رسالة من الدكتور جورج جبور إلى الدكتور رضوان زيادة.

عزيزي الدكتور رضوان حفظه الله،

أجزل الشكر على هديتك القيمة ، كتاب: من أجل مجتمع مدني في سورية: حوارات منتدى الحوار الوطني (باريس، منشورات أوراب، 2004، 333 صفحة) الذي قمت بتحريره وتقديمه.

إنه كتاب ممتاز، يؤرخ، بموضوعية غالبة، فترة دقيقة عرفتها سورية في سنوات الانتقال من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين. ولا أكتمك أني شعرت بالسعادة لأن واحداً من السوريين قام بهذا التأريخ، ولأن هذا السوري، أنت ، كان في صميم الأحداث المؤرخ لها، كان في صميم إرث سوري غني.

ثم أنني أخط هذه الكلمات بعد ساعة وتزيد من النظر في الكتاب. ولا بأس من إطلاعك على ثلاث نقاط وقفت عندها، ومن المرجح أن وقوفي عندها إنما نتج في معظمه عن مصادفات التصفح.

1. قلت في ص /14/ : " إن تعجل رياض سيف في الإعلان عن حركته وعدم توفقه في صياغتها الصياغة الملائمة خلق ردة فعلٍ سلبية للغاية خاصة لدى المسؤولين الرسميين .... وهو ما عجل بالبدء، في كبح نشاط المنتديات وكبتها". لعله كان من المناسب التوسع في تبيان أسباب التعجل وعدم التوفق . ثم انه لا يصح الحديث عن السيد رياض سيف إلا بالإشارة إلى أن مدة محكوميته (إن خفضت قانونياً كما هو متوقع ) تنتهي، كما أقدّر، في حزيران 2005. وكلي أمل أن يتم الإفراج عنه قبل ذلك التاريخ.

2. قلت في ص /22/ : " ان هذا الكتاب يضم بين دفتيه جميع المحاضرات ومعظم النقاشات التي دارت في أروقة وتحت سقف منتدى الحوار الوطني". لقد ألقيتُ في المنتدى محاضرة عن مؤتمرات القمة العربية، وكان ذلك قبيل قمة عمّان، ولم أجد إشارة إليها في الكتاب . هي طبعاً لا تختص بموضوع المجتمع المدني في سورية، ولكنني دعوت بها إلى قيام حركة مجتمع مدني عربية تتابع تنفيذ مقرّرات القمة العربية. ومتابعة التنفيذ أمر تنشغل به الآن الأمانة العامة للجامعة، كما ستنشغل به قمة الجزائر بعد بضعة أسابيع. ومن المناسب أن أعلمك أنني ألقي محاضرة عن جامعة الدول العربية بمناسبة الذكرى الستين لإنشائها تحت عنوان " جامعة الدول العربية : كيف ولدت ، ماذا فعلت ، ما مستقبلها " وذلك في الساعة السادسة من بعد ظهر يوم السبت 5/3/2005 في المركز الثقافي العربي في المزة.

3. في ص /230/ أوردتَ على لسان السيد إسبر حلاق، الذي عّرفتَ به أنه "سياسي قومي سوري اجتماعي" ، قوله أنه "كان في طليعة من مّثل الحزب (أي الحزب السوري القومي الاجتماعي) في المجلس النيابي الأستاذ عصام المحايري، والحسواني في حلب، وبديع اسماعيل في داريا" . هذا القول غير دقيق، وتقع جريرة عدم دقّته إما على قائله أو على ناقله.

يستحق الكتاب جلسة تزيد عما استطعت إعطاءه من الوقت حتى الآن، وتعقيباً أطول وأعمق مما قمت به في رسالةٍ هدفها الأول الشكر. إنه، كما وصفته سابقاً، كتاب ممتاز. بارك الله في جهدك الذي يغني ثقافة حقوق الإنسان في سورية وحركتها، وفي جهد مَن آزرك.

25/1/2005
جورج جبور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى