رسالتان من علي الشباني إلى سلام إبراهيم

- رسالتان من علي الشباني إلى سلام إبراهيم

3-10-2005 الديوانية

السلام عزيزي.. السلام عزيزي.. عزيزي

أيها الصديق الطيب.. الأبدي

لا أدري، وأنا في المنحدر الثاني من جبل العمر الملتهب.. كم أكون محتاجاً إليك حقاً!. لم أكن أتصور أنك ستكون بعيداً عني تماماً مثلما أنت الآن،.. كيف سيتسنى لي أن أجمع زمني معك كي أراك هنا في قلبي تكبر.. تكبر، تملأ الروح وتفيض بيّ، وبك وبالأيام.
السلام حبيبي.. حبيبي..
متفرد حد التراب، لم يبق لي شيء سوى الكلمة.. والحب الغريب المفتقد أبد الدهر، وصداقتك الغائبة.. لا أدري أيها السلام، لو أنك هنا.. معي كي تساعدني على تعبك.. كي نقف سويةً في هذا الزمن الأخير، بالرغم من قوتي الجديدة ورغبتي المتوالدة باتجاه الحقيقية، وليس غير الحقيقة في كل الأشياء والكائنات.
أيها الصديق.. كم أفتقد لصداقة غامرة تنهض بي. اتكأ عليها.. أكن أقوى، أكن حاضراً في قلبٍ أخر.. نقي وأليف، يعضدني في المسير المشمس باتجاه التراب.
أرعبني التراب يا عزيزي ملأ حياتي بالغثيان في اللحظة التي واريت أمي التراب الأخير، وعدت إلى الديوانية لا أرى سوى غبار الحياة الداكن، ظللتُ لثلاثة أيام أنحب كما الأطفال يوم تسرق منهم أمهاتهم، بكيت في شارع ديواني معتم حتى الفجر، ولم يكن معي أحد.. صديق.. محب.. حتى كدت أموت أنا الآخر.
أحدهم فتح ركناً مدنساً للخمر والسمر.. و.. و.. من أجل أن أكون معه، ولكنني لم أتمكن أن أكون مع هذا.. وهو بالأساس ليس معي أنما لا يلامس الجدار الملتهب للمحبة لعوزٍ فيه.. وضحالة.. تركني وقد تهشمت روحي وهبطت في تراب الأمومة المرعب.. تركتني "فطوم" (أم الشاعر) لموتي الخاص، وقد منحتني قبضة من تراب أحملها معي ليل نهار.. وأنت يا عزيزي تركتني وتغربت وعفتني بلا ضفة.. أين أموت يا سلام؟.. أين أجد ترابي الساخن.. وغيابي؟.
أيها الأخ
كما لو كنتَ أنا
أينَ أنتَ مني؟!. لماذا فيك مثابة واحدة من بين ألاف المثابات الروحية الحميمة، واحدة فقط أبعدتك عني.. لماذا؟.
كتبتُ قصيدة شعبية، قرأتها في معظم احتفالات الديوانية، وهي مهداة لك عنوانها "رد" (إلى صديقي العائد من الغربة.. إلى صديقي الغريب.. إلى صديق الأبد سلام إبراهيم) هكذا نشرتها كذلك.. ولكنك لم (ترد) متى "ترد" أيها البعيد والتارس روحي عوالم تحضرني هذه الأيام بقوة.
أثارت كتاباتك عن الشعر الشعبي العراقي موجة من الحوار والمباركة كونها الأفضل حتى الآن.. والأكثر معرفة.. وأحاطة ذكية ورائدة؟
أريدك يا سلم.. أريدك حقاً في هذا الخريف الساكن.. لي قامةٌ أستند عليها من تعب ويدٍ تمسك بيّ يوم أوشك على الهاوية.. وحيد تماماً وخاسر لكل شيء ولي شعور بأنني موشك على الضفاف من ترحال مهلك. مع أني فعلت أشياء مهمة ربما.. لم تملأني تماماً بالحياة الأخيرة..
قلتُ لهُ: لو ثمةَ موت أحمر، يأخذ بنهايات الشاعر الذي وضع الحقيقة الإنسانية والوطن في روحه. يرعبني أنني سأموت كما قط عليل.. أسفاً.. هذه الأيام الأفضل لرحيلٍ تراجيدي نبيل.. لم يكن بي رغبة للموت الفيزيقي كما تظن، أنما هي الحياة المحشودة بالأسئلة والخريف الذي أوشك مني.. بوروده المختلفة وأعشابه السامة.. والغيابات التي ملأت روحي بالخواء والبكاء واللاجدوى..
سلام... لو تدري كم أحب العراق.. لو تدري لما استغربت، لا يمر يوم لا أبكي فيه، من أين لي هذا النهر الدافق بالحنين والهشاشة.. والمراجعة الروحية الدائمة – في مدارس الأطفال ومصاطب العمال وأمهات الشهداء ولكل فضاءات الإنسان العراقي الجديد، أذهب وأبكي لا غير.. وأحتشد بهذا الوطن العجيب.. عجيب
كيف أنت يا عزيزي..
بدأت (طريق الشعب) بنشر دراساتك النبيلة والرائدة في الشعر الشعبي العراقي كما أتمنى أن تراسل جريدة "الصباح" واسعة الانتشار.. وتكتب بها عن أمور عديدة.. لقد أصبح "كريم عبد" أشبه بالكاتب اليومي بالجريدة. بدأ بقوة وهاهو اليوم يكتب إنشاءات عادية لكنها تدل على متابعة وطنية واضحة علماً بأنه كتب موضوعاً مهدى لي كان مهماً.. وقد نشرته الصباح في صفحتها الأخيرة الملونة.. وإلى حد ما (علي عبد العال) كتب أخيراً عن إشكالات الغربة.. موضوع مهم.. كتبت رداً عليه أكثر إيغالاً بالموضوع، لم ينشر للآن.
أتمنى أن ترسل لهم كتاباتك المهمة.. وقد أبلغتهم بذلك.. بالرغم من محاولة أبعاد الصديق الشاعر (جمعة الحلفي) المؤسفة.
أخيرا يخبرك صديقنا المشترك "علي الطرفي" بأمور أخرى
لك مني ولزوجتك الطيبة وأبناءك الحلوين الأماني الزاهرة.. والمحبة
وأعذرني للعجالة.. لأن الطرفي على عجل هو الآخر.. كما هو شأنه دائماً
تحياتي لكل الأصدقاء.. كل الأصدقاء
لك مني زاخر المحبة
علي الشباني
ديوانية عراق
حي العصري
دنمارك

************

سلام..
المحب
سلام..
الأعز.. الأعز
سلام..
أوجعتني
أوجعت رأسي حتى أوشك أن يرحل عني.
سلام.. سلام
صداقة.. أنتَ منبثقُ من ذات الخطاب الأول.. واللافتة اللاهثة بالضوء والأفق
عَلْمنا الصداقة دروساً صعبة..
عَلمْنا القلب ينبض عكس دمه..
عَلمْنا البكاء يقطر ورداً.. والفرح كحلاً.. وقتامة
سلام..
هل في الصداقة كل هذا الزخم الروحي، له القدرةُ على اجتياح الزمن وإجلاء صدأ الأيام.
لا تدري كم أحببتكَ.. لا تدري..، أظن أن المعرفة في هذا الأمر لو تساوت لتهدم الحب.. وأضمحل..
لا تدري كم أحزنتني.. لا تدري.. وحده قلبي.. ورأسي، ودموع يدي، وليلي المجنون يعرف ذلك.. وحده الليل.. وشط الديوانية.
سلام.. كم أنت جميل.. ومحب.. وخارق.. وأليف. لكَ في روحي تعادل كنت افتقدته في الصبا الحزين.. كنت افتقدت كثيراً، حتى غدر بيْ.. وأرهقني من أرضعتهم حياتي..
سلام..
فيك كل الحنين.. فيك كل الخوف.. فيك كل الرعب.. فيك كل الليل.. فيك كل الحب.. فيك كل اللون.. فيك كل الوعي.. فيك كل الطفولة.. فيك كل الشراسة.. فيك الألفة ووداعة الأنبياء.. وصداقة صبي بارق من الحي العصري تعلم تواً أبجدية اليسار العراقي النبيل..
سلام
سلام... الله.. محمد.. علي
سلام
ذهب النبي المهيب عزيز السماوي.. أبقاك الربُ وصياً على حياتي. لا تتركني يا أحب من أحببت.. يا أعز ما رفضت.. يا أوجع ما في الألم من تجربة.. ووجد
يا سلام.. هل يمر بكَ الظن يوماً ويكون غيري رفيقاً لمسارك
وهل تعتقد بكينونةٍ لحياتنا غير الذي كان؟!.
كم تحتاج روحي منكَ كي تشفى.. وتتطامن،.. أنت في كياني موضع المحبةِ من الدم.. وموضع العافية من المرض، موضع الشعر الذي لا أعلم أين يكمن في جسدي.. في روحي.. فيكَ.
فيك أنتَ يا فتى الفتوة الأولى.. يا رفيق الليل.. والحزب (الحزب الشيوعي)، والموت والخمر.
والصداقة...
سلام.. سلام.. سلام
عزيز (الشاعر المرحوم عزيز السماوي)، علي، طارق ( الشاعر المرحوم طارق ياسين).
سلام، عزيز، علي
لا أحد/ سلام/ علي (خلود في الغياب.. والمحبة)
عزيزي..
أنا الآن في صحو كأنه السكر.. أجلس في الشقة التي احتوتنا من الليل.. والحزن وللصداقة.. وملامسة فجر الجروح..
كتبوا عن أشعاري.. فقط الدكتور حسين سرمك لامس شيئاً عميقاً في كينونتي الشعرية.. قبله طارق ياسين الحبيب.
أنتَ منحت محبتنا الكثير.. الكثير.. وكنتَ دوماً تفتح أفقاً للمواصلة.. والحلم.
بعد لقاءي الحميم بحبيبتكَ "أم كفاح" وأحاديثي معها والرزمة المقدسة، وعطرك يعبر القارات المضطربة ويجتاحني.. يزلزل وجودي الهزيل.. وأنتَ يا سلام أنت الكعبة في توجهي الروحي..
فرحتُ كثيراً.. جداً لتطورك الكتابي/المعرفي/الكشفي/الصداقي.. والحقيقي تماماً.
سلام.. اسمعني.. اسمعني يا سلامي المفقود.. يا قلقي القائم.
لماذا أنتَ بعيد عني أيها القاسي الحبيب لماذا؟، كنتُ أظنكَ تهبط عليَّ وأنا أحتشد مع الشرفاء قبل سقوط الفاشية بأكثر من سنة، ونحن نؤسس لحريتنا القادمة وخلاص إنساننا العظيم.. ثمَّ ونحن نرصف الشجعان لمقدم العاصفة.. وخوض غمارها.. نجحنا إلى حدٍ ما.. ولعدم وجود كيانات فاعلة في حينها على الأرض العراقية الباسلة فقد كان البديل "حركة الأخاء والسلام" لظرفٍ عابر.. ومؤقت. عبرنا الموت هذه المرة كذلك.. كنتُ أريدك لحظة تحريضي الشباب على اعتلاء الصنم النابت في قلب مدينتي وإفناءه.. ومواراته المزبلة. كنتُ مهووساً يا سلام، كنتُ لا أدري ماذا أفعل فقط النشيج على ثيابي وأوراقي وروحي.
ثانية كنتُ أريدك ونحنُ نرفع غضبنا الكاسح بوجه الردة الجديدة والرجال القادمون تواً لساحتنا وهم لا يصلحون.. كان رصاصهم يمرق من قامتي ساخناً وأنا لا أدري أيضاً. كنتَ معي في الغضب وقد أتيتني صبياً تركض من الحي العصري..
سلاماً كان يغمرني إزاء الموت وحقد أنصاف الرجال.. والرصاص الذين مزق العديد من الأجساد الغضة.. الطرية.
قلتُ لهم.. انه ثمن ديمقراطية الوطن القادمة.
قلتُ لهم.. إنه عرس العراق الأتي.. وخاتمة الفاشية اليائسة.. وسرنا
سُلم.. سُلم.. سُلم: في النهايات يتقطر السلام ليغدو سُلم..
يغدو أعمق من أربعة في سلام الأرض.. يغدو الكون.. والكيان.. والكينونة.
يغدو أنتَ وقد عجنك الزمن وحشدَ فيك الدراية.. والتجربة والوعي
سُلُم الأخرى.. أُحييك بها من قعر روحي الغريب وأخضب كفيك بدمع قميصي وحزني عليك عليلاً في عراقك وحبه.. في الهواء.. في الحياةِ.. في الجسد.
سُلم الأخيرة لي.. لي فقط.. ألا أستحقها.. أفتحها في العتمة من أيامي وأغمض عيوني الكليلة وأنام.. أتدثر بحضورك الغامر.. الباذخ.. وأهيم..
متى تمنحني اليقظة، متى توسدني الرؤيا.
متى.. تعال.. تعال لي يا حرب روحي القائمة
متى.. يا دمع ليلي، وسهري.. وشعري، وهاجسي في النبض الأخير.
كتابتك عني أفرحتني.. أوحشتني، أيقظت تحت قدمي جذور الشجر المنسية في تربة عراقنا الأسطورية..
كم أيقظني غيابك الدامي في الليل، كم فرق تبات روحي غضبٌ فيَّ يتدفق على ضفاف نهر الديوانية الغامض الحبيب، الشاهد الحزين.. الطيب الأمين.. الغادر الحالم.. أبد الدهر، لقد جاورته ليال طويلة.. وأنا أصرخ للضفة الأخرى في نهايات الخدر (.. سلام..) ويكتب صوتي أسمك فوق الماء، يعبر للضفة الأخرى. صوتي كالسيف البارق يمرق لامعاً للضفة الثانية،.. دوماً يحيط بيّ نفر من الأحبة في انتظار غرقي وغيابي الأخير.. في انتظار ما الذي سيحدث!!.. وحين يبحثون عني يجدونني عند ضفة نهر صغير.. وغامض. أرى ضفته الأخرى.. ولا تراني.

سلام..
لم أرحل، لم أمكث، لم أصمت، لم أسكن، لم أهنئ، لم أهدأ، لم أحزن، لم أموت، فقط أنت تسبح في بحري الهائج ويجف كياني لعطشٍ فيَّ، إليكَ لا ينضب..
السلام عليكَ يوم وجدتني/ أحببتني/أسهرتني/ بعثرتني في ليل الديوانية/ منحتني فرح بالصداقة ومعنى لم يكتشفه المعنى بعد، سلام لك يوم غبت في النار، يوم أعطبوا فيك الهواء، يوم رحلت للبياض.. سلاماً
يوم صاح قلبي.. أجفل.. وأنا أمكثُ في السكون، لوجعٍ فيك، لطعنةٍ في جسدك النبيل لحظتها.
سلام.. شلت أيدي الجلادين.. أنا لثأرك في كل يوم أقيم عليهم اللعنة.. والغضب (لعبت بيهم لعبْ).
أي حنين جارفٍ لأمٍ غائرة في كياني، أي ولدٍ لكَ في فضائي كالطير، ثمة أبٌ يكمن في ظلال حياتي صامتاً.. ثقيلاً كصنم،.. فيك مشاكسة صبي يؤثث دوماً لأمومةٍ مفتقدة ويشرئب بأبوةٍ حزينة.. ويمتد لأفق إنساني لا حدود له..

حبيبي..
إنشر لي كثير من الأشعار، ثمة أسباب لذلك أشرحها لك عندما تصلني، أنشر لي في المدى، في الزمان، في المؤتمر، في كل الصحف المتمكنة واسعة الصوت.. أما "طريق الشعب" المجيدة فهي.. هنا في روحي..
أمس بكيتُ بين أصدقائي.. قلتُ لهم بعد أيام تتحقق المعجزة ويجلس سلام المحب قبالتي.. ثم بكيت بدموعٍ أوسع وأنا في بدء خمري.. قالوا؛ لماذا أيها الشيخ الشاعر؟.. قلتُ لهم.. لقد أخطأت دمعي الأول واكتملتُ في دمعي الثاني.. سلام لا يجلس قبالتي وليس بيني وإياه أيما مسافة.. إنه هنا في دمي الساخن دائماً.. عندها بكى الجميع.
سلام أحدثك حين أنحني إلى مجلسك المُكبل في كياني.. واهذي سلام.. علي الشباني.. ناهدة.. أخوك علاوي وعادل مع أنني لم أجد فيهم شيئاً منك.. ويا لآسفي.. ثمة ملامح!. غيابك الطويل أسقط "الاشتياق" من لغتي. غدت مفردة بائسة.. ضئيلة.. وخاملة، إنه الصوت الخارق في وحدتي وغربتي الموحشة.
أتمناك.. يا أنتَ.. يا بعيد.. متى تذكر أهلكَ، وقد أوشكتَ مني، لم يبق في الزمن مسافة.
أتمناك.. عد لي فأنا في السفح الآخر من غيابي، أريدك لانحنائي دكة عالية.. تنهض بي
أريدك لغيابي قبلة أخيرة ورثاء أسطوري، لوحشتي نجم.. أخضر، حالم كعيونك الواسعة، كأنها عراق هابط للجنوب وهو يفتح الأجفان الثقيلة على غبش في التغيير الغامر .. في الثورة الدائمة.. في الضوء.
سُلم..
انشر لي.. ثمة مقالة في ديوان الراحل عزيز ( لون الورد والثلج بالليل) نُشِرت في حينه باسم مستعار، أتمنى نشرها صريحة وأريد هذا الكتاب أيضاً مع الإيضاح.
أرسل لك مقالاتي.. ولقاءاتي وموضوعات أخرى
سوف نتحدث عن أمور الأرض يوم تأتي..
أنا الآن قي الصبا من حياتي، في الثورة، في الشارع الملتهب بالحماسة.. والغضب.
للوجد العراقي في دمي وهجٌ لا يهدأ، كأنني في الأيام الأولى لثورة 14 تموز العراقية، كأنني مع البلاشفة الكبار وأنا أهزج في ساحة لينين الحمراء، كأنني مع الحسين وهو يذبح بنذالة قبيلية جاهلية بشعة.. يبدو أنني أكثر قرباً من الفقير حسن سريع.. من فهد الرائد وهو يحلم بأرض أخرى.. وإنسان مختلف.. لا بد من حلم.
هذه الأيام المشهودة جددت فيَّ شيئاً.. أخذتُ ثأراً يومياً من الأنذال ولكنني لم أرتوِ من عطش قاهر لا يطفأ أبداً، لو كنتُ متُ في واحدة من ساحات الثورة لكان أجدى.. لو كنتُ حملتُ الثورة في ثيابي القديمة وهاجرتُ، لو كنتُ مع النار وأنا أوقدُ الحرائق الرهيبة عام 1991 محترقاً لكان أجدى.. لكنني كعجوز تندب قتلاها الكثر دائماً وترنو لأفق معتم.. لماذا يا إلهي..
كأني في المطحنة أدور كل هذه السنين، ويخرج ثمري هواء.. ويعود هواء "يا للخسارة" أنا متعب.. لا يكل
سُلم.. الثالث في وجودي بعد دمي
النابت في أفقي كوكباً.. يسري نحوي دائماً.. ولا يصل
المهموم بيْ.. الموجع بك، الوحدة الصداقية الخالدة.. سلام
سلام
سلام
سلام
سلام.. وِلَك سلام.. تعال

علي الشباني
24/9/2003 الديوانية - العراق


.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى