هايدي النشرتي - روزيتا الجميلة

صلواتي التي لم تكف منذ أعوام، وأيام الأحد التي أمضيتها ذهابا إلى الكنيسة، وتعاليم الأيتام، كل ذلك لم يجعل لي ذرة رحمة من عند الرب، هل أخطائي كلها قد محت حسناتي، هل دعائي كل هذه السنين لم يُستجب، لما يعاقبني الرب علي ذنوب لم افعلها.

لم يعد عندي أخطاء أريد الاعتراف بها، على العكس أريد إن تزيد أخطائي وأن أحطم جسور الإيمان بداخلي، لقد كرهت نفسي، كم أن الناس يصفوني بالحبيبة المتدينة، وهل روزيتا الجميلة التي لم تذهب إلى الكنيسة إلا في جنازة الجدة، لا يمدحون جمالها علنا، لا يعجب بها الشباب، لا تملؤها الاخطاء.

أري بعيني كل شيء وأُفضل الصمت عن البوح.

في يوم الجمعة، صباحا، ذهبت إلى الكنيسة، أطفأت جميع الشموع التي اشعلتها في ايام الصلاة على مدار سنين، فزع القس جون من تلك الأفعال وسألني ماذا دهاني، رمقته بنظرة حادة وتركت بيت الرب بلا رجعة.

أوشكت أن أكفر بكل شئ، لم اعد تلك العذراء، لم ينقذني أحد، لم يساعدني أحد، حتى الرب قد تخلي عني، بدأت أتساءل هل بالفعل هناك رب وهناك ما يسمي بالدين، أم كل ذلك من إختلاق عقول البشر.

تدفق الدم في عروقي أكثر فأشعلني غيظا وغضبا، لم يعد لي أن أكتمه، وضعت جميع أحلامي تحت وسادتي.

والآن أفكر أن أكون مارثا الجميلة كتلك روزيتا العاهرة.

كان كل شئ معلقا في حياتي، فأتتني تلك الفاتنة العذراء، وقالت لي أن أذهب إلى كنيستها، أمسكت بيدي كالقديسين القدامي الذين سمعت عنهم، وانبتت لي أجنحة بيضاء وطاقة من النور، ثم حملتها فوق أجنحتي، وأنا هنا في بيت الرب أجلس على تلك المقاعد الخشبية حولي الصلبان من كل إتجاه.

وقد جاء وقتي في الوقت المناسب فقد كان هناك قداس الأحد، فاستمعت الي الآيات، فبكيت من غير قصد (هل عليّ أن أكون تلك المفضلة إليكِ أم أتبع شهوات الدنيا وأمشي وراء روزيتا؟).

أناجيك أيتها العذراء، لقد رجعت عن قراري، اشعلت الشموع مرات كثيرة مجددا، يا أيها الرب الحامي، أنا هنا أشعلت شمعي وأدعو لك أن ترشدني إلى ما هو صواب، لقد حدثتك من قبل عن مكنوناتي، عن كل شئ قد نويت أن افعله.

أنا مجددا مرثا الحبيبة التي لم يجد قلبها باب غيرك.

فروحي هائمة في بئر واسع عميق تحاول النجاة، أرسل لي بحبك القوي لأتشبث به، واجعلني أري ضوء شمسك مرة آخري.
  • Like
التفاعلات: عبدالباقي قربوعة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى