رسالة من جورج اورويل الى بريندا سالكت

الأحد 1 سبتمبر 1932
محبوبتي بريندا
أكتب لك كما وعدت، لكن دون حتي أن يكون خطابا منطقيا، بسبب أنثي في الطابق السفلي حولت المنزل إلي مكان غير قابل للسكني بسبب عزف ترنيمة ايقاعات، تضافرت مع الأمطار بالخارج، ونباح كلب في مكان ما بالشارع، مما أهلني علي الفور لدخول مستشفي الأمراض العقلية، أرجو أن تكوني عدت للبيت بسلام، دون أن تجدي الباب موصدا في وجهك، لأنك وصلت في منتصف الليل، رؤياك مرة أخري هو ألطف ما مرّبي، مع إحساسي بسعادتك لرؤيتي، برغم التعصب الشنيع ضد جنسك، وشعوري بالقلق تجاه "آر. إس" ...الخ.
لقد مررت بأحد أكثر الأيام كآبة، أولا الذهاب إلي الكنيسة، ثم قراءة "صنداي تايمز"، التي تزداد غباء، ثم محاولة كتابة قصيدة لم تتجاوز المقطع الأول، ثم قراءة مسودة روايتي الصعبة "أيام بورمية" التي أحبطتني بفظاعة، لا أعرف في الحقيقة أيهما أكثر دناءة، "الصنداي تايمز" أم "الأوبزرفر"، مترددا بين إحداهما أو الأخري مثل عاجز يتقلب في الفراش من جنب إلي آخر دون الحصول علي راحة من أي جنب يتقلب عليه، كنت أعتقد أن "الأوبزرفر" سوف تصبح أقل غباء حين توقف "سكوير" عن إزعاجها، (جون سي سكوير
1884-1958 صحفي وكاتب وشاعر ومحرر أدبي ومؤسس جريدة "لندن ميركوري")، لكن يبدو أنهم تعمدوا البحث عن أكثر الناس غباء ممن يمكنهم كتابة مراجعات لأغبي كتب.
بالمناسبة إذا كنت تبحثين عن فرصة تريدين بها التكفير عن نفسك، أعتقد ربما حاولي قراءة رواية "هوف ويلبول" الأخيرة التي تقع في 800 صفحة "القلعة"، كما أرجو قراءة واحد أو اثنين من الكتب التي ذكرتها لك، (الكتب التي أوصي بها أورويل خلال الثلاثينات كانت لهوارد مينك، و"شفق الآلهة"، كما تضمنت قائمته أيضا " دكتورنيقولا)، بالمناسبة نسيت أن أذكر ما أعتقد أنك ذكرتيه لي من قبل أنك لم تقرئي رواية دكتور جارنيت "شفق الآلهة" (ليس ريتشارد جارنيت أو إدوارد جارنيت) وغيرها من الحكايات التي نشرت سنة 1888 ووصفت بأنها (خرافات أخلاقية ساخرة)، إذا لم تقرئيها، فعليك بالتأكيد فعل ذلك، الحكاية أن العنوان مأخوذ من أبعد ما يكون عن كونه الأفضل، لكن بعض الآخرين، مثل "رئيس بنفسجي" غاية في الروعة.
أعتقد أنك قرأت رواية "مارك توين" "الحياة علي نهر المسيسبي"؟ وروايةجي إس هالادان "عوالم ممكنة"؟ ورواية جاي بوثبي دكتور نيقولا والسيدة شيروود رواية "عائلة فيرتشايلد"؟ كلها بطرق مختلفة بعيدة عن السياق (دكتور نيقولا قصة مثيرة لصبي، إلا انها تحتل المرتبة الأولي في قراءتها" ويمكن أن أوصي بها كلها، ورواية "الدفاع عن المرأة" لإتسن .إل. مينكن ربما تكون مسلية، إلا أنني لم أقرأها، كما أري ويندهام لويز ( ليس دي. بي. ويندهام الكريه) ، جلبت كتابا للتو بعنوان "اسنوتي المتعجرف" علي ما يبدو أنه رواية من نوع ما، ربما يكون مثيرا للاهتمام، كل ما قرأته له عبارة عن مجلة ضعيفة اسمها "العدو"، مقالات غريبة، إلا ان من الواضح أنه تلقي ركلة، سواء كان يبدو مفكرا أم لا، ولا يمكن التأكد إلا بالمزيد من المعلومات، النسخة التي طالعتها من "العدو" كلها هجوم شرس حول الطول المعتاد للرواية، عن "جيرترود شتاين"، ما يجب قوله، إنه إهدار للطاقة، حسنا، إلي اللقاء، فليس لدي أخبار، سأكتب لك مرة أخري خلال أسبوع، في غضون ذلك أصبح في مزاج أكثر مرحا، وآمل ألا تكوني في حالة لا تطاق.
مع خالص الحب
إريك



- ت: مرفت عمارة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى