حميد العنبر الخويلدي - (( فراضة النص... في حيازة الشكل والطراز...))... .نص نقدي مقابل. نص شعري للاستاذ الشاعر احمد يوسف داوود

لا تُوقِفيني بانتِظارِكِ
إنّني وَحدي على سَفرٍ..
وهذا اللّيلُ قد ألغى رُؤايَ
ولا يَنامُ ولا يُشيرُ!.

لاتذكُريني في صَلاةِ
أنتِ كاهِنةُ المعابدِ كُلِّها..
وأنا كَفرْتُ بما أشرتِ إليهِ
لاوَردٌ هُناكَ ولا عَبيرُ!.

هذي الحِكايةُ مُرّةٌ
فلنَنسَ ما لابدَّ أن يُنسى..
تعبتُ كعابرٍ صَحراءَ أَوهامٍ
وضاقَ بيَ السّريرُ!.

لِنقُلْ وَداعاً دونً أسئلةٍ
تعِبتُ منَ الإقامةِ في الحِيادِ..
وانتِ نافِرةٌ ظِباؤكِ
ليس يُدرِكُها عَياءٌ أو فُتورُ!.
=====================

(( فراضة النص...
في حيازة الشكل والطراز...)).............نص نقدي مقابل..
.....................................................
**العنوان... هذي الحكاية

نص شعري تميّز بطراز الرباعيات
والقافية اللزم ..في البيت الاخير في عجزه... يشيرُ....عبيرُ.....السريرُ...فتورُ..
محطات استدعت وحداتها الموسيقية بقدرة لزومية حِرَفيّة متساوية الحساب والضرب الايقاعي ..بالاضافة الى انها.رباعية التساطير
..وتكاد تجمعها شيفرةٌ من المعنى المتصل ..وكأنَّ المُثارَ عتبٌ ومااحلى عتاب المحبوب..عند محبه حيث لاقسوة
هناك ولا ظلم..انما المحب بوده يوهب محبوبه حتى ملاك روحه...
ولايبقى له من شي...
ولو امعنا النظر تامّلا لماذا اختار
الشاعر هذا الطراز البنيوي ...؟
وهناك للشعر طرازات عدة يمكنه تسريب شحنات شجنه من خلالها وقد تكون اكثر استيعابا وسعة..لمادته الشعورية حينها..
هنا اجابتُنا ان هذا النمط خاصة هيكلية الجثمان يحكمها المخلوق
وتحكمها اللحظة عند الضرورة الوجودية...المبدع لااظن يتدخل ابدا..لان.الشاعر يكتب بشعوره عندها يغيب العقل المنطقي ويظهر العقل الناعم.. لو صح التعبير. والذي ماله بالشيء غير التدليل والتصويب
بالعلم والقياس النفسي والغريزي..لمحاسن الصورة...وطبيعة ادوار استحالة المخلوق الفني...
فالمخلوق المبتدع هو من يسحب مؤديات شكله وتلاميحه...حسب مامضمر من جينة فيه وكارزما جمالية...
الفنان الشاعر لم يفكر ابدا كيف واين ومتى..هذا لم يمر به الشاعر
هذا مرور العلمي المكتشف والباحث..
انما في الفن اول الاطوار هو الاستغراق ونشوب تداخل الرموز الجمالية..ودخول موقف الوجد والفقد،الفقد ماتعطيه ماهيات الرمز،
والوجد مايختلق من محدث جديد على هامش ما قبله من طينة اثيرية..
وهذا الاختيار المقطعي ذو التربيعات. اختيار عفوي تلقائي...اتبع نصاب مادة دفعت بها الطبيعة ضمن احتراز الذات ورصدُها قدر النسبي الواقعي..
فكانت انصبابات المشاعر بهذي الشاكلة...
لاتوقفيني بانتظارك..
انني وحدي على سفر...
الصدر عال بالتنغيم الموسيقي..كظهر موجة مدفوعة بريح..لكن سرعان ماتهبط وتتلاشى في وصولها لجملة على سفر....
العجز عانى من فتور دفع...قد لانها النهاية..او قد تكون التفاتات في حيازة فعل الخلق ادت الى خمول المجس السمعي .ولكنها صح بتعاليق البنى والروابط. كنتيجة....
لاتذكريني في صلاة
انت كاهنة المعابد كلها ..هنا ضربات الايقاع الداخلي
للجمل متواترة..هذي عوامل علو ..فالنص كلما حصل او حاز على بلوغ المستوى العالي للتجربة كان قد نجح..
وهكذا تجري سياقات القصيدة..بشكل سلس وممتع...لفظا وصورة ومحسّنات...

.............................................
ا.حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري....العراق..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى