عبد الرحمن مقلد - لا يتذكرُ كيفَ هَوى..

لا يتذكرُ كيفَ هَوى
غيرَ أن المُمَدَّد فى الرَملِ
مُحتَفيًا بانتشاءِ السُقُوطِ
ومُكتفيًا بالدَويِّ الذى أفزعَ الطيرَ
يعرفُه جيدًا
ذاتَ يومٍ تسلقَ كَابُوتَ سَيارةٍ
وارتَوى بالرزَازِ الذى تَحملُ الرِيحُ
وانتبهتْ لثمارِ يديه مَلائِكةٌ هائمونَ
وأخرجَ من صدرِه الأغُنياتِ
وحين سقَاها
سُلافَةَ أعصابِه
أورَفتْ
ونَما كَرمُها وتَمددَ
مُصطحبًا ظِلَه أينَ سَارَ
وأدركَ أن بساتينَ قَائمةً
فى رِياضَ تَجلِيه
موشكةٌ أن تَضيعَ
ويذهبُ رِيحانُها
وأن منازلَ مَعمورةً
تَتوكا على خَيطِ نُورٍ أَخيرٍ
وتَبهتُ فى العَينِ
تَرحلُ عن نَهَرٍ تَتدلى عليه
ليغسلَ أقدامَها
أينَ سارَ
رأى سِربَ ظبائه يَتداعى
كأن رؤوسَ شياطينَ تنهشُه
وتهدُّ البساطَ الذى كان يحملُ
"بلقيس" كُلَ صباحٍ
لتشعلَ مرآتها خارجَ الكونِ
يسألُ من أمسكَ الماءَ عند ينابيعه
لم يَشا أن يسيرَ
وراءَ حصانِ "ابن ذى يَزِنٍ"
ليجيبُ الصدى وحدُه
واستهام ثمانينَ حولًا
يراقبُ فعلَ الزمانِ بأعضائه
ويزيلُ من الرُوحِ أثقَالَها
كلما خَفَّ
واصلَ معراجَه
ورأى نِسوةً يفترشنَ
فراديسَ أجسادِهنَ
يُطوقِنه كلما ارتابَ أو ضَلَّ
يُشعلنَ نَهدينِ من فِضةٍ
يجلوانِ الظَلامَ
ويسبقْنَ خطواتِه كالحُداءَ القَديم
ويُصحبنَ حقلًا من "النَرجسِ الغَضِّ"
فى مَدَّ عينيه
إن مسَّ مثقالُ ذَرٍ من الرَملِ
إيقاعَه


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى