محمد حافظ رجب - ارتعاشة عجوز الزبادى

دخل عليهم دب الأمس : هائل الحجم .. رجولة فضفاضة فى جلبية زفير جسم ضخم يقنع أية امرأة به زوج (هويدا) الموظفة الجديدة : عيون خضراء : وادى أخضر .. فجل عال يا وراور لا تكف عن إطلاق الغازات : القولون واجعنى .. بيشدنى بيزقنى .. بيلاوعنى .. تستند على كوعها : «يا زوجى الهائل جئت بك لتأخذ بتار الإناث.. خذ بتارى يا رجلى .. خذ بتارى يا سيدى ..»
.. صاح الدب «أين الواد النملة.. اللى عامل قملة على بنات الناس الكويسين».
رمقه فاحصا بسرعة مناخ نزول الثلج فى القطر القارى : «لا شك أنها قالت له ما يقوله أهل الجناحين عن الدرويش : قاتل القتلى شارب الدماء .. ونكت معه صغير الحجم.. ولاغته نرجس وراحت المرعوشة تتحدث معه وابنها فى حجرها .. الجدة : «كتر الله خيرك يا محمد .. طلعنا الحج وأكلنا اللبن الزبادى .. يا من يجيب لى زبادى يطرى على القلب ويبرد الجوف».
أراد «الدرويش» أن يتجاهل أمر الزبادى .. لكن الصغير (إسلام) قال له بحزم «هات لها زبادى» وأراد (الدرويش) النزول بالبيچامة لكنه وجد ثقبا خلف البنطلون يمر فيه فيل ملفوف فى منديل .. قال لها : «شوفى البنطلون فيه حفرة يدفن فيها الأموات المسلمين» ..
حسست - وهى لا ترى - «مفيش حاجه فى البنطلون» غضب (الدرويش) : «الفتق فى البنطلون يظهر واحة لحمى» وهم بارتداء چاكت البدلة الإسموكنج .. لكن «سميحة»..
قالت : «خلى الولد ينزل يجيب اللبن الزبادى..»
نزل .. وعاد معه جردل ملآن بالزبادى .. خلعت الجدة ملابسها وهبطت إلى قاع الزبادى تدندن فى انسجام : «بلبل بلابل واقف ع الشجر .. زقزق فى عشه قام ع الخبر .. كده كده تطير العصافير .. كده كده يقعدوا الشاطرين .. يارب يا ربنا تاخد بيدنا كلنا.. الحمد لك سيد الوجود الحمد لك يا محمود فى كل وجود .. الحمد لك يا إلهى العظيم .. الرحمة منك والحمد لك يا عظيم الوجود».
بالأمس وقبل نزول (رسمى فايز) مدير الشئون المالية والإدارية فى (مصلحة المظاليم) دخل عليهم قال للكاهنة الصغيرة (مديرة الحسابات) : «تحبى تروحى معايا أوصلك بالعربية شكرته ولم تغادر مكانها .. وغادرهم (رسمى فايز) وعلى الفور قامت القيامة فى (الكهف المجاور) : «يا هو .. يا هو .. المجد للعربدة .. المجد للفرفشة .. إحنا بنغنى .. إحنا بنرقص .. غنا ورقص وزغاريد .. إحنا الناس الكمل صدقنى ولا تهمل .. ارقص تكبر .. ارقص تكمل .. هيلا .. هيلا هب .. ارقص غنى .. وفتحوا الباب وانصرفوا فى أمان ...».
اليوم عندما حضروا راحوا يلتقطون انفعالات الدرويش عندما يراهم بنت (الحامد) بلا طلاء .. لونها أسود أصم .. يدها محترقة وجنبها واجعها .. صامتة بلا عربدة .. لا تمتطى أعناق الموظفين، ناداها (الدرويش) وهى تهم بالانصراف «إيه اللى جرى لك» قالت بحدة : «جنبى واجعنى شويه» قال «الدرويش» «لله الأمر والتدبير تعشش الزنابير فى جسدها الساخن المثير» (والحائط) داخل طالع .. عريس الإناث فى زفافه اليومى مع نساء الكهف المجاور : مايسترو حفلة الأنس تم زفافه عليهم فى غيبة عمد ومشايخ الكفر ..
فى الصباح (والدرويش) مستغرق مع نفسه .. يمر على قهوة (السلطان حسين) فوجئ (بسعد الشوتش) الشيال بائع الجرائد زمان .. سأله عن صحته وحمد الله أنه ما يزال يعيش والسرطان يأكل عروق الحديد .. لحظتها انبثق من داخل قرص شمس الظهيرة «فؤاد ابن أحمد الإنجليزى وهو يندفع بصاروخ دراجته حاملا حصة الباعة من الجرائد الأجنبية .. ملقنا كل بائع جرائد حصته من جرائد (لا ريفورم).. (والشدرومس) .. (الناتولى) ويقتحم الباعة مشرب (على كيفك) و (بتى تريانون) على الخواجات وبلهفة يتناولون جرائدهم وعلى الله التساهيل ..
صاح (الدب) أشهر سيفك .. ستبارزنى غصبًا عنك .
قال (الدرويش) : «روح يا شيخ منك لله».
قال (الدب) اختار شهودك فأنا على عجل .. أسلخ جلدك وأعرضه فى سوق النخاسين .. أنا زوج (هويدا) منقريوس الأول .. إنك تغيظ نساء المصلحة بتدخلك فى ماسورة النخاع .. تشفط لابريز.
قال (الدرويش) : «هل تحب الزبادى .. الجدة تعشق الزبادى هل أنت مثلها .. إنها غارقة فيه .. لم يخرجها أحد من عمقه العميق ..
(سعد الشوتس) يجلس يدخن سيجارة توسكانيللى فيها مقتله فى انتظار فرج الله.
منذ يومين فوجئوا فى المصلحة (بهودج اللحم العظيم) مديرة المصلحة تحييهم من فوق الباب .. سكان الحارة فى أماكنهم وكل شىء على الطبطاب.. لم تدر عن حفلات الكرنفال شيئاً ..
(سميحة) تعطى درسا لابنها مشغولة بالامتحانات والبنت لا تكف عن النظر إلى المرآة .. زرعت وردتين فى رأسها.
قالت (الجدة) «عقلى بيقول لى أعمل الكنافة دلوقت»
قال (الدرويش) لأهله «خليها لبكره».
ما هذه الرائحة يا جدة .. الكنافة بقت سودة من لفة الجرنال .. عاد يشمها .. نفث فيها ضبع أصم أنفاسه.
قالت الجدة : «دلوقت تشوفها ترجع بيضه زى ما كانت».
أحضرت حتة من السمن .. راحت تدعك بها ظهر الكنافة : «إيش تعمل الماشطة فى دمامة بنت أختها تبرز قرد فى الكنافة صارت الخميلة مقلبا للزبالة.
- «إيه اللى جرى لك يا وليه».
- «دلوقت أوديها لك تبقى حلوة خالص».
قال الدكتور فكار : «الإنسان المسلم النافع بإيمانه يجب أن يعيش فى القرن الواحد والعشرين».
«لقاء بين البابا والشيخ شعراوى»
«كلينتون فى الكرملين يقابل يلتسين»
«القتال فى الشوارع فى أفغانستان»
قال زوج (هويدا) : «أنا فارس القولون ومشتقاته»
قال (الدرويش) لزوج هويدا : «هل تحب الزبادى .. الجدة تعشق الزبادى .. هل أنت مثلها «إنها غارقة فى قاعه لم يخرجها أحد من عمقه العميق».
وعلى الفور ارتمى على وش الأرض (دب الأمس) ودمدم غاضبا : «كسبت الجولة يا درويش» وأمسك بسيفه .. كسره قطعا متناثرة وهو يقول : «يا خسارة كنت أريد مبارزتك ولكنك مدعم بالزبادى .. النصر للزبادى وسيدة الزبادى» وراح يبكى البكاء المر.






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى