أمل الكردفاني - الرأس المقطوع الذي يتكلم..- مسرحية من مشهد واحد

المسرح: مشرحة حكومية، في المنتصف مصطبة أسمنية وعلى الجدار الأيسر أرفف ثلاجة تظهر منها أقدام الجثث، على المصطبة جثة بلا رأس. هناك كرسي خشبي في مقدمة الخشبة اليسرى وعلى الحائط الأيمن عُلِّق هاتف قديم الطراز وتحته دولاب قصير.
يقف الدكتور إسحق أمام الجثة متأملاً وهو يرتدي سماعاة طبية على أذنيه ويتدلى أنبوبها داخل جيب اللاب كود الأبيض القصير.
دكتور إسحق: إنني أرتدي دائما هذه السماعات، ولا أعرف لماذا؟ ربما عقدة نفسية، إذ لا يمكن استعمالها مع الجثث إلا لسماع حركة الديدان في الداخل. آه.. (يتأوه ويتجه نحو الكرسي فيقعد عليه ويضع ساقه اليمنى فوق ساقه اليسرى).. كم أنا مرهق.. رائحة اللحم باتت تزكم أنفي.. اللحم البارد.. لا يمكنني تحمل تلك الرائحة حتى لو من جثة شابة جميلة.. سبعة عشر عاماً في هذا العمل المقرف..إننا حتى لم نملك أدواتاً تعيننا على العمل والحكومة تقول بأنها لا تملك مالاً لشراء معدات تشريح ولو مستعملة ولكنها توفر للوزراء سيارات بملايين الدولارات.. ربما هذا صواب ..فالحي أبقى من الميت..والآن هاهم يجلبون لي جثة بلا رأس..فماذا أفعل بجثة بلا رأس..صحيح أن الرأس يفقد قيمته بعد الموت ليتساوى بسائر الجسد، لكنني لا أستطيع تحديد أسلوب القتل بلا رأس..قد يكون قد قتل ثم قطع رأسه بعد ذلك..الجسد ليس فيه أي أثر لطعنات أو سحجات أو ثقوب رصاص أو كدمات.. لا تتضمن الأظافر أي حمض نووي لجسد آخر غريب..وهكذا فلم توجد مقاومة..ربما يكونوا قد قطعوا رأسه وهو نائم أو مخدر؟ لا بد من وزن المخ لمعرفة إن كان موته نتيجة إصابة في الرأس أحدثت تورما أم لا..لا مانع من أن يكون قد مات بلا جريمة فقطعوا رأسه تمثيلا بجثته فقط..فقط لمجرد اشفاء الغل؟.. لم يتم تحويله من مكان لمكان..وهذا واضح من لون جلد ظهره.. كما أنه لم يقتل في منطقة بها أتربة أو حشرات..كما لو كان قد قتل في مشرحة.. لا.. ليس مشرحة..إن أقذر مكان هنا هو هذه المشرحة.. لقد طلبت منهم سم فئران فرفضوا بحجة الميزانية.. وأنا لن أشتري من جيبي، إن مرتبي لا يكفي لشراء علبة سجائر أدخنها لأتجاوز رائحة اللحم البشري البارد هذي..وعندما أطلب مساعداً يتحججون كذلك بالمال..هاهي ثلاثمائة جثة، بعضها في هذه الثلاجات والبعض الآخر أضطررت لبيعه لطلبة الطب أو دفنه حتى بدون إذن من الشرطة..الشرطة لا تمنح الإذن أبداً حتى لا تتحمل المسؤولية..ما هذا البلد المقرف..
(يدخل صبي في السادسة عشر، نحيل ويرتدي ملابس رثة وهو يحمل صينية عليها كوب شاي)
الصبي: الشاي يا اسحق..
دكتور إسحق: اسحق..هكذا حاف.. بدون دكتور بل حتى ولا عم ولا أستاذ ولا أي شيء..
الصبي: هل تريد الشاي أم لا..لقد أضطرت "عبور" للعمل بسببك اليوم رغم أنه يوم إجازتها..
دكتور إسحق: لا يوجد إجازة اليوم..
الصبي: اليوم هو يوم عطلتها الدينية..
دكتور إسحق: آه..أشكرها نيابة عني..واسألها عن قرارها حول الزواج..
الصبي: هذا أمر محسوم فهي لن تتزوجك..
دكتور إسحق: وما أدراك أنت..
الصبي: لأن حبيبها في إيطاليا وقد حصل على وثيقة إقامة مؤقتة إلى حين الفصل في طلب لجوئه السياسي..(بقرف) لن تبق معك في هذه الجزارة..
دكتور إسحق: إذهب يا ولد وإلا اغتصبتك هنا ثم قطعت جثتك مع باقي الجثث..
(يفزع الصبي ويهرب)
دكتور إسحق: ولماذا أتزوجها..لقد جربت هذا الهراء قبل عشرين عاماً...وهو الذي أفضى بي إلى الإرتماء في حضن أول وظيفة حكومية أجدها.. في تجربة ثانية قد أعمل دافن جثث في مقبرة...جثث غريبة.. ألتقي بجثث غريبة، كانت هناك جثة بذيل طويل، وجثة أخرى بثلاثة أرجل، وجثة امرأة بقضيب وجثة رجل بمهبل.. وجثة وجدتُ في مريئها خاتماً من ذهب..لقد دعمي ثمنه جيداً، سددت منه أجرة المنزل، وإصلاح السيارة. أما الجثث الأخرى فكئيبة وبخيلة..حتى أسنانهم الصناعية ليست من الذهب ولا الفضة.. إنني قبل كل شيء أبحث في الأسنان، ثم أبدأ في تشريح كل متر من الجثة علني أجد شيئاً..فمثلاً وجدت في مؤخرة إحدى الجثث كيس هيروين تبلغ قيمته عشرة آلاف دولار..بضع أوقيات بهذا المبلغ..لقد بعته بنصف ثمنه وفكرت في التخلي عن هذه المهنة والعمل كتاجر هيروين.. قيل بأن صاحب الجثة تبادل إطلاق النار مع الشرطة لكنني اكتشفت أنه مات بتسرب الهيروين إلى أحشائه فتسمم..وجدت داخل فمه موس حلاقة أيضاً.. أما الرصاصات التي أصابت خصيته ورأسه فقد وجدته ميتاً مسبقاً..لكنني أخفيت تلك الحقيقة عن الشرطة حتى لا يعرفوا بأنني بعت الهيروين..(ينهض ويضع كوب الشاي الذي أصبح فارغاً على المصطبة قرب الجثة ثم يقف متأملاً الجثة) لا شك أن هناك سر في إخفاء الرأس..هناك رأس في الثلاجة جاءني قبل أسبوعين بلا جثة وهذا يحدث كثيراً، لماذا لا أجرب مقارنته بهذه الجثة (يتجه نحو الثلاجة ويفتح درجاً سفلياً فيخرج منه الرأس ثم يعود فيلصقه بما تبقى من رقبة الجثة) آها.. لون البشرة مختلف قليلاً لكن..قد يكون هذا بسبب اكتشاف الجسد متأخراً..لكن المدهش أن القطع واحد..لا لا.. لا علاقة بينهما..(يمد ذراعيه ويسند يديه على المصطبة بإرهاق)..ما هذا الصداع الذي بات يداهمني فجأة..اللعنة...
(تدخل عبور بائعة الشاي وهي غاضبة)
عبور: إزيك يا دكتور..
دكتور إسحق: أهلاً..
عبور: ما هذا الذي قلته للولد؟
دكتور إسحق: (بفزع) كان تهديداً زائفا ليغرب عن وجهي..
عبور: أي تهديد؟
دكتور إسحق: ماذا تقصدين؟
عبور: لماذا أخبرته بطلب زواجك مني؟
دكتور إسحق: (بمسكنة) لم أخبره لقد طلبت منه أن يسألك..وقد أخبرني بخطبتك لحبيبك في إيطاليا..
عبور: (بدهشة)حبيبي في إيطاليا؟
دكتور إسحق: نعم..لا داعي لإخفاء الأمر..
عبور: ولكن.. ليس لدي حبيب في إيطاليا..!!!
دكتور إسحق: ماذا تقصدين؟
عبور: (تضحك بسخرية) يبدو أنه قد تلاعب بك..
دكتور إسحق: (بغيظ) سأغتصب هذا ااشيطان الصغير يوما ما وأقطع جثته..أقسم بأنني سأفعل ذلك يوماً ما..
عبور: يا إلهي..هل يمكنك أن تفعل هذه الجريمة البشعة في حق صبي؟
دكتور إسحق: لا طبعا..
عبور: طيب.. والآن فلنعد لموضوعنا الأساسي وهو زواجك بي.. هل أنت جاد في هذا العرض..
دكتور إسحق: (يقترب منها) أقسم بأنني جاد..فأنا أكن لك عاطفة دافئة يا عبور..
عبور: حقاً؟
دكتور إسحق: أقسم لك..ولتنهض هذه الجثث وتشرحني لو كنت كاذباً..
عبور: (بفزع) لا بحق الله..
دكتور إسحق: حسنٌ.. سأكون رومانسيا في اختيار ألفاظي مرة أخرى..
عبور: هذا أفضل..وسأكون صادقة معك..فقبل أسابيع خطبني ثلاثة شبان..كوبينقو بائع العصير أنت تعرفه..وهو شاب مفتول العضلات وأنت لا مؤاخذة بلا اي قوة رجولية ولا حتى وسيماً.. كما خطبني بائع الملابس النسائية الداخلية الفنجري وأنت أيضا تعرفه لأنه أعطاك علقة ساخنة قبل سنتين عندما غمرت بعض مياه المشرحة الملوثة بالدم...
دكتور إسحق: حسن حسن..لا أريد أن أتذكر ذلك..اخبريني بالخلاصة..
عبور: ما الذي يمكنك أن تقدمه لي..ما هي ميزتك..
دكتور إسحق: أنا أولا متعلم وهؤلاء أميون جهلاء..
عبور: ولكنك مفلس..والعلم وحده لن يطعمني ولا يطعم أولادي..
دكتور إسحق: رغم أن نظرتك ضيقة جداً.. لكنني أستطيع أن أقول لأي شخص بأنني دكتور في أي محفل وسيصعب ذلك على بائع عصير وملابس نساء داخلية..
عبور: صدقني لم يعد ذلك صعباً..
دكتور إسحق: أما بالنسبة للعضلات فلا أهمية لها.. تعالي لأريك جثث رجال أقوياء لم تفدهم عضلاتهم شيئاً كما لا علاقة للزواج (ينظر إليها من تحت نظارته نظرات ذات مغزى) بالعضلات..
عبور: حسن..إذاً.. هل تستطيع أن تريحني من العمل كبائعة شاي..
دكتور إسحق: هذا بالتحديد ما سأفعله..
عبور: كم مرتبك في الشهر؟
دكتور إسحق: وهل هذا ضروري؟
عبور: بالتأكيد فلقد تركتُ زبائني لأتحدث إليك بجدية.. كم هو مرتبك؟
دكتور إسحق: (يزم شفتيه) ثلاثون..
عبور: وأنا ربحي الشهري مائة وخمسون.. هل تستطيع تعويضي عنها..
دكتور إسحق: (ساهماً) لا...
عبور: وداعا إذاً..
(تحمل كوب الشاي وتخرج، ويقف هو منتصباً أمام الجثة، يخرج علبة سجائره ويدخن)..
دكتور إسحق: ممنوع التدخين داخل المشرحة..نعم أشكركِ يا حكومتي الجميلة.. ولا.. لن أهتم..
(يرن جرس الهاتف المعلق فيرفع دكتور إسحق السماعة)..
دكتور إسحق: هااالو...
صوت الملازم عاطف: دكتور إسحق انا الملازم عاطف..هل تم الإنتهاء من تشريح الجثة..
دكتور إسحق: نعم..
صوت الملازم عاطف: وما النتيجة الأوليَّة..
دكتور إسحق: لا توجد نتيجة أذا لم يكن الرأس موجوداً، فمن الواضح أن المجني عليه لم يتعرض لأي عنف جسدي..
صوت الملازم عاطف: ولا خدش؟..
دكتور إسحق: سيراميك..
صوت الملازم عاطف: هذا غريب..
دكتور إسحق: لا بد من إيجاد الرأس لمعرفة سبب موته..
صوت الملازم عاطف: ألا يكفي أن رأسه قد قطع..
دكتور أسحق: أنت تعرف مثلي أن قطع الرأس لا يكفي لتحديد سبب الموت.. أحتاج للرأس لكي أحسم افتراضاتي..
صوت الملازم عاطف: وما هي افتراضاتك؟
دكتور إسحق: لن تفهمها لأنها طبية..
صوت الملازم عاطف: حسنٌ.. سنحاول البحث عن الرأس.. إلى اللقاء..
(يضع دكتور إسحق سماعة الهاتف ويتجه نحو الكرسي فيجلس عليه ويطفئ السجارة بحذائه)..
دكتور إسحق: أشخاص يقتلون الأحياء وآخرون يحنطون الموتى..هذا العالم غير مفهوم..لقد حنط القدماء موتاهم عن طريق تجفيفهم من السوائل..طريقة غريبة لفهم أجسادنا كقشرة طرية منفوخة بالسوائل، سوائل دموية وكيميائية وكأننا بالون متعفن..لا يوجد داخل أجاسدنا سائل واحد له رائحة لطيفة.. حتى عبور الجميلة، تلك القشرة التي تبدو لطيفة..هنا في هذه المشرحة رأيت فتيات جميلات أكثر منها ولكن يهرب منهن أقوى الرجال شكيمة وعزماً بسبب رائحتهن..ورأيت رجالاً بعضلات مفتولة ماتوا بأسباب تافهة كهبوط مفاجئ في الدورة الدموية أو جلطة في المخ..وأحيانا هكذا بلا سب ينهار الجسد كليةً ويسقط المرء ميتاً.. أما داخل هذه المشرحة فأغلب الجثث لمجهولي الهوية وبعضهم يُتركون هنا دون أن يسأل عنهم أهلهم لأنهم مشغولون بتقسيم التركة أو حتى لأن موتاهم كانوا شخصيات هامشية بلا قيمة..اتصلت على أقارب بعضهم فكان الواحد منهم يقول: سأستلمه في وقت لاحق فأنا على سفر.. لقد بنى القدامى مقابر ضخمة لموتاهم أما اليوم فالموتى يُحرقون ويوضع رمادهم في قناني من الخزف أو يتم تحويل جثثهم لماس صناعي، والغالب هو أن يدفنوا كيفما اتفق الوضع الاقتصادي..هذا لا يعني أن الناس لم تعد تهتم بموتاهم بل على العكس.. فهناك اليوم موت سياحي، نعم..فهناك تأمين على الحياة أي أن هناك قيمة للموت، هناك شركات خاصة لتكفين الموتى أو حرقهم وشركات خاصة لدفنهم وهناك مقابر سياحية عليها حراس أمن شباب صغار هم دائماً نظيفون ويرتدون ملابس مكوية بعناية، ومعطرون بعطور تشبه رائحة صابون الحمام ففقرهم لا يمكن إخفاؤه أبداً لأنهم دائما يخطؤون في أسلوب اللبس أو اختيار العطور المناسبة أو ارتداء حذاء يتناسب مع اللبس أو قصة شعرهم. لا يمكن إخفاء ثقافة الفقر أبداً.. ولأن الموت يحدث غالبا بعد غروب الشمس فإن حراس النبطشية الليلية هم من يعانون من كثرة الزبائن في تلك الشركات السياحية، وخاصة عند الفجر.
(ينهض من كرسيه ويتجه نحو المصطبة)
دكتور إسحق: الرقبة مقطوعة بعناية.. وكأنما قطعت بمنشار كهربائي حاد ودقيق.. قطعت بتأن وبروح ممتنة للموت..لا يبدو أن من فعل ذلك مجرم بل كاهن يسلِّم قربانا للآلهة..حجم الرقبة ضئيل.. رغم أن الجسد مكتنز قليلاً.. الرقبة المتبقية شاذة جداً ولا علاقة لها بالجسد تقريياً..
(يدخل الصبي)
الصبي: يا إسحق..
دكتور إسحق: (يلتفت إليه) يا ولد لا تخاطبني بهذا الأسلوب..قلت لك هذا ألف مرة..
الصبي: عبور تسأل عن إمكانية توصيلها لمشوار هذا المساء..
دكتور إسحق: لقد رفضتِ الزواج بي وأنا لست مراهقا لكي تحاول استغلالي عاطفياً..اخبرها بذلك.. وقل لها أن بائع الملابس الداخلية لديه سيارة أكبر من سيارتي..
الصبي: (يقترب من الجثة) أين الرأس؟..
دكتور أسحق: ابتعد وإلا قطعت رأسك ووضعتها بدلا عن الرأس المفقود..
الصبي: (يتأمل الجثة وينقل بصره منها وإلى دكتور إسحق مراراً وتكراراً بدهشة)..
دكتور إسحق: لماذا تنظر إليَّ هكذا يا ولد..
الصبي: هذه الرقبة (يشير إلى رقبة الجثة) تشبه رقبتك تماماً..
دكتور إسحق: أيها الملعون تريد التلاعب بي نفسياً.. سأفعلهة بك..صدقني..
(يفر الصبي)
دكتور أسحق: (يقرب وجهه من رقبة الجثة) اللعنة.. هل تشبه رقبتي بالفعل؟
(يتجه نحو الدولاب الصغير ويخرج عدسة، ثم يعود فيقرب العدسة من الرقبة..) اللعنة تكاد تطابق رقبتي (يهرول إلى الدولاب ويخرج مرآة صغيرة ثم يعود للجثة ويقرب المرآة من رقبته بيده اليمنى والعدسة من رقبة الجثة بيده اليسرى).. يا للفاجعة.. إنها رقبتي بالفعل.. كما لو كانت مطبوعة بطابعة ثلاثية الأبعاد..
(يضع الأشياء على المصطبة قرب الجثة ويتجه نحو الكرسي فيجلس عليه وهو مذهول) ولكن .. ماذا يعني كل هذا..(يلتفت إلى الجثة ثم يعود فينظر تجاه الجمهور، يتحسس رقبته ببطء) حتى الوحمة الحمراء في رقبتي تتطابق مع تلك التي على رقبة الجثة، بنفس خرطتها.. ولكن.. ماذا يعني هذا؟.. يعني أن.. يعني أن رأسي هو الرأس المفقود.. مائة وخمسون هي أرباح عبور كل شهر..أما خطيبها فمزحة سمجة من الصبي..(تخفت إضاءة المسرح حتى لا يبق سوى ما تركز منها فوق رأس دكتور إسحق الجالس على الكرسي)..لكن.. لكنني أبداً.. أبداً لم أعد لمنزلي.. لم أغادر المشرحة منذ ثلاثين عاماً.. لم أشاهد عبور خارج المشرحة..لم أشاهد الصبي الملعون خارج المشرحة ولا حتى بائع العصير ولا الفنجري بائع الملابس الداخلية..لم أنتبه لذلك إلا الآن.. فهل هذا طبيعي؟ .. بالتأكيد لا.. أين أنا؟ وما هو هذا العالم (يدير رأسه متأملاً السماء والمكان).. هذا العالم الذي أعيش فيه.. إنه ييدو كرأس.. يا إلهي كرأس مقطوع...رأس مقطوع...م..ق..ط..و..ع.. ولكن إن كان هذا رأس مقطوع فأين المشرحة... أين المشرحة الملعونة.. أين..أين..أين..؟!!

(ظلام وستار)

(تمت)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى