رسالة الشاعرة العراقية عايدة الأمير إلى الشاعر عابد إبراهيم العابد

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ العزيز عابد إبراهيم العابد المحترم
تحية واحتراما
وبعد..
وصلتني رسالتك المؤرخة في 1-10-1986م ، وقد كانت متسرعة بعض الشيء ، فلو تريثت قليلا لحين استلامك لأجوبتي السابقة، لكان لذلك رأي آخر ، حتمًا .
عندما واصلت لكتابة إليك ، واتخذتك صديقا دائما ، لم يكن دافعي هو " المعلومات" فحسب، فقد وردتني معلومات من آخرين، ولكن بلكنة اتسمت بالصفاقة والخسة، فألجمتهم ووضعتُ حدا لمكاتباتهم، فعندما أعلنت في الدستور عن حاجتي إلى " المعلومات" تبرع العديد من الأصدقاء لإبداء المساعدة، لكن جلهم انسحب من أول الشوط بعد أن وجد نفسه غير " مؤهلا" لذلك وبعد أن كشفت له أنه كان واهما في تصوراته!
بعضهم راوغ، بعضهم ماطل ، والبعض اعترف صراحة بخوائه، أحدهم وعد وكابر ، تبجح وادعى، وزعم أنه " فلتة " زمانه، ولكنه انسحب صاغرا وبلا جعجعة، بعد أن كشفتُ له زيفه ومبالغاته من خلال ردودي، هذه المقدمة نسقتها لأشيد بكرمك وبجهودك النبيلة، لن أنسى بأن أحد الأشقاء من السعودية الشقيقة وقف إلى جواري بكل قواه وبنزاهة وبصراحة ، لقد وجدت نفسي منساقة للكتابة إليك ، ربما لشهامتك التي أبديتها بلا مواربة، وللصدق الذي افتقدته في كل الرسائل الأخرى.
• أقترح أن نرقّم رسائلنا من الآن فصاعدا، لتلافي أي خلط أو التباس .
• عندما طلبت منك أن ترتب لي موضوع مجلدات " الفيصل" ، لم تكن المعلومات التي نسختها لي قد وصلتني بعد ، أما الآن وبعد أن استلمت " ملفاتك" فأنا معك في عدم حاجتي إلى المجلدات، أنا شاكرة لك اهتمامك بالموضوع، أما بالنسبة إلى مجلة " الدوحة" فأنا ما زلت أطمح بالحصول على أعدادها، فهي لا يمكن الاستغناء عنها، وحتى لو تسنى لي الحصول على الموضوعات التي تهمني فيها ، فلن يمنع ذلك من محاولاتي لاقتنائها، وبشكل خاص الأعداد اللاحقة ، آمل أن تأخذ ذلك بنظر الاعتبار.
• بالنسبة إلى قصائدك، فقصيدتك الأولى كانت رصينة، وكانت أفضل من القصيدة الثانية ، أما قصيدتك :" اسمي وعنواني" فقد كان تصويرها غير " واضحا" ، مما أفسد علي قراءتها ، ولكنني انتهيت رغم ذلك إلى أنها لا ترقى إلى قصائدك العمودية بأي حال من الأحوال.
القصيدة لا أظنها تكتب عنوة، والشعر " لبوة" لا يمكن ترويضها بسهولة، والإقحام ليس بديلا عن السلاسة والانسيابية.
وعدتك في رسالتي السابقة بإرسال بعض قصائدي . إليك بعضها.

* اغتراب :

يا ألق الحياة
في أحداق الطفولة
يا غيمة حبلى بالمطر
يا نبعا يغازل رحم الجبل
يا حلم الصبايا
تعال نحلق
كالنوارس
كالعصافير
ونرسم لنا كرتنا الأرضية
بعيدا
بعيدا
بعيدا
بجوار الشمس

* حب:

لو فتشت كل قواميس الدنيا
ما وجدت اسما
يليق بأحاسيسنا
سوى الحب.

* سفر:

دعني أبحر في غيبك
فأنا أحب الأسفار البعيدة
ويستهويني
الموج
والمحار
وأسماك القرش العنيدة
دعني صغيري
ودع مراكبي ترسو
فأنا السندباد
وعيناك
خلجاني الموعودة.

• القصائد أعلاه كتبتها في فترات متباينة، لكنها نشرتْ معا يوم 24/5/1986 في ( ثقافية) جريدة العراق تحت اسم مستعار.
• المقال المرفق هو آخر ما نشر من مقالاتي في جريدة القادسية ، لدي عندهم مقالات أخرى عديدة وهي في طريقها للنشر: أحدها تلاجمة – عن الانكليزية- عن الأديب السويدي " كار لفلدت" وهو من الحاصلين على جائزة نوبل، وسينشر – ربما – بعد أيام قليلة.
• في رسالتك المؤرخة في 2-10- 1986 مشروع قراءة القرآن الكريم ليس جديدا بالنسبة لي ، وهو حلم قديم، وأنا أحتفظ في مكتبي بطبعة فريدة منه مع التفسير. لا زلت طموحة لتحقيق حلم قراءة القرآن الكريم، لكنني واثقة أن ذلك يتطلب تفرغا تاما .
• ندوة المستمعين كنت شغوفة بالاستماع إلى حلقاتها في السبعينات، ولي فيها مساهمات عديدة – آنذاك- بعضها ساذج. ولا زلت أحسد اللبناني " اسطيفان راج صوا" الذي كانت له أكثر من مساهمة في كل حلقة من حلقات الندوة.
• تريد عني معلومات.. سأزودك بها تباعا . لمّحت لي بذلك . ليك المعلومة الأولى: دقق النظر في صورة " الدبكة الكردية" فأنا إحداهن.
• الموضوع العام الذي أرسلته لي لم أقرأه بعد، فأنا منهمكة الآن بكتابة مقال عنوانه:" نساء في سلالة نوبل" لمجلة " المرأة " العراقية – ربما –
عايدة
12-10-986

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى