منال هاني - وطن وأشياء أخرى..

قبل أن أكون

في سفر الفكرة
إذ كنت صدفة كسولة
أرتشف عوالم المارة
أحدق بلون واحد
لايزعجني صهيل النجم،
على سواحل عزلتي
ولا دغدغة موج فضولي
يعاند زوايا الرحيل
إستيقظت يوما
فوجدتني على سطر قاحل
أمواجي غادرت أديم لذتي
نجمي اعتزل السماء
جردتني الحقيقة من أجنحتي
كيف اناجي مجون الرمل
وأنا حرف مشذب
بعيد عن ديار كهنوتي
ورقة صفراء تختزل عبرتي
شعاع جاف وزجاج طري
يتناوبان على استهلاك انتظاري
لي في تضاريس الوقت زاوية
مقعد خلفي أعتكف فيه
تتطاير الأشياء في لمحة حرف
تحترق قطرات المطر
لتعيدني إلى أمجاد الورق
لتأسرني بين هامش ونقطة
حين كنت صدفة كسولة
بدا العالم اكبر
بدا الوقت كتفاح شهي
أما الآن الوقت في معصمي
كأسي بارد على طاولة الفقد
وطن على شرفتي ذابل
محطات مكدسة على رفوف النسيان
دوري لم يحن بعد
لأعلن انتصار فجري
ظلام يرتديني على غفلة
وظلام يلتهمني
بئر لاقاع له من الصداع
صراخ عكسي
يعيدني لحظة الخلق
إلى أين أهرب
كيف أهرب
وطن عالق بأديم وجعي
يناولني معولا مكسورا
طمعا في تين أيامي

منال هاني- سوريا



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى