ديوان الغائبين ديوان الغائبين : السيد الشرنـــوبي - مصر - 1945 - 1974 م

ولد السيد أحمد الشرنوبي في مدينة الإسكندرية، وتوفي في القاهرة.
قضى حياته في مصر.
درس الابتدائي والثانوي بالإسكندرية (1964)، ثم التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وحصل على ليسانس في اللغة العربية (1967).
عمل مراجعًا لغويًا بالهيئة العامة للاستعلامات بالقاهرة.
ينتمي إلى أسرة لها صلة وثيقة بالشعر والفن.
كان له نشاط فعّال في الحركة الأدبية بالإسكندرية.
كان مجندًا بالجيش أعقاب نكسة 1967، فعاش مرحلة حرب الاستنزاف على جانب قناة السويس وشارك فيها، فأدى به هذا إلى موقف رافض لممارسات السياسة في عصره.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في عدد من الصحف والمجلات مطلع السبعينيات، وله قصائد مخطوطة متفرقة بين معاصريه، منها قصائد كانت في حوزة الشاعر السكندري الراحل عبدالعليم القباني، وله ملحمة شعرية مخطوطة: «مراث للضحكات القتلى» كتبها عام 1969 على خط النار إبان حرب الاستنزاف.
شاعر جمعت تجربته الشعرية بين شعر التفعيلة وقصيدة النثر. طرقت تجربته باب الفلسفة فأخذت منها عمقها، وجنحت إلى الواقع فاستمدت منه موضوعاتها
وتجاربها، وقد عبر عن هموم مجتمعه محافظًا على تقاليد القصيدة الواقعية، متجاوزًا همومه الذاتية عبر انشغاله بإنسان عصره. اتسمت قصائده باعتمادها نظام المقطوعات الشعرية، واستخدامها اللغة استخدامًا جديدًا تأتي فيه اللفظة الواحدة مشحونة بالدلالة والرمز.

مصادر الدراسة:
- مقابلة أجراها الباحث محمد رضوان مع شقيق المترجَم له - الإسكندرية 2004.

[SIZE=6]المدينة الملونة[/SIZE]
أقبلَ موكب تيجان المملكة الصخريه
سيفٌ ضارٍ في قبضة سيد سادات الحرس اللامعْ
السيف علا
تنبهر الأنفاس وتُسجَن في ألفَيْ صدرْ
السيفُ هوى
التهبت ألفا كفٍّ بالتصفيقْ
اخلعْ ساعته الذهبيه؟
لا ساعةَ لهْ
افصِلْ هذا الرأسْ
مفصولٌ لا يتردَّد فيه نفسْ
يا قريةَ المتاحف الملونه
لو أخسرُ الفردوسْ
لو أن روحي في اللظى تضيعْ
أفضَلُ من أن أُبعثَ بعد الموتْ
صنمًا ملوَّنا
في هذه المدينة الملونه

[SIZE=6] من قصيدة: النور عبر مناشير الهزيمة[/SIZE]
أتخبَّط في عُريي
أَجلِدُ بدمي ظهري
أُطرِقُ
أتحسّس عرقي
أتلمّس بلساني الملْحاتِ على شفتي

أتبعه عبر الدهليز المتلوّي
أخرج للنور فلا أقوى
أستر عيني
أقرأ فوق عيون المذهولينَ
علاماتِ الجَلْدِ على بدني
أُخفي ذقني في ربطة عنقي
أتجلّدُ كي أصل إلى المشنقةِ
المتواريةِ على مدى بصري

[SIZE=6] جُنّـــاز[/SIZE]
كان يؤوب كلَّ يومٍ حاملاً شِباكهْ
وفي عيونه عِقدٌ من المحارْ
وتمرتانْ
وجرعتان من قَراح الصيفْ
ولقمتان من دفء الشتاءْ
وحين خفت على صدري
هتكت ظهرَهُ
فماتْ

[SIZE=6] رثاء[/SIZE]
لم يُشْرعِ الكِلْمةَ فوق شرفةٍ
لم يُشهر السيفا
لم ينتصرْ
ولم يذق مرارة الهزيمه
لم يقهر الخوفا
لم ينفتح للضحكات الفارهه
كان يحبّ الابتسامْ

[SIZE=6] انتهاء[/SIZE]
أحببته بكلِّ مافي جَعبتي
وكان ما في جَعبتي الخُواءْ
دلَلْتُهُ إلى مكان المأدبه
ولم تكن لديه فرسٌ مطهَّمه
يجتاز فوق متنها
سياجَ قلعة البلادْ

ولم يكن لديّ سترةٌ مقصَّبه
مزركشه
أدفعها لقاءَ أن يعيشْ

[SIZE=6] سقراط في أزقة بيروت[/SIZE]
طرقت حتى المماتْ
بابًا فبابا
وكان ذابا
ماذاق طعم السباتْ
إلا سرابا
علَّ المغنّي يؤوبْ
يعلن ما في القلوبْ
لو راودته الحياه
لما أجابا
يا مصرُ ما المعجزاتْ
والحبُّ غابا



السيد الشرنـــوبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى