تسع رسائل بين جبران خليل جبران وهيلانه

18 - رسالتان بين جبران و هيلانه

من جبران الى هيلانة

صغيرتي المحبوبة الآنسة هيلانه

رغم انكِ تعرفين اني ملازم سرير المرض منذ فترة
فلم يصلني منكِ رساله رغم رسائلك السابقه وانتِ تعرفين سبب عدم الرد بسبب هذا المرض اللعين ؟
كيف حالكِ صغيرتي المحبوبة !
وكيف كانت زيارتكِ لبيروت
علمت انكِ اخبرت صديقه لكِ بأنكِ تنوين استعاده رسائلك التى كتبتها لي ؟؟
وانت تعلمين يا هلّون قصتي.
لذلك اطلب اليك ان لا تعاتبيني ولا (تعزليني) لسكوتي وقصوري.
لو رأيتيني في هذه الحالة لكنتِ عطوفة شفوقة.
بل وكنت ابعد الناس عن اللوم والتعنيف
انا لا ارى لماذا تريدين استرجاع تلك الرسائل،
او اية اهمية لها عندك؟
اني انتظر رسالتكِ وموعد للقاء قريب
فقد تحسنت من المرض وصرح لي الطبيب بنزهة
انا فى انتظار هذا الموعد الذي تحددينه

مخلصكِ
جبران

***

من هيلانة الى جبران

عزيزي جبران

اشكرك على رسالتك وتفهمك العميق ؟
انت تعلم فأنا من اسره لا تحتمل الآضواء
والمقاهي الليليه ؟
ولكن سوف اتحايل مره اخري والبي ندائك
ولكن بحذر وبعيد عن اعين الناس

هيلانه

***

مساء الخميس...

ايتها الصديقة العزيزة

لقد استحسنت الصورتين جدا خصوصا الصغرى، تلك التي تدل على الهدوء والتعقل والتفكير العميق. حبذا لو كان بامكاني مصادقة امرأة من لحم ودم وعظم تشابه هذه الصورة البديعة. لا بأس، سوف اجد تلك الصديقة، او، خيالها، في عالم الارواح بين ثنايا الابدية!

سوف اكون في منزلي في نيويورك مساء الاربعاء الواقع في 5 ايلول عند الساعة الثامنة. ولما كان لديّ بعض الامور المهمة التي اريد مخابرتك بشأنها رأيت ان اطلب اليك راجيا زيارتك اياي في ذلك المساء. ولكن اذا كانت اشغالك لا تسمح لك بذلك فتكرمي باعلامي عند وصول هذه الكلمة اليك. (بل؟) اني استعطفك ان تكتبي اليّ تحت كل الظروف، ام سلبا ام ايجابا، لكي اكون على بصيرة فلا تتشوش عليّ المواعيد التي عليّ تحقيقها بأوقاتها.
هذا وتقبلي تحيتي مشغوفة بأحسن تمنياتي والله يحفظك

للمخلص
جبران خليل جبران

***

عزيزتي هيلانة

كتبت اليك منذ يومين واخبرتك بأنني سأصرف في نيويورك اربعة ايام - اي من مساء الاثنين القادم الى صباح الجمعة - وقد طلبت منك ان تعلميني اذا كان بامكانك زيارتي اثناء هذه المدة . وقد جاءت بطاقتك في هذا الصباح ولم تذكري لي فيها شيئا الا عن (حبيب؟) كاتبه - ارجوك ان تبعثي الي كلمة بهذا الخصوص عند وصول هذه الكلمة اليك والله يحفظك.
جبران

***
عزيزتي هيلانة

اشكركِ، اشكرك من صميم قلبي على هديتك، بل هداياك النفيسة. واشكرك لأنك ما برحت تذكرين يوم مولدي فتظهرين لي عطفك ومودتك.
في مثل اليوم من كل سنة اشعر بخضوع في روحي امام القوة العظمى التي شاءت فأوجدتني واوقفتني امام وجه الشمس ثم حبتني بالاصدقاء الوفيين المخلصين فأنسى جميع متاعبي وانسى كآبة نفسي وانصرف بكليتي الى التهليل والشكران واستأنس بالحياة بكل ما فيها من الحسن والجمال. وهل لا سمحت لي بمشاهدتك عندما ارجع الى نيويرك، سوف اكتب اليك قبل ذلك بيومين او اكثر ونتفق على اليوم والساعة.
هذا والله يحفظك دائما لصديقك
المخلص
جبران
في 6 كانون الثاني 1925

***

عزيزتي هيلانة

جئت بوسطن منذ كم يوم لكي اقاتل واجاهد واشعر بغربتي بين ابناء بلادي وانتِ تعلمين يا هلّون قصتي لذلك اطلب اليك ان لا تعاتبيني ولا " تعزليني " لسكوتي وقصوري. يكفي ما بي!!!!
لو رأيتني يا هلون في هذه الايام الحارة انتقل من مكتب محامي الى مكتب تجاري الى مجلس محكمين متكلماً لغة ما تكلمتها في ماضي حياتي - لو رأيتني في هذه الحالة لكنت عطوفة شفوقة. بل وكنتِ أبعد الناس عن اللوم والتعنيف. سوف اكتب اليكِ عما قريب - ولكن على كل حال كوني كما كنت والله يحفظك ويباركك دائما
لجبران

***

عزيزتي هيلانة
الف سلام على روحك وبعد فإنني سأعود الى نيويرك مساء الاثنين القادم في 25 الجاري وسوف ابقى فيها حتى صباح الجمعة الواقع في 29 فهل بإمكانك يا ترى ان تزوريني مساء يوم من هذه الايام الاربعة؟ ارجو من صميم القلب ان تسمح لك الظروف بذلك لأنني شديد الرغبة بمشاهدتك قبل الذهاب الى البرية لزيارة بعض الاصدقاء.
ارجوك ان تبعثي اليّ كلمة عند وصول هذه البطاقة اليك لكي اعلم ماذا تخبىء لي الايام من حسن الحظ او ضده والله يحفظك دائما ابدا.

جبران

***

مساء الاربعاء
عزيزتي هيلانة

قد كتبت اليك في بوسطن وانا طريح الفراش وها قد رجعت الى نيويرك ولم ازل ضعيفا خائر القوى. ولكنني ارغب في مشاهدتكِ فحبذا لو كتبتِ الي او ناديتني بواسطة التلفون. انا اعرف بقلبي انك لا ترفضين زيارة رجل مريض. مكسور الخاطر. حزين الروح. وادعى شيء الى رغبتي في مشاهدتك هو ميلي الى اظهار شكري وامتناني لك بصورة شفاهية على كل ما اظهرته نحوي من العطف والمودة والمعروف اثناء ثلاثة اعوام.
نمرة تليفوني هي WATKINS 10180 فالرجاء ان تسمعيني صوتك عند استلام هذه الكلمة. والله يحرسك ويباركك ابدا دائما.
صديقك الودود جبران

***

انت يا هيلانة ميالة الى الشكوى حينما لا يكون هناك من سبب الى الشكوى فتتأففين من الظلام مع انك جالسة في نور الشمس وتعاتبين الدهر والدهر من حلفائك. الله يساعدني على السيدات اللطيفات المغنجات الشاكيات المشككات!!! لا بأس فسوف اثأر لنفسي منهن واعلمهن امثولة هائلة تبتدىء بحد السيف وتنتهي على رأس الرمح!!!
والف تحية الى هيلانة مع الف سلام
وسلام من جبران

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى