نورهان عبدالله - سألتك حبيبي

جالسة في مقهى صغير ومعها حاسوبها، تستمع لفيروز “سألتك حبيبي لوين رايحين ..خلينا خلينا وتسبقنا سنين” تتفحص ايميلها بين الحين والآخر، كان المقهى يعرض حرب إسرائيل على لبنان في العام 2006، تذكرت” ياخور” شاب لبناني يافع يقطن جنوب لبنان، هو شقيق لصديقتها اللبنانية “ريما” ولانها كانت تحدثها بين الحين والأخر بدأت هى تتحدث إليه كل يوم، بل كل ساعة واحياناً كل دقيقة، فأرتبطت به ارتباط وثيق، وتعلقت به، وكانت النية أن تراه هناك، ليعيشا أجمل اللحظات، وقتها اشتد الحصار وبدأت الحرب اللبنانية وصفت له مدى عشقها لفيروز، ومدى ارتباطها الوثيق بجبال الأرز بلبنان، والأماكن السياحية هناك، قالت له:
- مرحبا.
- كيفك.
- اشعر بغصه داخلي، اخشى عليكَ من الحرب هُناك، أمازلتَ بخير.
- نعم. ولكن يكفيكِ أن تسمعي صوت الطائرات والصواريخ، أن تستيقظي على أطفال تموت، وامهات مشردة، لابأس، يكفي إنني بخير، لم يتبق إلا أيام وننتصر.
كانت كلمة “النصر” بالنسبة إليه وإلىَ طوق نجاة، أن اراه وارى لبنان الحبيبة، فلي هناك ذكريات جميلة، طفولتي، وشبابي، ولكن أبي كان يرى أن وجودنا بمصر وتركنا لبنان هو هروب من مصير محتوم علينا، أمي كانت تخشى علينا ولأنني فتاتها المدللة قررت أن نعيش في مصر لإنتهاء الحرب ثم العودة، اتفقنا أنا وياخور على الزواج، وبعد أن انتهت الحرب هناك، قررت السفر لكن أمي منعتني، قالت لي:
- مازلتِ صغيرة، ولكن إن سافرت ِ إلى هناك لن اعرفك .
صدمتني أمي بردة فعلها، لماذا تريدني أن اتزوج بمصري، حاولت اقناعها مرات عديدة، وإنني احب ياخور، لكن دون فائدة، مازالت مُصرة على موقفها، لكن أبي ترك لي مطلق الحرية في الإختيار.
قررت أن اعاود الإتصال بياخور من جديد لكن لا احد يرد، كذلك هاتفه مغلق، ماذا حدث، كان انتصار لبنان على اسرائيل قد حدث، وكانت الفرحة تعٌم لبنان، فطلبت من أبي أن نعود إلى هناك لزيارة بيتنا، ربما نعثر عليه، اتجهنا فرحين، وبعد أن تركت لياخور رسالة إنني قادمة إلى لبنان لم أجد منه رد، وصلنا هناك ووجدنا بيتنا قد ادمر حزنت أمي وربت أبي على كتفها وقال:
- لايهم يكفي إننا بخير، ولنا بيتاً في مصر.
حاولت الإتصال بريما لا احد يرد، حتى ياخور هاتفه مغلق، اتصلت بي ريما فجأة وقالت وهى تبكي:
- ياخور مات.



نورهان عبدالله

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى