رسالة من فرنسوا مورياك الى جان بولان

إلى جان بولان
38، شارع تيوفيل غوتييه
عيد الميلاد 1962

صديقي العزيز
لم نفترق إلا بهذا الأساسي، إلا بهذا "الكل": التجسد. فالله هو، حتى إذا لم يظهر على الخلق، "لا تعرفون الله إلا بي أنا... من ير الابن ير أيضاً الأب" هذا اليسوع كيف يمكن ان يفصلنا؟ افهم انك ما كنت لتعرف انه المسيح، وانه ابن الله. لكن كيف يمكنك الا تحبه؟ وكيف يمكن ان تقرأ بدون دموع عظات خطبة الجبل؟ صديقي العزيز: ها هي الصعوبة الوحيدة لايماني: لماذا هذه السعادة بكسر الخبز تجعلني أفيض في هذا الصباح من عيد الميلاد، ترى لم يوزع وليس لك والآخرين لم يتلقوا ولم يتبدد، كما فعلت كنوزاً من النعم؟ لو كنت تعرف هبات الله قال يسوع إلى المرأة السامرية. ليتك كنت تعرف ذلك! الديانة اليهودية، المسيحية تتميز عن سواها والتي جميعها جهد (غالباً مدهشة) الانسان لادراك الالهي بهذا انها تنطلق من الله دائماً كلمة الله، ووحي الله، وتجسد الله.
لقد وهبنا ذاك الطفل ذات ليلة. صارت الكلمة جسداً... ولكن ما جدوى ان أقول لك كل هذا! دهشت عند قراءتي صفحاتك على عزيزنا اليكسي ليجييه، ورؤيتك تضع اللانهائي في هذه المادة الليفية من الكلمات والصور، وفي هذا الغلاف الفاخر، حول اللاشيء... فكر في ما كان يغطي كل جملة واحدة من رامبو، كل بيت شعر من بودلير: ما زالت كل النفس تلتمع في الشعر الفرنسي. لم تبق غير القشرة، ورقة المال. فكر في ما كان يمكن ان تكون عصارة كلوديل من دون الله ومن دون المسيح...
صديقي العزيز، أسخر من حكاية ولكن ليس من فقدانك حب الله. افكر في ذلك الكفيف وعندها وقد ارتمى على قدميه عبده"، أعطي كل ما أملك مقابل أن ترى وتؤمن وتقول له: "Dominus neeus et Deus meas"

فرنسوا مورياك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى