رسالة من عبد الحكيم قاسم الى منعم

- رسالة من عبد الحكيم قاسم الى منعم

برلين الغربية صباح 8/12/1981

أخي منعم

أكتب لك وما زالت ذكريات مكالمة أمس في ذهني. كانت مكالمة لطيفة فعلاً، وهي إمكانية رائعة أن يكون بالوسع الاتصال عبر هذه المسافات الطويلة. وهذه الإمكانية بالذات هي التي تستفرغ رغبة الواحد في كتابة خطابات، تلك الكتابة تبدو غير معقولة إذا كان بوسعي أن أرفع السماعة فأجدك على الخط أكملك أنت ونجوى ومهند ومنار. ولا سبيل أبداً لأن تعود الكتابة بيننا لما كانت عليه. غير أنه أتى عليّ لحظات أحس فيها برغبتي، ليس في الكلام معك، بل على وجه التحديد في الكتابة لك. لكن هذه اللحظات أقل بكثير من قبل ذلك، وسوف أدع الأمور لظروفها.

أبارك لك على الترقية، فرحت بها جداً، وأنت تستأهلها وتستأهل أكبر منها بكثير، وكما قلت لك في التلفون اعتبر هذه الترقية أجمل هدية تقدم لي في عيد ميلادي الثامن والأربعين ألف مبروك وتمنياتي المخلصة الطيبة لك.

تدريجاً يزداد تصميمي على زيارة مصر هذا الصيف، وتدريجاً تزداد فرحتي بهذه الزيارة. أمس خرجنا أنا وزينب واشترينا طقم ملاعق وساعة حائط للشقة. للمرة الأولى يكون عندنا ملاعق (متشابهة) وليست كل واحدة من شكل. وإني لأحلم بأن أقضى إجازتي في شقتي في هدوء. وأني لأرجوك أن تجري فيها التحسينات الضرورية ليكون في الوسع سكنها لأن عودتنا النهائية لمصر وشيكة ومرتبطة بقبول الأولاد في المدرسة وانتهاء دراستي الوشيكة.

وهذه التحسينات أتصورها على الوجه الآتي: - أنظر الورقة الملحقة التي كتبتها مستقلة لتحتفظ بها منفصلة عن خطابي، إنني في حالة قدومي سوف أصل القاهرة الأسبوع الثالث من يونيو وأرجع لألمانيا الأسبوع الثاني من أغسطس. حوالي سبعة أسابيع. ولا أريد ضجيجاً. بمعنى أننا لن ننبئ أحداً سواك وسوى نجيب بموعد حضورنا حتى لا نزعج الناس في البلد وغيرها، فيحضرون لمقابلتنا أو شيء من هذا القبيل، وسنبقى في شقتنا حتى عودتنا مع بضعة أيام في الإسكندرية وبضعة ايام في البلد.

سأكتب قريباً لعبدالله.. أبلغه هذا مع تحياتي المخلصة، وبلغ ماما فرحتي بالأمل في أن أراها قريباً.

تحياتي لكم جميعاً
عبدالحكيم

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى