د. أحمد جمعة - كنت في آخر الدنيا،

كنت في آخر الدنيا،
لكنّهم قالوا: إنّها مريضة،
لا أعرف كيف
بهاتين القدمين العاجزتين أتيت
لكن أتيت...

جسدها الأطيب من دموع الأمهات
ساخن، ينتفض،
وعيناها تقلّبان ملامحي
وتوصيان...

سمعتهم يتهامسون بألسنتهم الحجارة:
"ربنا يريحها".
ليت ما كانت لهم ألسنة؛
كيف يتمنى الحبيب لمن يحب
أن يموت؟!

كيف يا أخي قفلت عينيها بيديك،
كيف يا أختي غسّلتها بيديك،
كيف حملتموها على أكتافكم ورحلتم،
كيف وضعتها يا أبي
تحت التراب، ثم ردمتها،
ثم خرجت تتلقف أيدي الناس،
ألم تكن أمك يا أبي؟!
كيف أتت بك إلى الحياة،
وأنت هكذا ببساطة سلمتها للموت؟!

لا تبك أيها الذئب!
لا تبكي أيتها الثعلبة الماكرة!
وحدي فقط من يحق له العويل
أنا الذي سبقتها من سنوات
للموت!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى