منصور جغيمان - لا يصح..

لا يصح لشخصيةٍ مشهورةٍ
كرجل أعمال مثلا أن يسير حاملا حقيبة
هذا عبث..
ثمة شخص دائما مخصص لهذه المهمة
لكل مشهور حامل حقيبة
هذه بالطبع تفرقة عنصرية
و هذه شأن آخر
أنا شخصيا رأيت حقائب كثيرة
ملقاة على الأرصفة و صناديق القمامة
حقائب لا تجد أبدا من يحملها

لا يصح للراقصة
أن تنحني أثناء وصلة الرقص
لتجمع " النقوط "
هذا عبث..
لكل راقصة صِبْية
مهمتهم أن يفعلوا ذلك

لا يصح أيضا
لشاعرٍ أن يكتب قصيدته
من الوضع " منبطحا "
هذا عبث..
لابد من جلسة بحر
أو غرفةٍ هادئة و أضواء خافتة
و فنجان قهوة
و شخص ينتظر على الجهة الأخرى من الهاتف
فى انتظار أن ينجب الشاعر
فى غرفة الولادة هذه فتاته العصماء
و مهمة هذا الشخص
فى هذا الوجود
أن يقول مع كل اتصال هاتفي : الله

و لا يصح للسياسي
أن يشعل سيجارته بنفسه
هذا عبث..
لا وقت لدى سيادته لهذا الهراء
كل ما عليه أن يفعله أن يخرج سيجارته
من كماليات السياسي
هذا الغامض الذى يقف بجواره
و الذى ينبغي
أن يمتلك هذه الرشاقة و الخفة
فى اشعال السيجارة
دون أن تلفت حركته انتباه الجالسين
و دون حتى أن يؤثر صوت " ولاعته "
على مجرى الحديث

حتى هذا العاشق الصعلوك
الذى لا يعرفه أحد
و الذى يحب فتاة ما
فى شارع ضيق فى حارة مجهولة
لا يصح أن يكون وحيدا
ثمة شخص هناك يستمع إليه
يحلل ردات فعل حبيبته
يشاركه اختيار الهدية المناسبة
و يضمد جراحه إذا قررت محبوبته الانفصال

لا يصح لهذا الممثل البارع
أن يُضرب ضربا مبرحا فى مشهد سينمائي
لابد أن يكون هناك " كومبارس "
وظيفته أن يتلقى الضرب عن البطل
هذا البطل الذي ربما ينال جائزة الأوسكار
عن فيلم شاركه فى بطولته
رجلٌ لا يعرف أحدٌ عنه شيئا

هؤلاء
الذين يعيشون فى الظل
كماليات الآخرين
رأيتهم فى ثياب الضحية
لكنك لم ترهم فى ثياب الجلاد
عندما يمرون بجانب الحقائب الملقاة
على الأرصفة و صناديق القمامة
دون أن يحملها منهم أحد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى