رسالة من جورج اورويل الى فيكتور جولانز ناشر أعماله

في 20 أغسطس 1937:
ــ ا ستورز ــ ويلنجتون
عزيزي السيد جولانز:
لم أتوقع رؤيتك للمقطع الجارح للشعور في رسالة علي أنه إسقاط لأي شيء سبق ونشرته لي.
لذا "انظر إلي ما تحته خط من الكلمات" هو-أعتقد- ثالث تحوير في "الديلي ووكر" عما يفترض أنني قلته، وهو أن الطبقة العاملة "تفوح منها رائحة عفنة"، كما تعلم، لم يسبق لي إطلاقا قول شيء من هذا القبيل، في الواقع ما قلته بالتحديد عكس ذلك، ما قلته في الفصل الثامن من "ويجان بيير"، كما قد تتذكر، أن أفراد الطبقة المتوسطة تربت علي الاعتقاد أن الطبقة العاملة "تفوح منها رائحة عفنة"، وهو ببساطة مجرد أمر واقع يمكن ملاحظته، عدد الرسائل التي تلقيتها حول ذلك الأمر، تنم بيانا أو ضمنا أن أعتقادي كون الطبقة العاملة "تفوح منها رائحة عفنة" هي كذبة متعمدة تستهدف أناسا لم يقرأوا هذا الكتاب أو أيا من كتبي الأخري، لكي ترسخ في ذهنهم فكرة أنني سوقي متكبر، وبالتالي الضرب بشكل غير مباشر في الأحزاب السياسية التي أرتبط بها .
تلك الهجمات في "الووركر" لم تبدأ إلا بعد أن أصبح معلوما لدي الحزب الشيوعي انني كنت أخدم مع ميليشيا "بي إم أو يو" أو "حزب توحيد الإسبانية الإشتراكي" الإسباني.
ليس هناك اتصال بيني وبين هؤلاء الناس "العاملين في ووكر" ولم يصدر عني أي شيء له وزن معهم، لكنك بالطبع وضعك مختلف، وأعتذر بشدة لإثارة متاعب حول ما يعتبر أمورا شخصية خاصة بي لا أكثر ولا أقل، ولكن أعتقد أن ربما ما يستحق بالنسبة لك هو التدخل لوقف هجمات من هذا النوع، التي، بالطبع، لن تفيد الكتب التي نشرتها لي أو ربما تنشرها لي في المستقبل، إن كان من أجل ذلك الغرض، وكنت علي صلة بأي شخص ذو سلطة علي العاملين في "ووركر"، سأكون ممتنا لو أخبرتهم شيئين:
1-في حالة تكرار تلك الكذبة المتعلقة بما أقوله عن الطبقة العاملة بأنهم "عفني الرائحة" سأنشر مع الاستشهاد بالعبارات اللازمة، أضم بها ما قاله "جون ستراتشي" لي حول هذا الموضوع قبل أن أغادر لإسبانيا "حوالي 20 ديسمبر"، لاشك أن "ستراتشي" سيتذكره، ولا أعتقد أن سي. بي سيهتم برؤية ذلك منشورا.(ستراتشي نائب عمالي، دارس متخصص في السياسة، بدعم من الشيوعية اعتلي منصب وزير العمل للغذاء، ثم وزيرا للحرب).
٢ ــ تلك مسألة غاية في الخطورة، حملة تشهير منظمة تجري ضد أشخاص ممن كانوا يعملون مع "حزب توحيد الإسبانية الاشتراكي" في إسبانيا، رفيق لي، وهو صبي في الثامنة عشرة، كنت أعرفه في الصف ستافورد كوتمان مؤخرا تم ليس فقط طرده من فرعه في "الواي سي إل" بسبب اقترانه مع "حزب توحيد الإسبانية" الذي ربما يكون مبررا، كما يتنافي تماما أيضا مع سياسات "بي أو" أو " حزب التوحيد الاشتراكي"، لكن أيضا تم وصفه في خطاب بأنه "يتبع فرانكو" هذا التصريح الأخير مسألة مختلفة تمام الاختلاف، لا أعرف إن كان تشهيرا بالمعني المقصود في القانون، إلا أنني سأستشير محاميا، وبطبيعة الحال، نفس الشيء "أنا محسوب علي الفاشية" وعرضة أن يقال عني ذلك، ربما مرة أخري، إذا تحدثت مع شخص في منصب رسمي، يمكنك إخبارهم أن في حالة وجود أي شيء يقال ضدي موجب لإقامة دعوي، لن أتردد في اتخاذ قرار رفع دعوي قذف وتشهير علي الفور، أكره اتخاذ هذا الموقف المتوعد، ويجب أن أكره الاستمرار في المزيد من التورط في التقاضي، خاصة ضد أعضاء من حزب آخر للطبقة العاملة ، لكنني أعتقد أن الواحد من حقه الدفاع عن نفسه ضد تلك الهجمات الشخصية الحقودة، التي لو كانت حقيقية فالقضية ستكون أن"سي.بي" علي حق تماما، و"حزب التوحيد الاشتراكي" و"إي . إل. بي" علي خطأ تماما بكل معني الكلمة، ولا يمكن علي المدي الطويل، أن تجدي نفعا للطبقة العاملة، أنت تري هنا (كما أكد المقطع الثاني) الاقتراح الضمني ألا "أسحب ثقلي وسيطرتي" في المعركة ضد الفاشيين، بداية من ذلك، هناك فقط خطوة قصيرة، لتسميتي بالجبان، المتخاذل... وما إلي ذلك، وليس لدي شك أن هؤلاء الناس يفعلون ذلك لاعتقادهم أنه شيء آمن.
أنا غاية في الأسف لتحميل مثل هذا الشيء فوق كاهلك، ويحب أن أكون متفهما، دون إهانة، إذا شعرت أنك لن تستطيع فعل شيء حيال ذلك، إلا أنني لن أجرؤ علي الاقتراب لأنك ناشري، وربما، قد، تشعر أن اسمك اللامع متورط إلي حد ما مع اسمي.
المخلص إريك بلير


. ت: مرفت عمارة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى