د. سيد شعبان - حكايتي مع أ. د. سعد مصلوح.. مرة ثانية علم الأسلوب والمصادرة على المطلوب!

شاء الله لي أن أطلع على كتاب في "اللسانيات العربية المعاصرة دراسات ومثاقفات؛ كان ذلك قبل خمسة وعشرين عاما؛ أيام الطلب الأول والسن غض الإهاب وماتزال بي إذ ذاك حداثة العهد بالدرس الأكاديمي؛ وقع الكتاب من نفسي موقع التهيب؛ مؤلفه يعالج أمرا يعجز أمثالي على سبر غوره والاستيعاب أول درجات الفهم؛ فما بالكم ومؤلفه ذو خطر؛ ترى من يكون؟
وبت أتساءل هل يتصل بي سبب إليه؟
وكان أن وقع في خاطري أنه من الذين يقف المرء حيالهم يقظا لايغمض له جفن؛ يناقش عبدالصبور شاهين وكمال أبوديب وصلاح حسنين والذي جهل أمره وخفي سره إلا عليه فكان مبحث علم الأسلوب والمصادرة على المطلوب؛ فزعت إلى أستاذي الدكتور عبده قلقيلة - رحمة الله تعالى عليه- فأبان لي عن عالم ثبت حجة؛ سعد مصلوح ومن يومها يممت وجهي شطر دار العلوم؛ لكنه كان قد تركها يضرب بسهمته في معاهد العلم توسع له جامعات العرب أبوابها؛ فلزمت تخصصه وجالست د.بشر ود.عبدالصبور شاهين ود.أحمد مختار عمر؛ أقتفي أثره وأمني النفس بلقائه- وقد كان- عوضا منه كتبه وأبحاثه!
حتى أردت دراسة منجزه الصوتي وحده؛ فاقترح علي أستاذي د.محمد يوسف حبلص دراسة الجهود الصوتية عند أساتذة دار العلوم في النصف الثاني من القرن العشرين دراسة وصفية" وكان بفضل الله بحث شهد له مناقشوه بالسبق والجدة.
بان لي أن د.مصلوح وأستاذه د.عبدالرحمن أيوب وحدهما من عنيا بالصوت عناية حاسوبية تقنية ولم يذهبا إلى الوصف والتقرير دون قياس ومعامل!
هذا عن حديث الماجستير.
أما وقد عرفتك قبل فإني أشهد الله علمك ورصانتك نقتفي أثرك ونبصر موضع خطوك؛ تقوم ما ينفلت منا ومايشرد عن النهج؛ ولا أزال أذكر كيف كان لوم أن بدا مني سوء تأويل لمصطلح التعالق الدلالي؛ حدث ذلك حين استشهدت به في رسالتي للدكتوراة؛ تخص طلابك بالحب وتفرد لهم أجنحة الرحمة؛ كتاب الأسلوب لانظير له في العربية وما اجترأ هذا المقتحم إلا لظن أردى به موضع الهلكة؛ حتى يعلم الفضل لأهله؛ ثقة ودقة وثبتا؛ حفظ الله سيدنا ورد عنه سهام الغدر ودعاة السلب والسرقة.
أما هذا الذي تسور دارا ليست له وانتهب علما لم يشترعه فليس الثرى كالثريا!
ولايمضي يوم إلا وأنا قاريء له ما بين متصل فأنتهب لحظات مباركة يرعى ويقوم؛ حنو أب ورعاية عالم؛ يقرأ لي فيعجب؛ أو يهب كتابا فأسعد؛ رأيتم رسالتي في الدكتوراة كانت مهداة إلى أبي وإليه ثم مجموعتي القصصية الأولى " أبو سويلم" كانت لهما بعد الله!
وما يدري القاريء أن البعض يظن العلم افتراس وانتهاش؛ أو يستملي كتبة فيأتي أحدهم بما يختلط وما الخلط إلا سوء تقدير واستعجال عرض الأدنى؛ تراه ذلك المتسور ناقدا وشاعرا؛ وما كان في أحدهما إلا حاطب ليل!
وصفني بالسارد المتفنن فحلا لي اللقب وما أعدل به غيره ما حييت!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى