رسالة محمد زفزاف الى محمد شكري

“عزيزي شكري”

بصراحة، لقد افتقدتك هذه الأيام. أعتقد أنني أنا الوحيد الذي يفهمك. ليس لأن لدي القدرة على فهم بعض الأشخاص فحسب، بل لأني مسخوط مثلك، أو لأني ملعون. نحن الملعونين نفهم بعضنا من غير مشكلة. لقد قرأت رسالتك بلهفة. اصمُد في وجه أبيك. أعني يجب ألا تنهار أمام حوادث من هذا النوع. أنا شخصياً لي مثل هذه الظروف. وفي ما يخص الجائزة الأدبية لا تهتم لذلك. أما عن عدد أكتوبر من “الآداب” فقد وصل. لم ينشروا لك شيئاً، وقد يصدر عدد نوفمبر اليوم، لأنني لم أنزل إلى المكتبة. لا تتسرَّع ولا تقلق. فالنشر في المجلة ليس معناه إعطاء القيمة لكاتب ما. ثق فقط أن ما تكتبه في المستوى. وإن كنا جميعاً في حاجة إلى تشذيب. أما عن جان جينيه، فأقترح عليك أن تجري معه استجواباً إذا كان لا يزال في طنجة، وتبعثه لمجلة أو جريدة. لقد تحدثت لي عن مقالك “الموت والأبطال”، إذا كنت ترى نشره فابعث به إلي. وسأبعث به عن طريق مكتب جريدة “العلم” إلى عبد الجبار السحيمي، مع رسالة خاصة أقنعه فيها بنشره، وبمساعدتك إذا اقتضى الحال. أنتظر المقال. ولك تحياتي الودية.

مزيداً من النشاط الأدبي.

محمد زفزاف

(الدار البيضاء في 12 نوفمبر 1962)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى