حميد العنبر الخويلدي - رحلوا قريباً ..

رحلوا قريباً ..
رثاء
وآخر من رحلت لميعة



. فاحزنوا الشجر والحجر والظل والطير والنهر والمساجد
والكنائس والمعابد وصوامع وخلوات ،
احزنوا الفيافي ودجلة الخير ونهر الفرات
من زاخو الشمال الى فاو الجنوب ، من الكرد والعرب والتركمان
من الصليب والهلال ،
من صياح ديك القرية الى زئير اسد الزوراء
هذا هو العراق .. الهيكل
اما لو اردت روحه ، فتجدها بابطاله الشجعان بعلمائه الافذاذ
بفنانيه العظماء،.....
...
....
رحلت لميعة عباس عمارة ،رحلت النجمة المشعة
وايُّ رحيل مثل هذا ،،،؟ تلكها من الرواد رحم الله نازك الملائكة و الجيل الاول
نعم انت عروس القلوب ، انت الزهرة التي ضمنت انها لاتذبل
رغم دورة الزمن ودور الاستحالة ،
عبر المبدعون وعبر معهم كل معنى الى خارج حدود النقض والامحاء
جزاكم خيرا ،حافظتم وحفظتم اماناتنا
بكيتم وفرحتم قبل ان نفرح وان نبكي ،فلعل الفنان اول المستشعرين
اول من يقرأ لوامع القدر وطوالع الدهر ،
الامم تعرف انها خلدت بمبدعيها فاعطتهم التاج المعلى واعطتهم المقدمة والسهم الدسم
ونحن قسونا عليكم فكنتم آخر القافلة وطعمتكم منها العظم ، لا لشي الا لاننا نعشق جهلنا وامراضنا

********

بكم وانتم مآل العراق النوعي ، بكم يستدل الدليل ويتجه الزمن
حملتم ،وهذا حقكم ، العراق فانتم هويته وعنوانه وسطوعه ، وموازنته في النسبي والاعتباري ، فلو ذُكِر العراق اشرأبت اعناقكم
ولوقلنا الجواهري والسيّاب وانتم ، امتد الزمن للجذور ، وارتفع للافاق
هذي معادلة قلّما حاصلٌ عليها احد
إلاْ وكلاء الله وخلفائه في ارضه ودنياه، وحتى في اخرتكم ناجحون فائزون انتم ومن سواكم ابداً،،
كتبتم ماصدقت به المواريث ، والمواثيق والاسناد ،
اصدق من السلاطين والطواغيت انتم
،،،،،،،،رحلت لميعة ورحل قبلها ذياك. سعدي. في الطريق، لا ريح ولا مطر ماسح اثره
ذياك سارٍ
وقبله عريان ومزماره المحفوظ وقبله النواب وغربته وقبله عبد الرزاق وصهيله ،،
وقوافل تترى من المجد والرفعة ،
فقط انتم آنستم ليالينا طيبتهم جراحنا ،عللتم الراح وانهدم
خففتم دوي ودمار المستعمرين ، قنابلهم صواريخهم من التتار الى الانكليز والامريكان
وكل المغرورين ، قلتم ان العراق سمٌّ لمن عاداه، اوصيتم احفظوا العراق،واحفظوا عهده
ولقد قال الله سبحانه ، (ان العهد كان مسؤولا،،)
قالوا ايها الجيل حيثما كنت وصرت ودرت، قاتل المحتل ، فالعراق عرضة للجيوش على مر الازمنة والحقب ولاتنقطع ،فبالمحن ترتفع الاوطان وتكبر الامم، واجهوه لاتدخلوا بيوتكم وتهربوا كالغزلان المذعورة وتعطوه الذمار ،
انتم الروح العظمى والنور والمرتجى ،
سمعتها اصهلوا بها باشعارهم وقصائدهم واسفارهم
وكانت اخر وصاياهم لنا ،،
العراق ... العراق، دافعوا عنه احموه ، فالموت واحد اينما كان
رحم الله ... لميعة عباس عمارة ،،
رحم الله كل من رحل وحمل من العراق والامة اعتبار ،،،

ا، حميد العنبر الخويلدي
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى