباط جالسين ونائمين وهم منتفخي الاقدام وقد ذاقت الهزيمة مشيا، حيث أختلط الجنود بالضباط الذين نزعوا رتبهم عن اكتافهم، ثم يشرد عقله في تلك اللحظة الفاصلة في حياته الى حرب الخليج الاولى وصورها البشعة بسبب الرئيس، التي كانت تخالجه في وفقته تلك أمام الصورة في ساحة وسط البصرة وأسفلها الجنود والضباط العائدين من الكويت، يقهرهم الجوع والتعب ومرارة الهزيمة مشيا، وقف الجندي العراقي المنتفض وسحب اقسام بندقيته بقوة وعزيمة، ليرفعها بوجه صورة الرئيس ويصيح ليسقط النظام، وهو يفرغ ما فيه نفسه وعقله برصاص بندقتيه على وجه الرئيس في الصورة، حينها اشتعلت البصرة واشتعل العراق من اقصاها الى اقصاه..،
كان يحاول أن يجد كيس التبغ وهو جالس عند طرف خيمة في الساحة التي اعتصم المحتجين على الأحزاب الحاكمة، بدا رجلا مسنا مفعما بالقوة والتحدي وعقاله مازال ثابتاً كما في شبابه وهو يمرّ بزهوٍ في شوارع مدينته، مدّ يده الى جيبه يبحث عن كيس تبغه فلم يجده بينما وجد هاتفه المحمول أخرجه من جيب دشداشته الصيفية البيضاء، ليضحك في سره ( هاي وين جنت أني!، وين صرت! )،
نهض وقام من طرف الخيمة بهمّته ذاتها تلك قبل سنوات خلت، الى عربة تبيع السجائر، وهو يسمع أصوات المتظاهرين الشباب من جيل أحفاده يرددون ما كان في داخله من أيام شبابه، الشعب يريد أسقاط النظام، أبتسم وهو يلوّح لهم بطرف عباءته الصيفية ويدبك بقوة على الارض، كان قلبه يحدّثه بأيام الانتفاضة المسلحة ضد الرئيس القائد ونظام حروبه، كانت تقول له نفسه عن ذكرياته حينها، مازلنا نريد اسقاط الانظمة متى تغادرنا غربان الحروب والنهب والكذب والزيف، فيما تمرّ مرارة الذكريات لتعيد عليه في كل مرة، سيحدث أمرا ما، تلفت كعادته حذرا عن يمينه وعن شماله كمَن يبحث عن صاحبه، وهو يتفقد مسدسه الذي لفه على جسده منذ صار من رجال الاهوار ثم انتقل الى الجبال ومسدسه لا يفارقه، حتى في ذهابه الى الانتخابات الجديدة في مدينته التي عاد لها بشكل علني بعد سنين كان يدخلها متخفيا يرى أهله ويخرج منها نهارا بملابس لا تثير الشك، حتى في تلك الانتخابات الجديدة العلنية كان مسدسه في حزامه فلم يكن يثق بالأنظمة مثل بدوي يمشي في الصحراء فلا يفارقه سلاحه حذر مفاجئات الطريق والحيوانات، كان الرجل يتفقد الوجوه في ساحة الاعتصام يبحث عن صديق اتفق معه أن يراها فيها، ليكون وقفه عند عربة بائع السيجارة فاشترى علبة سجائره، ودفع النقود الى صحاب العربة الذي نادى عليه الباقي حجي، ولم يبتعد عنه سوى خطوة واحدة، الذي أجابه هو لك انت تستحق الخير وليدي، فرح الشاب بزيادة الثلاثة الالف دينار في دخله اليومي وهو يضع النقود في جيبه : ( الحمد الله، الله يسهل الامور ويمر اليوم بسلام، بلا مشاكل ولا قتال)، ذهب الرجل بعباءته وعقاله وهمّته يبحث عن صاحبه ونسي أنه يملك جهازا خلويا، حيث أخذته ذاكرته التي تدور في انتفاضته المسلحة تلك والتي بدأها هو من ساحة البصرة، فلم يكن يشك لحظة واحدة بشجاعته وهمّته، كما لم يشك بحدسه وهو يسمعه يقول: سيحدث أمرا ما، كانت تمتزج ذكرياته بالاحتجاجات التي بدأها الشباب بسلمية في شوارع بغداد الى أقصى شوارع الجنوب، ذاك العبق الذي لا يقارفه من رائحة العنبر في اقصى ريف الديوانية ونسمة الهواء في الاهوار وصياح الديكة عند نخلات زرعها في شبابه أيام انتفاضته وهو في ريف أحدى المدن بعيدا عن يد السلطة، في تنقله المستمر بين العشائر دون أن يكشف هويته أو أسمه الحقيقي، كانت ذكرياته لا تسلط الضوء على ملامح وجهه، كان مبتسما أكثر الوقت وهو يمر بين زحام التظاهرات في ساحة الاعتصام، وهو يرى وجوه الشباب الجميلة بروح الشباب تنز غضبا على الاحزاب الحاكمة وأبتاعهم، فـقبل يومين طردوا واحد من الساحة كان يدافع عن حزب ديني حاكم كما طرودا رجلا دخل الساحة مخمورا بالشرب أو حبوب كبسلة كما يسمع الشباب يقولونها في الساحة أو المقاهي القريبة من الساحة كانت الذكريات القديمة تمتزج في حاضره فتتداخل المواقف والكلمات في رأسه، حتى صار هو في سط الزحام عند موكب يقدم الشاي مجانا، وقف ليشرب الشاي، فيتدخل أحد الشباب بجواره :
- حجي موبايلك يرّن
لم ينتبه له أول الامر حيث مازال عقله ونفسه يدوران بانتفاضته في البصرة وهو يرى نفسه يلوّح ببندقيته الفارغة من عتادها ويهتف وسط الجموع الشعب يريد اسقاط النظام..، أعاد الشاب كلمته مرة ثانية :
- حجي يمكن موبايلك يرن .
- شكرا سمعته لكني اشرب الشاي ويداي مشغولتان
إذ إعتادَ أن يخفي عدم انتباهه الى الاشياء عن الناس، ثم ابتسم بوجه الشاب وهو يعيد استكان الشاي الى الطاولة، واخرج تلفونه الخلوي من جيبه، الذي قطع عليه شريط ذاكراته المسلحة ليعيده الى الاحتجاج السلمي في وسط الساحة، فيما كان صاحبه المتصل عليه يسأله عن وجوده في الساحة، ليجيبه هو (بنعم قرب موكب الشاي الملاصق لـ"خيمة الثوار الطبية")، التقيا على بعد مترين مثل جنديين نجيا من معركة خاسرة كما كانا قبل سنين بعيدة غائرة في الاهوار قبل تجفيفها، كان صديقه يحدث نفسه بكيفية التعامل معه فهو يعرف يميله الى السلاح وكأنه مازال يقاتل في حرب ما، كان يفكر بأن يسأله بطريقة لا تثير عقله المنتفض دائما :
- هل مازالتَ تحمل مسدسك ؟
- نعم، أنت تعلم أني لا أثق بالحكومات وكراسيها، حتى لو كانوا ملائكة تحكم العراق فكرسي حكم العراق ملعون، يغيرهم من ملائكة الى شياطين، وهذه محتنا وأنا قبلت بهذه المحنة ومستعد لها دائما .
- لكن هذه الاحتجاجات سلمية اذا كان فيها السلاح فعّال ستفشل ولن تفضي الى شيء .
- ومَن قال أنني أدخل فيها مستعملا السلاح هذه المرة، بل سلاحي هو العقل لحماية الناس الطيبين فيها، ومسدسي أدافع به عن نفسي فقط، وعن الناس عند الضرورة.
انفرجت سرائر صاحبه بالسرور مستعلما منه عمّا بدا له :
- كيف ترى الامور الآن ؟
وهو يجيبه عن السؤال كانت يده تحت عباءته وتحت سترته البهاري الصيفية، يمسد على مسدسه فتحسسه جيدا، كأنه يبحث عن شيئا ما دون أن يثير من شك من يراه حتى صاحبه لم يشك بهذا..، في هدوء من نفسه نافخا دخان سيجارته في الفضاء نحو السماء، ويده الاخرى مشغولة بالسيجارة، وهو يجيب صاحبه عن سؤاله ذاك :
- لن تنفعنا في شيء هذه السلمية، فالنظام قوي وقوته أنه نظام غير منتظم في شكل دولة تهاجمها، هل تتذكر ما كنا نقوم به بعد فشل انتفاضتنا المسلحة حينها كنا نهاجم مؤسسات نظام في الجنوب كانت حرب واضحة، أما الان فهذه حرب قذرة ليست واضحة، ليست حرب رجال بل حرب مغانيث لا تواجه مثل الرجال، إذ في هذه الساحة نفسها وفي غيرها الآن يوجد مَن هم تابعين للأحزاب الحاكمة الناهبة لثروات البلاد من الشمال الى الجنوب، وليس للدولة ومؤسستها شيئا، فهؤلاء ملاعين وشياطين عرفوا اشلون يخربون كل شيء، وفيهم مَن هو تابع لهذه الدولة ومثله تابع الى دولة غيرها، فالساحات ملغومة، وأنت تعرفني لم اغادر العراق ابدا ولن اغادره، كما تعلم فراستي في قراءة الوجوه ومعرفة دواخل الناس من نظرة واحدة .
- وما أدراك في الساحات الاخرى؟
- كنت قبل اسبوع في ساحة التحرير ببغداد كما كنت في غيرها، لقد مر شهر وأنا اتجول من ساحة الى ساحة قرأت جميع الوجوه في جميع الساحات..، لكن الذي يقهر أن لا احترام لنا داخل العراق ونحن أهله، هؤلاء الحاكمين الجدد يحاولون دائما أن ينتزعوا احترمنا لأنفسنا وكأنهم افضل منا فمَن وافق على الدستور الجديد إ لسنا ! نحن ،ومَن انتخبهم إ لسنا نحن! لكنهم خذولنا وتكبروا وتجبروا، والتكبر على المتكبرين عبادة عند الله، لـذا أنا مع المنتفضين الجدد من الشباب ضدهم .
ثم أخذ يروي لصاحبه ما شاهده أثناء تجواله ذاك في إحدى الشوارع الخلفية من ساحة ما، كان يقول وفي نفسه مرارة تأكل منه شيئا عزيزا عليه، فيما صاحبه يضع خده على يده كمَن أستوطن للنعاس يسمعه وكأن الساحة خالية إلا منهما، حيث كان وافقا في ظلام احد الشوارع الخلفية للساحة يغير ملابسه من الزي العراقي الريفي بالكوفية والعقال، الى الزي المدني ليعود الى الساحة ويتأكد من احدى الخيم فيها، عمّا سمعه في بابها وهو مارٌ عن طريق الصدفة بزيه الريفي وكيس ملابسه الاخرى بيده، كانت هذه طريقته القديمة في التنقل بين المدن والريف مع هويات شخصية بأسماء عدة وصور مختلفة الهيئة له تناسب الاسم في الهوية، كان لوحده يتحرك دائما كما هو اليوم يحكي لصاحبه المستمع له والذي لم يعد باستطاعته مساعدته كما كانا أيام شببهما، كان يقول بعد أن ينفخ دخان سيجارته، أن الشارع كان فارغا مظلما فيسمع هو صوتا خفيفا بين أثنين يشبه همس عاشقين، يغيّر ملابسه بسرعة ويدنو حيث الهمس في الظلام يقترب من زاوية دخول الشارع المظلم في ركن منه بين جدارين، كان أحدهما كبير السن ذا لحية بيضاء والثاني أصغر منه حليق اللحية، يجمعان الخبز الذي حصلا عليه من ساحة الاعتصام في كيس كبير، على ضوء خافت من مصباح التلفون اليدوي، لم يريا وجهه حين سألهما بصوت ريفي أجش(ماذا تفعلون؟!)، أجاب الرجل المسن نجمع الخبز لعوائل تحتاجه وماذا تريد أنت من فقراء لا تجد الخبز وتريد من هذا الظلام ستارا لحفظ ماء وجههم، هل كفرنا بهذا نحن؟! كان يروي لصاحبه ودموع عينيه تنهمر فيما الصخب حولهما يزداد في تظاهرة جديدة من ذاك المساء الذي بانت فيه لسعة برد شتوية، كان صاحبه يصغي له متعجبا من دموعه، لم يكن يراه يبكي إلا عندما سمع أن حبيبته قد زوّجها أهلها دون رضاها، بعد أن ردوا نيشان الخطوبة الى اهله سرّا الذين سكتوا خوفا من أن تسمع حكومة صدام بالموضوع فتفتح عليهم مواضيع جديدة هم في غنى عنها، إذ كانت الحكومة وقتها كما يدور في خلد صاحبه وهو يتذكر هذا في نظره الى الدموع، من أن الحكومة تعده هو وصاحبه من ضحايا حرب الكويت المفقودين، فلم يبق صاحبه ينتظر كثيرا :
- هل تبكي حقا وانت مَن ابكى الرجال فطول عمرك وأنت في الحرب لا تنهي تخرج من حرب حتى تدخل غيرها؟
- ألم اقل لك انها حرب مختلفة هذه المرة، حرب قذرة لا رجال فيها تواجههم وجها لوجه، وهل تواجه الفقر بالسلاح، أم تواجه الاحزاب وسلاحها بينما الناس تريد الخبز، أم تواجه الدول التي تنهب خيرات بلدنا وسلطت علينا من تراهم اليوم ...،
أراد صاحبه أن يغير الموضوع ويذهب به الى ذكرياته مع حبيبته كما كان يفعل في الاهوار والجبال، فيذكره بها ليخفف عنه، نظر هو اليه وقال له إياك أن تفتح هذا الموضوع أتركها وشأنها يا صاحبي، دعنا في همّنا الذي تركنا كل شيء من أجله، ثم هدأ قليلا وقد أخذته موجة الذكريات وأغار بها على الدينا من حوله وراح يحكي لصاحبه عمّا سمعه في تلك الخيمة بعد أن غيّر ملابسه المدنية واشترى كيس ثانيا بلون مختلف وضع فيه عقاله وكفوّيته ودشداشته، ودخل الخيمة، كان يقول أن الوجوه كانت شبابية غضه لكن كلامهم غير ذاك لم يكن يناسب عمرهم كان البعض يتفرّس بوجهه هو يسألهم عن عمل مسلح تلك العبارة التي سمعها منهم دون أن يعلموا أنه هو صاحب العقال والكوفية الذي مرّ قبل ساعة ملقيا التحية عليهم، أجبه أحدهم انها مجرد أفكار نقولها ونتسأل كيف لنا أن نسقط نظاما بهذه الوحشية يقتل في الشارع علنا في النهار والليل، هل هذه لعبة ثمنها الحياة ونحن نريد العيش بكرامة فقط، كانت كلمات ذاك الشاب تفيض بقهر غير مسبوق عليه، كان يسمع منه وفي داخله وجع عراقي قديم، فأمسى يحلل الموقف في سريرته وهو ينصت للحديث، اذا استعمل الثوار السلاح ستكون النهاية ولا أمل بعدها، وإذا بقوا هكذا بأجسادهم العارية والعلم العراقي ستقضي عليهم الحكومة واحزابها ولن تكون نتيجة كما يريد اغلب الشعب الصامت منذ انتخابات 2018 التي لم يشارك بها اغلبه، فيما الشاب يتحدث له، وهو يقلب الامور في صمت..،
كان مستمرٌ هو في الحكي لصحابه، وقد تعالى صوت الرصاص من خارج الساحة باتجاه أحدى الخيم القريبة منهما، أنتبه هو الى أفراد الشرطة لا يحركون ساكنا بل راح بعضهم يترك موقعه لحماية الساحة مما زاد شراسة مطلقي النار على الخيمة وفيها الناس، حتى قال لصاحبه (أحمي ظهري فقط) وقد ناوله مسدسا أخرجه من تحت دشداشته التي رفعها الى نصف جسمه ليخرج ذاك المسدس، وأخذ هو مسدس ثانٍ من حزامه تحت سترته، وركضا مسرعينِ على الرصيف المقابل للخيمة المقصودة بإطلاق النار، فتمترسا خلف عربة لبيع البلبلي كانت متروكة هناك، فأخذ هو يطلق النار من مسدسه باتجاه الشارع خارج الساحة حيث مصدر النار الذي يطلق على الخيمة، بينما صاحبه في ظهره ووجه الى الساحة يرمي عند اقدام كل مَن يريد الاقتراب منهما، فيما راح أهل الخيمة ينسحبون منها بهدوء..،
حتى خرج وهو صاحبه من الساحة على دراجة نارية، أقلهما منها أحد الشباب الناجين من تلك الخيمة، عبّر زقاق مفتوح من الساحة الى الشارع الرئيسي، ليأخذا سيارة أجرة تقلهما الى بيت صاحبه.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى