سليمان جمعه - قراءة فلسفية لقصيدة (شغف المنى) للأديبة والناقدة المصرية منى فتحي حامد..

القصيدة :
. شغف المُنى


سندريللا أميرة فى الحب
مُنيَّة التمني فى محراب القصيدة

من خواطرها يتزين السجع
وبلاغة الأدب تتمايل حول معانيها

إن لاحقتها أشواق شطآن العشق
أضاءت شموع تُبهِجُ لياليها

متلألئة بسمائها كضياء البدر
من حُلوِها النبيذ برحيق أشعارنا

قيثارة للطيبة والهناء والعفو
راهبةً للقمر بِقُدسية ضواحيها

عطر ضحكاتها نسماتٍ لِلروح
نتراقص معه و نُدلله تدليلا

يمامة تتناغم من بين الغصون
فيغازلها الصبر و يرتل ترتيلا

أسراب من فراشات الأقحوان
تُداعب خصرها و تُقَبِل أغانيها

الياسمين من همساتها الدافئة
مذاقه صفاء لشمس الظهيرة

فبمقلتيها الغرام شادي الوِّصال
مُناجيآٓ لعشق شاعر تاجاً و إكليلا

فٓعلى جبينها الحُلم عهدآٓ
بِلقاء الحبيب عاجلاً و قريباً

فمن وجنتيها كؤوس الخمر
ترتشِفُه من الربيع حياة و سبيلا

أريجها تمور جنات الفردوس
بأكاسير ورد عطرها سلسبيلا
________________

القراءة
---------
المحراب للصلاة و في الصلاة طقس الطاعة و الرجاء و التمني ، فالقصيدة محراب فيها يقدم طقوس الحب لأميرته سندريلا .. التي انتصر صفاؤها و جمالها على البغضاء ، و تلك هي مقتضيات صلاتها ..
فلا نهاية ان تكون وحيا للأدب فتمنحه بلاغته .. وهي كذلك شمعة تحترق بنارها وعلى ضوئها انفاس العاشقين ..
تلك من مكرمات سندريلا التي أصبحت رمزا للعشق و الصبر فيه ...
و على ذكرها يسمرون ويملؤن كؤوس النبيذ من رحيق الشعر ..
وعلى ذكرها تترهب القديسات على اسم القمر . تضحك بعد حزن فيتنسم للروح فرحها ..اليمام الرقيق يغازلها ويترنم مدللا ومرتلا الصبر ..
و ها هي فراشات الخميل و عطوره ، يحطنها ويراقصن خصرها ...
هي الحلم الذي تحلم به عاشقة ، كما الحوريات في جنانها ..
كل ذلك ..
ليكون الحب جميلا بعد صبر ولتكون الحياة فردوسا به ..
لذا نستوحي من سندريلا و من الحورية و من فصل الربيع و من ليالي السمر و القمر رب الوله .. يرشدنا الى قلب الحبيب ..
لماذا نستوحي لنجمل سلوكنا لقلب حبيب ..
و لتكن الحياة مقدسة بالحب كما بالصلاة وتكون نهاية مرتقبة كما الحوريات والجنان ..
_______

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى