أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٥١ : عيوننا إليك ترحل كل يوم " إلى القدس "

أمس ، وأنا في شارع فيصل ؛ الشارع الرئيس في نابلس ، تذكرت اقتراحا أبديته إلى الحاج عدلي يعيش ، يوم كان رئيس بلدية ، وكنا التقينا في مبنى النقابات بمناسبة عزاء . الاقتراح تعلق بحل أزمة السير المستفحلة في المدينة . والاقتراح هو أنه لا بد من هدم مبان في وسط شارع فيصل . يومها لم تكن أكثر المباني المقامة حاليا قائمة .
ابتسم الحاج ابتسامة ترى في الاقتراح خيالا ، فمن أنا حتى أقدم حلولا هندسية ، وبيني وبين الهندسة مساحات أوسع من المساحة التي تفصل قارة أفريقية عن أميركا .
كان الجو أمس حارا ، وفي الشقة أشعلت التلفاز لأشاهد الفضائية الفلسطينية . كان صوت فيروز يلعلع :
- عيوننا إليك ترحل كل يوم ، يا قدس .
ورحلت عيناي إلى القدس ويافا وحيفا وعكا ، وإلى هذه المدن رحلت عيون اللاجئين الفلسطينيين وما زالت ترحل .
وأمس واصلت قراءة رواية سليم بركات ، لأرى إلى أين يسير هذا الكردي السوري الذي كان صديقا لمحمود درويش ، وكان ذا حظوة لديه ، فخصه بقصيدة شعرية .
هل فوجئت حين قرأت ربطه بين حياة يهود سوريا وأكراد سورية ؟
هل تساءلت إن كان أبدى هذا الرأي من قبل ؟
شارع النصر أمس في السادسة مساء كان على حاله في أيام رمضان .
وأنا أقف أمام دكان أخي أوحى لي جار له ايحاءات لافتة . الشخص يحمل عصا مسطحة يمسكها من الوسط ويدخلها في ظهره . ( لقد فتشوا بيتك في غيابك ونظروا خلف الخزانة والمكتبة باحثين إن كنت تخبيء شيئا ) . سيمياء . سيمياء وسيماهم في وجوههم من أثر السجود والخيانة .
أمس صباحا قرأت قصة طه محمد علي ابن صفورية ، وهو شاعر بالدرجة الأولى ، " يسلموا دياتك يا بو مصطفى " ، ودياتك يا مصطفى ، وتمنيت أن يفوز ريال مدريد على تشلسي ، لما فعله الانتداب البريطاني بالفلسطينيين منذ وعد بلفور . والقصة تأتي على دور الإنجليز في تحويل الفلسطينيين إلى موظفين لتبعدهم عن الأرض حتى يبيعوها للحركة الصهيونية ، وتخرب على أبو مصطفى مهنته ؛ مهنة النجارة التي اشتهر بها الصفوريون ، حين تستورد البضاعة من إنجلترا .
ولكن يبدو أنني مثل المرحوم ياسر عرفات ، لا أقف مع جهة حتى تنهزم وينهزم معها ، فقد لعب تشلسي أفضل واستحق الفوز بجدارة .
هزمنا الإنجليز ما بين ١٩١٧ و١٩٤٨ ، وهزموا الليلة تعاطفنا مع الريال . لقد هزمونا مرتين .
صباح الخير
خربشات
٦ أيار ٢٠٢١




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى