ديوان الغائبين ديوان الغائبين : سلامة الشطناوي - الاردن - 1968 - 1997

ولد سلامة بن خليل الشطناوي في بلدة النعيمة (محافظة إربد - شمالي الأردن)، يوم 16/10/1968.
- تلقى تعليمًا نظاميًا، والتحق بمدارس بلدته، وواصل دراسته حتى التحق بجامعة اليرموك وتخرج فيها حاصلاً على بكالوريوس اللغة العربية.
- عمل أثناء دراسته محررًا ثقافيًا في صحيفة طلبة اليرموك الصادرة عن جامعتها، وعمل بعد تخرجه -معلمًا في وزارة التربية والتعليم الأردنية.
- كان عضو رابطة الكتاب الأردنيين.
- في أواخر عام 1996 عيّن مدرساً في إحدى القرى جنوب الأردن، وهناك بدأت معاناته، إذ وجد نفسه معزولاً عن محيطه الذي اعتاد العيش فيه.
- توفي منتحرًا في مدينة إربد في 13/9/1997

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان:«عابر في المدينة» - بدعم من وزارة الثقافة - منشورات دار الينابيع - عمان 1995، وله ديوانان مخطوطان: «دوائر البوح»، و«رغو الرغيف».
شاعر مجدد، يتنوع شعره بين الالتزام بوحدة الوزن والقافية والقصيدة التفعيلية، وتتنوع موضوعاته بين الموضوعات الاجتماعية، والتغني بالحبيبة وبالوطن والأم في تواشج يرشح للرمز.
تبرز في شعره بعامة مناجاة الذات، والتعبير عن لحظات الاغتراب النفسي والمعنوي، خاصة قصائده التي تناول فيها موضوعة المدينة ومفارقاتها الشعرية عبر ديوانه «عابر في المدينة»، والذي يذكرنا فيه بمدينة ت.س. إليوت، ومدينة أحمد عبدالمعطي حجازي وغيرهما. يميل في شعره إلى الاتكاء على بنية الأسطورة وإعادة بنائها في سياق تناص مع اليومي المعيش، والاتكاء على الرمز بمفهومه الأدبي، واعتماد الدلالات العميقة التي تقتضي تأويل النص.
حصل على جائزة الإبداع الأدبي من جامعة اليرموك (1993).

مصادر الدراسة:
- دراسة مخطوطة قدمها الباحث زياد أبولبن - إربد 2000.


قمر

وطني حروفٌ حين وَرَّطني النشيدُ به
وأدمَتْني قيودي
كان الفضاءَ
وكنت أبحث فيه عن سرِّ النشيدِ
فوجدتني ريّانَ في حبي
وقد عطشتْ سدودي
ووجدتني أهواه مذ عانقته
حتى وريدي
وأنا الذي أحببتُهُ
ومضيت عمري كي أغازلَه على مهلٍ
ولم يشتدَّ عودي
فوقعت في لغة التشرد والضبابِ
وقد علوت به
وما أحنيت جيدي
وأنا الذي غنَّيتُ فيه، أنا المغنِّي،
واسألوا قمري النقيَّ
لتعزفوا لحنَ المحبة والخلودِ
قمرٌ إذنْ
وطني قمرْ
وأنا الذي حاربت جوعي
ووَلجتُ من أقصاك حتى
امتدَّ طولك في حدودي
وعزفت بحرًا من نشيد جنوبك الأسيانِ
في وهج الجنوبِ
ووجدت أن دمي يفرُّ إليك
معتمرًا
وقد أدمنتُ فيك سُرَى وجودي
وتوضّأتْ بالنار قافيتي
فيا أنوارُ للأحباب جودي
وطني إذًا قمرٌ
ورايته نجومْ
وحدود سمفونِّيتي
شجرٌ وتعزفه المواكب والقدرْ
والآنَ يبتدئ النشيدُ
من الشمالِ
إلى الجنوبِ
موّال عزٍّ
كي نغنِّي في القيامة والخليلِ
ونحتفي بالزرعِ
حتى نكتسي لونَ النخيلِ
من قصيدة: كيمياء الحلم

غابةُ الحزنِ
قيصرُ
كلُّ العلامات ينتحر الحبُّ فيها
لنشعلَ في الدرب قيثارتينِ
ونعزفَ ملء المدى
همستينِ
وطلقةَ ماءٍ
ونسمو بعيدًا
بعيدا
لنخرج من عُرفِ بردٍ يوسوسُ في الصدرِ
نخرج ملءَ البحار الأليفةِ موجًا
ومدّا
ونصعد داليةَ الأفْق عنبًا
ونَدّا
أسمّي الذي شئتُ منتجعَ الحبِّ
والآخرون
أسمّي قلوبَهم الببغاءْ
أسمّي الذي شئت حين الصعودِ
وأمضي
بأغنيتي حلمٌ وعتابا ودربٌ على البرِّ
جسرٌ مع الأفقِ
حشدٌ أمام السفاراتِ
نصعدُ
مركبُنا الحلمُ
والبحر نحن الذين سنزرعه بمواويلِ قمحٍ
وننقشه في خضمِّ مرافئنا مستحيلاً وخيلاً
حلمٌ سوف نزرعهُ
بعد أن نكتب الوقت سُنبلتينِ
لمن وقفوا في البحارِ
فلا قطعوها ولا أدمنوا الشربَ

بحرٌ زرعناهُ
قيثارتانِ
مضينا إلى لغة الصفرِ
نبدأُ
نزرعُ
نهبطُ
ظلَّينِ
للجائعين الذين يحبّون أصفارَنا
ويسيرون عبرَ التلالْ
من قصيدة: ملحمة التكوين

من هنا أبدأ الملحمهْ
إنّه بيتنا المعجزهْ
إنّه دارنا الثانيهْ
إنني ولدٌ حسن الصيتِ
قبل الولادةِ
لكنها امرأةٌ صابئةٌ
خذلتني قليلاً
لأعشقَها
وأعيش
ثم أبحث عن حنطتي
قبل أن يبحث الجوع عن درع توتْ
إنها الملحمهْ
وأنا لا أموتْ
إنها السرُّ
والسرُّ يبقى خفيّاً
لأحيا قليلا
ومن ثم أبدأ رسم العماماتِ
والنازحين مع القُبَّراتِ
أرشَّ على الموت بعض الفُتاتْ
«أنا سيِّئُ الذكرِ»
بعد قليلٍ من الموتِ
سوف أكونْ
وأرسم خارطةً لمجيئي
وأرسمها خصلةً في العيونْ
فهذا المدى يرتمي في الجفونْ




ديوان.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى