رسالتان بين الكاتب المصري ميشيل تكلا جرجس وبرنارد شو

الرسالة الأولى:

القاهرة في 24 يوليو 1945

عزيزي المستر شو

تحية عطرة وبعد...

إنني على وشك الانتهاء من كتابة قصة حياتك ونظريتك الجديدة "قوة الحياة" مع عرض شامل لمسرحياتك التي احتلت مكانة ممتازة في تاريخ المسرح، وكتاب هذا يدون كل ذلك، باللغة العربية، لأول مرة عن قصة كفاحك على مدى السنين، وفي الصفحات الأخيرة من الكتاب، أرجو أن توافيني ببعض المعلومات عن تاريخ حياتك لأنني أرى أنه من الضروري إضافتها حتى يخرج الكتاب كاملًا لا ينقصه شئ.
المخلص| ميشيل تكلا جرجس.



*****


• رد برنارد شو على الرسالة:

4 هويتهول كورت"130" لندن.. في 31 يوليو 1945

عزيز السيد جرجس..

لا يمكنني أن أقول شيئًا عن ترجمتك لحياتي لأنني لم اقرأها، ولن أستطيع قراءتها إن كانت معي لعدم درايتي باللغة العربية، وأحدث ترجمة لحياتي هي ترجمة هثكث برسون، لقد قرأتها قبل طباعتها، وهي لا تحتوي على الأكاذيب الشائعة عني، وليس هنا معلومات متوفرة في غيرها.. وإذا كانت لديك بعض النقاط التي تود استشارتي فيها فأرجو أن تضعها في أسئلة وسوف أجيبك عنها موجزًا وسأعمل ما في وسعي لمساعدتك وينبغي أن تكون الأسئلة هي حقائق حياتي الخاصة، ولا يمكنني أن أرسل لك مقالات سبق أن جاءت في كتبي.

المخلص برنارد شو.




*****


• الرسالة الثانية

القاهرة في 25 أغسطس 1945

عزيزي المستر شو..

شكرًا جزيلًا على رسالتك المؤرخة 31 يوليو 1945، والتي تسلمتها بحماس بالغ، وأمامي الآن ثمانية أسئلة أرجوا أن تتكرم بالرد عليها..

أولًا: كيف تقضي يومك في سنك المتقدمة هذه، وأي رواية تكتبها الآن؟
ثانيا: هناك إشاعات كثيرة تقول أنك تحض بخلاصة اللحم فهل هذا صحيح؟
ثالثا: من المعروف أنك لم تصبح أبا في يوم من الأيام، فهل وددت أن أو مسيو شو بأن يكون لكما أولاد؟
رابعًا: لاحظت في ترجمة بيرسون أن بعض رواياتك كان وحيها مستمدًا من مسز شو، فكم رواية من رواياتك أساس أفكارها زوجتك؟
خامسًا: يقولون أنك كنت تسعى دائمًا إلى تشويه سمعة شكسبير وتقول ترجمة بيرسون أنك كنت تدعي التفوق عليه، فما نصيب هذه الإشاعة من الصحة؟
سادسًا: تميل إلى مدح نفسك كثيرًا، وهذا مركب نقص وتميل أيضًا إلى الدعاية الواسعة، فهل هذا صحيح أم مجرد افتراء؟
سابعًا: يقول بيرسون أنك أرسلت رسالة بليغة إلى شيوخ مراكش إبان الحرب العالمية الأولى لمنع سوء التفاهم الذي حدث بينهم وبين السلطات الفرنسية، فهل لديك صورة هذه الرسالة سواء أكانت مكتوبة بالعربية أو الفرنسية؟
ثامنًا: أي جزء من كتاب الملك ألبرت من تحريرك؟




• أما الرد فقد جاء في الرسالة كالتالي:


أولا: الفترة ما بين الفطور والغداء إنتاج أدبي، وبعد الغداء غفوة قصيرة ثم تقليم الأشجار ونشرها في الحديقة ثم العمل الجدي فالمراسلة حتى العشاء.
ثانيا: لا
ثالثا: لم يكن لمسز شو أن توزع رعايتها لي على الأولاد.. فقد كنا في الأربعين عندما تزوجنا.
رابعا: كانت مسز شو تذكرني أحيانا بفكرة سبق أن كانت موضع اهتمامي، ولكنها لم تتدخل مطلقًا في إنتاجي، بل إنها كانت تكره بعض رواياتي.
خامسا: هذا هراء واقرأ مقدمة قيصر وكليوباترا.
سادسًا: أعتقد أنني واحد من العشرة الأوائل من كتاب الرواية في أوروبا، ولكن لما كانت هناك حرف وفنون أخرى لا أجيدها فأنا في هذه الناحية بليد، وكيف يكون عندي إذا مركب نقص.
سابعا: ليس عندي صورة منها ولا أجد واحدة وأنا لا أكتب باللغة العربية.
ثامنا: لا شئ.. فالناشرون خافوا يومها من نشر رسالتي.




****


• الرسالة الثالثة

برقية أرسلها جرجس ميشيل تكلا: يقول


هربرت جورج ويلز أنك تتظاهر بأنك نباتي فما رأيك في هذا الزعم؟
الرد كان في برقية أرسلها برنارد شو لـ ميشيل تكلا يقول: لا لحم ولا سمك ولا طير خلال الستين سنة الماضية، ولكن زبد وجبن وعسل، عادة، أما البيض فنادر جدًا وفي عام 1938 جربت الكبد كدواء فسبب نوبات حادة، وقد أعلنت أنني نباتي على أسس اقتصادية قومية وليس للصحة أو طول العمر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى