ثلاث رسائل جبران خليل جبران الى ميخائيل نعيمة

26 - رسائل جبران خليل جبران الى ميخائيل نعيمة

الى ميخائيل نعيمه ..

عزيزي ميشا:

لقد صرنا مشتاقين اليك و انت لم تزل مودعا فماذا يحل بنا اذا ما غبت عنا ثلاثه اسابيع ؟
(( المجموعه)) " و ما ادراك ما المجموعه " - هي سلسله حلقاتها مصنوعه من التسويف و التردد و كلما قل كلمه لنسيب او لبعد المسيح بخصوص المجموعه يقول لي الاول (( غدا)) اما الثاني فيجيب (( الحق معك )) ! و لكن قهرا على التسويف اللتغديد فالمجموعه ستصدر في نهايه العام ان شاء الله.
اكتب الي عندما لا يكون لديك ما هو افضل من الكتابه الي . و اذا كانت قصيدتك الجديد قد بلغت حد الكمال فابعث الي بنسخه منها . لم تعطني نسخه من (( ايها الساقي)) فليسامحك الله . كن كيفما شئت تبق اخا عزيزا لاخيك.

جبران
نيويورك 1920

***

الى ميخائيل نعيمه ..

عزيزي ميخائيل :

كلما فكرت بك متجولا في (( الداخليه)) كممثل لبيت تجاري شعرت بنوع من الالم. غير انني اعلم ان هذا الالم هو من بقايا الفلسفه القديمه فـ انا اليوم اؤمن بـ الحياه و بكل ما تجلبه الحياه و احقق ان جميع ماتي الايام و الليالي حسنه و جميله و نافعه .

قد اجتمعنا ليله امس عند رشيد فشربنا و اكلنا و سمعنا الاغاني و القصائد. و لكن ليلتنا لم تكن كامله فأنت لم تكن معنا بكليتك !

اما مواد المجموعه فجاهه بالروح ! و مرتبه بالكلام ! و كلما طلبت شيئا من احد اخواننا يقول لي (( بعد يومين )) او (( في اخر هذا الاسبوع )) او(( في الاسبوع الاتي )). ان فلسفه التسويف - و هي شرقيـــــه- تكاد تخنق جلدي . و الغريب يا ميخائيل ان بعض الناس يحسبون الغنج و الدلال مظهرين من مظاهر الذكاء !

و قد طلبت من نسيب بواسطه عبد اللمسيح ان يفتش على (( العاقر)) و مذكرات الارقش)) و هو فاعل ان شاء الله .

سررت بقولك انك لا تطيل الغربه. و ربما كــــــان الواجب علي ان لا اكون مسرورا .
عد الينا يا ميشا عندما تشاء تجدنا مثلما تشاء - و الله يحفظك و يحرسك لاخيك .

جبران

نيويورك 8 تشرين الاول , 1920

***

لميخائيل نعيمه

عزيزي ميخائيل

سلام عليك. و بعد تجد طيه رساله باسم مستشار الرابطه القلميه من بشاره الخوري صاحب جريده البرق. و هي كما تراها قصيره لطيفه و تدل في الوقت نفسه على شئ من الالم في روح كاتبها - و الالم دلاله حسنه.

ماذا حل بالصور الشمسيه التي اخدناها في كاهونسي؟ الا فاعلم انني اريد الحصول على نسخه من كل صوره. فان لم احصل على حقوقي رفعت عليكم دعوتين , واحده في محكمه الصداقه , و الاخرى في ديوان احمد باشا الجزار.

واذكر يا ميشا اسمي مشفوعا بمودتي امام اخواننا و رفاقنا و الله يحفظك عزيزا لاخيك .

جبران

بوسطن 1921

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى