شريف محيي الدين إبراهيم - العاري

امتلأت ، هما وحزنا، حين رأيت أهل عشيرتى وقد انقسموا، على أنفسهم. وبات منهم من يتخذ من الأوثان ربا ومن البشر إلاها.
و جعل بعضهم ، يخلط الإناث بالذكور ، حتى تمادوا، فنكحوا هذا بهذا وتلك بتلك،ثم أقاموا الولائم ومنحوا التمائم.

وأمسى ، على قمة بعض الجبال ، جباة الجزية، وقد اختلطوا بجامعى الزكاة،و العشور ،و قد اندس بينهم ليلا من يلاعبهم الميسر، ثم أوشك صباحا أن يسلبهم كل ما جمعوه .

وهناك ،على قارعة الطريق أقعى بعض الرجال قاعدين ،وقد تيبست أعضاؤهم، وسكنت ملامحهم، ، فصاروا كتماثيل من شمع ،صم ،بكم، عمى .

سألت أحد المارة فى فضول : ماذا ألم بهؤلاء؟!
نظر إلى فى حدة، ثم قال :
ويحك ،يا هذا ،إنهم ينتظرون المن والسلوى .

أسرعت أحث الخطى ،أبحث فى كد عن بيتى ...

فى وسط الميدان هالنى، ما رأيت. .. رجال لهم أظافر من نحاس، ينهشون بها وجوههم.
كانت الدماء تغمرهم، بينما هم شارعون فى فعلهم لا يتوقفون، حتى أوشك لحم وجوههم أن يتساقط أرضا .
رجوت أحدهم فى خوف، أن يتوقف ، إلا أنه نظر إلى والدم ينهمر من وجهة بغزارة ،ثم أخرج سيفا كبيرا، و نظر إلى السماء، قبل أن يهوى به على رأس زميله، مطوحا بها فى الفضاء.
صرخت فزعا . ..
هرولت هاربا.
أوقفنى رجل، دميم ،ضخم الجثة ،حاد النظرات، لحيته تصل إلى منتصف صدره، وجلبابه طويل يكاد يتعثر فيه.
سألنى : إلى أين؟ !
قلت له : من أنت ؟!
نظر إلى بسخرية ثم قال :
- أنا مخلصكم. ..كيف لا تعرفنى ؟!
صرخت :
- ابتعد ....افسح لى طريقى.
- أنت واحد منا.
- ولكنى لا أريدكم.

لكمنى بقوة فى صدرى. ..
شددت لحيته. .. نزعتها من ذقنه ،أمسكتها بيدى وقد،أدركت أنها مستعارة .
استدار ولطمنى على وجهى.
ركلته بقوة فى مؤخرته. .
ضحك كثيرا،شققت عنه جلبابه، فبدا لى عاريا كيوم ولدته أمه.
قال لى فى خبث وهو يداعب أعضاءه العارية:
- تعال معى وسأضمن لك نهرين ، أحدهما عسل والآخر خمر معتق.
صحت فى دهشة :
- خمر !!
همس بصوت أشبه بفحيح الأفعى :
- خمر ليست من العنب أو البلح.

ارتج على أمر ي، وأصابتنى حيرة شديدة.

تعالى صوته أمرا من حوله : احضروهم فورا.
وفى بضع لحظات ،تجمع الغلمان حولنا ،وبينهم بعض الجوارى الحسان.
نظر إلى فى ثقة ثم قال :
- هؤلاء لك،ملك يمينك.
حاولت أن أفلت من حيز حصارهم.
جاءوا إلى بصدر امرأة وقالوا لى :
- هيا.
صرخت:
- أليست كبيرة من الكبائر !؟
قالوا لى :
- ليست بكبيرة على الكبير. ..هيا ،أسرع ، وتعلم ....
صرخت فى حدة :
- أتعلم ماذا ؟!
- تعلم أن لا تفرق بين الميت والحى، فكلاهما واحد، هيا ...ارضع،و اخشع.
هنيئا لك، فأنت إن فعلت ،صرت المختار، كن حكيما وافعل.
صرخت :
- دعونى.
أمسكوا بى بعنف، فتحوا فمى،عنوة ، ثم ألقمونى صدر المرأة، وجعلوا يقطرون من لبنها وعسلها.
انهالوا علي ضربا مبرحا .
صرخوا مهللين :
- أنت المختار،هيا ... هيا اركع و ارضخ للمخلص ،فلابد لك من إتمام هذا الأمر.
قلت لهم فى خوف ،وقد تفصد العرق من كل شبر فى جسدى :
- هذا العارى، ليس بمخلص أحد منكم ، أنه أفاق دعى، فليستر نفسه أولا.
نظروا إلى فى تعجب . .. كانوا يتفحصون أعضاء جسدى فى نهم شديد. نظرت إلى نفسى ،وقد ألجمتنى المفاجأة، حين وجدتنى ،أنا أيضا عاريا، كيوم ولدتنى أمى !!

........................................

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى