رسالتان من عزيز السماوي إلى سلام إبراهيم

- رسالتان من عزيز السماوي إلى سلام إبراهيم

3/01/1993
لندن

العزيز جداً أبو كفاح

تحية قلبية وعناق
أرجو أن تكون بخير وعافية.. أنت والغالية أم كفاح والبنت الحلوة وجميع الأصدقاء.. متمنياً لكم.. استقبال العام الجديد بحيوية عالية وانتماء رائع للمستقبل.. والأيام المثقلة بالود والحنين.. وصلتني رسالتك أيها العزيز منذ فترة قصيرة.. وفرحت بها.. واستغربت لتأخرها.. مما جعلني أن أخبر الصديق العزيز أبو ذكرى الذي سافر إلى الدنمرك بصورة مفاجئة.. كي يستفسر عن أحوالكم.. فرحت جداً لنشاطك وحيويتك.. بصورة عامة.. وخاصة فيما يتعلق بالكتابة والرصد والتأمل في العديد من الظواهر.. راجياً تجسيدها في عمل فني.. قصص أو أي شكل أدبي.. يستوجب ذلك.. كي تكون جزء من شهادتنا على هذا العصر الوغد.. أو بتعبير أخر.. لا يوجد لدينا سوى الكتابة كفعل جاد ومؤثر.. في اتجاهات عديدة.. وأتذكر عبارة بيكاسو.. عندما كان مختفياً في إحدى الملاجئ في باريس.. وسأله أحد رفاقه.. ماذا نفعل؟.. قال: يجب أن نعمل كلٍ في ميدانه.. وقد أخبرتك في رسالة سابقة بأني كتبت وأكتب على سبورة كبيرة.. ولم أستطيع مشاهدة حتى العمارة عن بعد.. ولكن يجب أن نعمل.. وقد أطلعت أخيراً في أحد الصحف العربية.. بأن أحد الروائيين في إندونيسيا.. وهو شيوعي يمثل اتجاه الصين.. وهو معتقل في زنزانة منذ أكثر من ستة وعشرين سنة.. ولم يوجد لديه قلم وورق مطلقاً، ولكنه ألف رواية كبيرة من أربعة أجزاء في ذهنه على ظهر قلب.. وعندما خرج كتبها.. ونشرت في اللغة الإندنوسية وترجمت إلى اللغة الإنكليزية.. وكتب عنها الشيء الكثير، وكانت مثاراً للإعجاب والتقدير.. إذن ما هي الطريقة التي نثير بها الجدوى في نفوسنا ونفوس الآخرين لمواجهة الفاشية وأنواع الذل والتخاذل.. ومواجهة العديد من الظواهر الأدبية الكسيحة والمتثائبة.. وما أكثرها في واقع مأبون وزمن قواد!.. لذا أقول مزيداً من الصبر والتأمل.. والكتابة الصادقة.. التي تقاوم جميع المظاهر الفاسدة فكراً وثقافةً.. والمنافي تسمح بذلك.. حيث الصحف العديدة.. والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة.. ولكن المسؤولية العالية.. والصدق العميق هما قطبا الحركة الإبداعية سابقاً ولاحقاً.. وبهذه المناسبة.. هناك مجلة تصدر كل شهرين "النافذة" تصدر في بيروت وتوزع في لندن والسويد.. والجزائر واليمن ودمشق وغيرها.. لي علاقة طيبة مع رئيس التحرير.. ويمكنك أن ترسل لي بعض القصص لنشرها في المجلة المذكورة وسوف يرسلون لك نسخة من ذلك.. أرسل القصص إذا كنت راغباً بذلك.. ويبدو لي أنها واسعة الانتشار في لندن ودمشق وبيروت على وجه التحديد.. وإذا نشرت بعض المواد الأدبية في مجالات أخرى.. أرجو أن تصورها وترسلها لي كي أطلع عليها.. وأتابع مسيرتك.. لأني لم أقرأ لك سوى أربع قصص لا غير
أخي الحبيب أبو كفاح
لقد فرحت بمواصلتك الدقيقة في مراجعة الأطباء.. والتأكد من العديد من الحالات المرضية التي اجتاحتك أثناء أعنف التجارب العراقية الدامية.. وبقدر ما بها من الرجولة والجسارة.. والسعادة أيضاً.. فان لها سلبيات على الجسد.. وهذه المعادلة معروفة قبل التجربة أساساً، ولكنك في بلد متقدم جداً في الطب وحقوق الإنسان. وبهذه المناسبة ليس كل ما يقال سيكون صحيحاً..وبالتأكيد.. لكن الرقابة الصحية مهمة للغاية.. ونحن العراقيين كسولين في هذه الناحية ونفتقر إلى الوعي الصحي أساساً.. إن لم نكن في الغالب نسخر من هذه الناحية أصلاً.. وأقول أن صديقي القاص علي الجوي أجرى ثلاث عمليات للقلب "فتح الصدر" وأخبرته اللجنة الطبية بأنه يستطيع العيش لمدة سنة واحدة فقط.. وقد تجاوز الخط الأحمر والموعد بثلاث سنوات.. ومازال يعمل ويكتب قصص ومقالات سياسية عديدة، ولكن يستخدم الأدوية بشكلٍ مستمر.. لذا أقول أيها الحبيب أن العناية الصحية الجيدة والانتماء إلى المستقبل.. هما جوهر الحياة وعلى هذا المحور.. نتنفس هواء الأيام والتجارب الجديدة.. أملي أن تكون حالتك الصحية على أفضل ما يرام.. وأكتب لي عن أخر أحوالك.. وأحوال العزيزة أم كفاح. وأنا على يقين ستكون الأخبار القادمة عاصفة بالحب واليقين.
أخي الحبيب أبو كفاح
أرسل مع هذه الرسالة مجموعة "خطوات على الماء" مصورة لأنه لا توجد لدى نسخة سوى نسخة واحدة قديمة. وقبل سنة أرسلتها إلى جامعة ثبورك مع مجموعتي "أغاني الدرويش" و "لون الثلج والورد بالليل" حيث أن إحدى الطالبات العراقيات تدرس شعري في تلك الجامعة في قسم الدراسات العليا، كذلك طلبت مني العديد من المقابلات والمقالات والدراسات.. وهي تتصل بي عبر الهاتف بين فترة وأخرى.. وتستغرق بعض المكالمات ساعة أو أكثر.. تخص الشعر. وأخبرتني بأنها ستزور لندن قريباً وتسجل "فديو" حوار طويل معي.
وسوف أسافر في في يوم 13/01/1993 إلى برلين – ألمانيا – للمشاركة في الأيام الثقافية هناك.. وسنلقي الشعر في يوم واحد.. أنا وسعدي يوسف وفاضل العزاوي وكريم الأسدي.. وسوف ألقي محاضرة في اليوم الثاني مع كل من الأساتذة؛ هادي العلوي، وفالح عبد الجبار، وسيكون هناك معرض للرسوم وأغاني في اليوم الأخير.
أخي الحبيب سلام
ما هي أخبار الحبيب أبو صمد.. وهل تصل إليك أخبار منه عبر الرسائل والتلفونات أو القادمين من هناك.. أرجو إخباري عن أحواله بصورة عامة.. وهل لديك بعض قصائده الجديدة.. أرجو إرسالها لي.. وهل ما زال ينجب عدداً جديداً من الأولاد والبنات، وكيف أحوال زوجته العزيزة أم صمد.. وخاصة أحوالها الصحية والنفسية.. وكم أتعبتها تلك الليالي الصاخبة والتي لا تتكرر، وأعتقد بأن غبار تلك الليالي الصاخبة مازال .. هائماً في شوارع الديوانية أو جزءاً من ذاكرتها ومزاجها.. ولم أجد صديقاً تجوهر في روحي بقدر ما تجوهر الحبيب علي.. في صداقة عميقة وساخنة حقاً.. متشابكة بالود والأسرار.. وأخر ما استلمت منه برقية تخبرني بولادة أم مخلص وقدوم وطفاء الحلوة.. قبل 12 سنة.. وقبلها كتب لي باسم المرحوم "طارق ياسين" وعنوان مقهى الزهاوي.. وبعدها رسالة بيد أم مخلص، قبلها أرسل دراسة عن "لون الثلج والليل" أكتب لي أيها العزيز عن الصديق الحبيب علي.. وهل لديك عنوانه وتلفونه.. ثم هل يمكن أن أرسل له رسالة باسم أخر.. وعن طريق الأردن.. أخبرني بما هو معقول ومناسب..
أخي الحبيب سلام
أرجو أن تتصل بي هاتفياً بين فترة وأخرى إذا سمحت لك الظروف.. وأكتب لي دائماً لأني أتنفس من خلالك رائحة الديوانية.. ونهرها الصغير الذي يشبه ربطة عنق على صدر مراهق. وقد كتبت القصيدة التي نشرت في الثقافة الجديدة "نهر المحبة" عن هذا النهر الحبيب.. ولكن رحّت الضمائر بين ضمير النهر.. وضمير الأنا.. وضمير الآخر، وفي مناحي الديوانية الودودة.. وبهذه المناسبة أشكرك على ملاحظاتك الجميلة حول هذه القصيدة التي جاءت في ثنايا رسالتك الأخيرة.
لي رغبة شديدة في الحديث إليك من خلال هذه الرسالة ولكن عيوني قد تعبت.
أكتب لي أيها العزيز.. وأرجو إبلاغ تحياتي القلبية للعزيزين أبو نهران وكوكب حمزة
كذلك تحياتي القلبية للعزيزة أم كفاح.. وقبلاتي للحلوة.. همسه.. وتحيات أم مخلص لكم بمناسبة حلول العام الجديد
تحياتي مرة أخرى
وأسلم
أخوك
عزيز السماوي
رقم التلفون:

هذه الملاحظات تابعة للرسالة رقم -2-
أخي الحبيب أبو كفاح:
أطلب منك الكتابة المتواصلة.. لمعرفة الخط البياني لجميع الأصدقاء الذين نشترك معهم في علاقة طيبة وتاريخية.. وفي مقدمة هؤلاء الغالي أبو صمد.
لقد تألمت كثيراً.. ولا اعرف ماذا أفعل؟.. وكيف أغير رغبات أصبحت حقيقة يومية قائمة.. وسلوك اجتماعي.. ولكن أملي أن تكون هذه الأخبار بعيدة عن الصحة.. لقد أرسلت إليك منذ فترة طويلة رسالة مع صورة "فوتوكوبي" لمجموعة "أغاني الدرويش" هل وصلت إليك أم لا؟.. اخبرني بذلك.. ثم لماذا هذا التأخير في الرسائلّ..
أخي الحبيب أبو كفاح:
أرسل إليك مع هذه الرسالة بعض الكاسيتات وهي أربعة:
1- حوار إذاعي لمدة ساعة كاملة أذيع من إذاعة كل العرب.
2- ندوة عبر الهاتف مع إذاعة كل العرب حول الأهوار/ قصيدة وإشارات
3- كلمة لي ونداء حول ذكرى رحيل السياب/ مع خبر ثقافي عن مجموعتك القصصية "رؤيا اليقين" في مجلة اليوم/ إذاعة كل العرب
4- ندوة عن الشاعر الراحل طارق ياسين/ گاليري الأربعة لندن والمحاضرون: عزيز السماوي، عواد ناصر، مظهر المفرجي..
ملاحظة: لا مانع لديّ من أعطاء أو استنساخ الكاسيتات
أنتظر منك جواباً.. وإلى اللقاء
تحيات أم مخلص ووطفاء لكم جميعا
أخوك
عزيز السماوي

*ملاحظة:
أرجو إبلاغ تحياتي القلبية للصديق العزيز أبو نهران، داوود أمين. وأرجو له عاماً سعيداً.. وبهذه المناسبة أرجو أن تطلب منه كاسيتاً يحتوي قصائد للصديق كاظم الركابي.. أرجو استنساخ ذلك وإرساله لي لأني بحاجة ماسه له..
مع الود والتقدير
تحياتي لجميع الأصدقاء المتواجدين معك
خاصة الغالي "كمال السيد"

********************

27 -04 – 1994
لندن

أخي الحبيب أبو كفاح

تحية، اعتزاز ومودة
أرجو أن تكون بخير وعافية أنت والغالية أم كفاح والأولاد الأعزاء وجميع الأخوة المتواجدين معك.. استلمت رسالتك مع الكاسيت واستمعت للقصيدة والأغاني وفرحت بها لأني لم أسمع لصوت كاظم (الشاعر العامي المرحوم كاظم الركابي) منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، ولكنني لم أستطع معرفة صوته ربما بسبب التسجيل أو أن حاستي السمعية تغيرت عبر هذه السنين الطويلة، كذلك استلمت من العزيز الشاعر عدنان الزيادي نسخة من ديوانه مع رسالة رقيقة من الدنمارك تحياتي على هذه الهدية الجميلة. وذكّرني برسالته الودودة بأيام العراق.. حيث السكر والغناء والشعر.. والصداقات الحميمة.. المثقلة بالود واليقين..
أخي الحبيب سلام
لقد فرحت بالتحسن الطفيف في صحتك وأتمنى مزيدا من العافية والحيوية.. حيث الكتابة والسفر.. والصداقة.. والحس العميق بالحياة التي هي لنا.. وعلينا أن نحتويها.. بعمق وشفافية.. العنف والمداعبة.. فهي لنا كما قلت وإذا سرقت منا بطريقة أو أخرى.. فأنها ستكون عزيزة أكثر أيها الغالي. لقد فرحت بالغزارة التي تكتب بها.. وهذا دليل على إدراك التجربة واحتوائها روحياً وإبداعيا.. وأني أدعو جميع الأصدقاء من خلال الرسائل والمكالمات التلفونية إلى الكتابة ثم الكتابة من أجل تعميق الحس.. وأدراك المألوف واليومي.. والغريب منا ابتداءاَ من السيجارة إلى الأحلام.. فالكل قابل للإبداع.. لا يوجد شكل يرفض لإبداع.. فالإبداع يندلع ويأخذ شكله المناسب.. قصة، رواية، مسرحية، شعر.. رسم.. ويمكن أن يحدث ذلك عند الاختلاط بالناس.. أو في العزلة الفردانية.. وكما ذكرت لي في رسالتك الأخيرة بأنك تكتب دون توقف ودن اهتمام بالبناء القصصي واللغوي.. إنها يا سلام حالة من الهذيان دعها.. تأخذ قرارها كما هي.. ثم مرر أصابعك من أجل الرشاقة التي تشّوق المتلقي.. نحو الموضوع وأبعاده.. أرجو لك الصحة والعافية والتعبير الصادق.
أخي الحبيب أبو كفاح
أني أشعر بسرور عميق لاتصالك الدائم.. مع الديوانية من خلال الأقارب والعائلة. وقد فرحت باستلامك ثلاث قصائد للعزيز أبو صمد "الشاعر علي الشباني".. أرجو أن ترسلها بخط واضح وبالحبر الأسود.. لأني أقرأ الخط الأسود أفضل من الأزرق.. أما بخصوص نشر القصائد للأعزاء أبو صمد.. طارق "الشاعر طارق ياسين".. أبو سرحان " الشاعر ذياب گزار المفقود في بيروت عام 1982 أثناء الاجتياح الإسرائيلي " فأني أقمت ندوة خاصة عن المرحوم طارق وأرسلت إليك وإلى بعض الأصدقاء.. نسخة منه.. وسوف أكتب دراسة نقدية عن قصائده القليلة والخالية من الأخطاء والالتباس.. وأرسلها إلى إحدى المجلات، أما بخصوص أبو سرحان فأني أفكر بإقامة ندوة عن قصائده وأغانيه.. لكنني فشلت في الحصول على نصوص له، وراسلت العديد من الأصدقاء.. في فرنسا؛ فوزي العائدي، وطه رشيد، وفي سوريا كريم عبد وغيره، وهنا في لندن ولكن دون جدوى، كذلك اتصلت بالعزيز كوكب حمزة كي يرسل شريط كاسيت يحتوي كلمات أبو سرحان، ولكن دون جدوى أيضا.ولكن حصلت على أغنية واحدة بالصدفة.. كذلك استلمت كتاب يخص الشعر الشعبي صادر في العراق يحتوي على نصوص غير كاملة لأبي سرحان ونصوص لي أيضا.. وهناك إشارة إلى المصدر.. وعند حصولي على ديوانه"حلم وتراب" سوف أبدأ بنشر نماذج شعرية غنائية.. وعلاقة هذه القصائد بتطوير الأغنية العراقية الحديثة.. أما بخصوص أبو صمد.. فقد أقمت ندوة في الجزائر مع مجموعة من الأصدقاء عراقيين وعرب وتحدثت بالعديد من التفاصيل عن تجربته الشعرية، وحياته الخاصة، والمواقف، والمحور العام لقصائده، كذلك فأني أشير له في العديد من المحاضرات والندوات والحوارات الصحية.. أما نشر شعره في الصحافة هنا في الثقافة الجديدة أو طريق الشعب باسم مستعار فأني أخبرك بخطورة ذلك.. وإذا كان بإمكانك أن تحصل على موافقته بذلك فأنا على الاستعداد التام. أما إذا تغيرت الأحوال في العراق فيمكن أن نطبع له مجموعة من القصائد المتوفرة لدينا.. وأخيرا أنا على يقين بأن نشر القائد له.. تحمل الكثير من الخطورة في ظل الشراسة الحالية. ومع هذا فأن الغالي أبو صمد أخبرني وعبر أم مخلص بخطورة ذلك.. وأنني أخبرت رياض النعماني " الشاعر العامي" بعدم نشر أي شيء لأبي صمد.. ولا يمكنه أن يكفر عن ذنبه الرهيب في تورطه بالقضية التي تم بها إلقاء القبض على أبو صمد في بغداد " تم ذلك في شتاء 1978 في مديرية السفر والجنسية في بغداد" وهذا ما أخبرني به أبو صمد في أخر ليلة في العراق وبشكل مفصل. وأني أعتقد بأنك تعلم ذلك من خلال العلاقة القوية التي تجمعك مع الغالي أبو صمد.. بالإضافة إلى أني أخبرته في إحدى الرسائل قبل سنتين أو أكثر..
والشيء بالشيء يذكر.. فإن إحدى الطالبات العراقيات في ثبورك اتصلت بيّ هاتفيا وعبر الرسائل.. وهي ترغب بكتابة أطروحة عن قصائدي.. وأني أرسلت إليها كل ما لديّ من مقابلات صحفية وكتب ودراسات.. وقصائد.. كذلك أرسلت جميع قصائد العزيز "أبو صمد" وكتاب "الريل وحمد" لمظفر النواب والعديد من قصائد المرحوم "طارق ياسين" المنشورة في كتاب "خطوات على الماء" والقصائد الأخرى.. وكل ما لديّ من قصائد كي تلم بتاريخ المرحلة.. وتكون على بينه.. وإن في ذلك لا تكمن أي لأنها دراسة جامعية.. أكاديمية.. تعتمد على مصدر منشور في العراق "خطوات على الماء"والتي أعتقد مثل هذا ممكن على أن لا يرافقه أحاديث في المقاهي التي يتواجد فيها عراقيون خوفاً من إثارة بعض المشاكل التي ستسيء للغالي أبو صمد.. وهذا هو رأيي في كل الظروف الحالية.. وإذا تغيرت الظروف فلنا خطوات أخرى.. ويمكنك الاستئناس برأيه وأخباري بما هو مناسب في الرسائل اللاحقة. أما قولك بأني الوحيد الذي أكتب وأنشر الشعر الشعبي في المنافي، فأني أقرأ بين فترة وأخرى قصائد ومن أنواع مختلفة في صفوف المعارضة.. لأن بلدان المنافي تضم عدداً كبيراً من الشعراء الشعبيين.. من سوريا إلى لندن.. ومن اليمن إلى السويد.. والدنمرك وغيرها من البلدان. الأمر يعود إلى الشعراء وتطور أدواتهم الكتابية وإحساسهم بالجدوى.
أخي الحبيب أبو كفاح
لقد تحدثت في ندوة.. عن تاريخ الشعر الشعبي بصورة عامة.. وعلاقته بالحزب الشيوعي العراقي.. وهي مائدة مستديرة مؤلفة من: بلند الحيدري، فيصل لعيبي، عبد المنعم الأعسم، عزيز السماوي.. وذلك يوم 20 – 3 – 1994 في قاعة كاليري الكوفة ولكل منا نصف ساعة.. يتحدث عن اختصاصه أو الميدان الإبداعي الذي يكتب فيه.. وقد تحدثت عن ظاهرة الشعر الشعبي وركزت في حديثي عن الشعر الشعبي الحديث والجانب الكفاحي له.. القصيدة.. الأغنية السياسية.. الأوبريت.. وأشرت في هذا الخصوص لكل من مظفر النواب، طارق ياسين، علي الشباني، من الناحية التاريخية.. مع الدقة.. بحيث يكون الحديث أكاديمي يخص الحداثة.. واللغة.. والإيقاع.. والعلاقة بالوثبات والانتفاضات وثورة 14 تموز وغيرها.. والحديث هنا تاريخي وأكاديمي.. وأشرت إلى أغاني زاهد محمد.. في السجون.. وأعتقد أن هذا ممكن.. لأنه تاريخ وسنوات تعيش في مدن الماضي.
أخي الحبيب أبو كفاح
أرجو أن ترسل لي قصائد العزيز أبو صمد.. وأي قصيدة شعبية لديك لأني لا أملك ملفاً معقولاً عن ذلك.. وإذا كان بإمكانك أن تحصل على بعض قصائد الراحل طارق ياسين لأنك أخبرتني.. عندك ديوانه أو مجموعة من قصائده للإطلاع عليها ونشرها.. أكرر رجائي هذا.. وأكتب لي بالخط الأسود رسائلك القادمة..
إشارات
* إن القصة التي أرسلتها لي أرسلتها مباشرة للعزيز الدكتور "غانم حمدون".. ثم أرسلت له رسالة إضافية منك إليه.. تخص فقرة في القصة الأولى.. وحال استلامي رسالتك.. كذلك سلّمت بنفس الوقت.. رسالتك إلى عبد جعفر وفاطمة المحسن.. وكل شيء وصل بدقة.. وأني حريص على توصيل الرسائل منك إلى الأصدقاء من جهة، والاحتفاظ برسائل الأصدقاء التي تصل لي.. وضمن ملفات في مكتبي.
* اتصلتُ بالدكتور "عبد جاسم الساعدي" وتحدث معه عنك واخبرني باستلام مجموعتك القصصية " يقصد المجموعة الأولى رؤيا اليقين" وكان مرتاحاً لمضامينها وأسلوبها.. ونقلت له العديد من المعلومات والإشارات التي تخصك وعائلتك والمرحوم كفاح وأثر غيابه عليك.
* أسف لأني تأخرت في الرد على رسالتك.. لأني مريض ونائم في الفراشبسبب جرح جديد ( في القدم اليسرى.. منذ شهر ونصف.. والعلاجات والتحليلات مستمرة.. والتي على أمل التحسن في الأيام القادمة.. والجرح حدث خطأ من قبل الممرضة التي تقوم بالاعتناء بالقدمين كل شهر مرة.. والناس يأتون للعلاج في لندن بعد متاعب ومستحيلات عجيبة وأنا اجرح في إحدى مستشفيات لندن وهذه ليست المرة الأولى..
تحياتي للغالية أم كفاح.. تحياتي للجميع
أخوك
عزيز السماوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى