ديوان الغائبين ديوان الغائبين : خالد عبد الرضا عودة السعدي - العراق - 1979 – 2009

شاعر وناقد انطباعي عراقي مغترب
- مكان وتاريخ الميلاد الكامل:العراق - محافظة ديالى - قضاء الخالص - قرية سعدية الشط 1979
- حاصل على شهادة بكالوريوس في اللغة الإنجليزية/جامعة ديالى/كلية التربية الأساسية.
- عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
- عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
- رئيس رابطة أقلام شابة العراقية المستقلة،رابطة ثقافية تعنى بثقافة الشباب العراقي والعربي
- حاصل على لقب شاعر شباب العراق الأول عام 2002 .
- نشرت له الدوريات العراقية والعربية والعالمية العديد من القصائد والمقالات والدراسات النقدية
- ساهم في العديد من الندوات الأدبية والمهرجانات القطرية والعربية .

- اختير كشاعر عراقي معاصر مع أربعين شاعر عراقي من مختلف أجيال الشعر العراقي في كتاب( ليالي الحصار) الصادر عن مؤسسة الصدى للنشر والأعلام في دولة الأمارات العربية المتحدة سنة 2003
- اختير كشاعر عراقي معاصر في كتاب"أحفاد جلجامش"الصادر في النمسا عام 2005 لمؤلفهِ الناقد وديع العبيدي رئيس تحرير مجلة ضفاف ويمثل راهنية الشعر العراقي بين(1980-2000)

- رأس وفد رابطة أقلام شابة العراقية إلى اتحاد كتاب العرب وحقق نشاطات أدبية وفنية في دمشق كان أبرزها أمسية شعرية غنائية على قاعة اتحاد الكتاب العرب في المزة بتاريخ 2004/5/4 وهي أول رابطة ثقافية عراقية تطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق وترفض الاحتلال الأمريكي للعراق على المستوى الرسمي .
- رأس وفد رابطة أقلام شابة العراقية إلى دمشق وحقق ألأيام الثقافية العراقية في الجمهورية العربية السورية بالتعاون مع وزارة الثقافة السورية وذلك على قاعة المركز الثقافي العدوي في دمشق للفترة من 28 حزيران إلى 1 تموز 2004 .

- رأس وفد رابطة أقلام شابة الثقافية العراقية إلى دمشق ممثلاً أكثر من أربعمائة مثقف عراقي شاب وقدم دروعاً تقديرية لشخصيات ثقافية عربية سورية ومؤسسات ثقافية حكومية وغير حكومية للفترة بين 19-8 إلى 14-9-2006 لتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين.

- مثل الشباب العراقي المثقف في ندوات الجامعة العربية ومنها ندوة "الشباب العربي وتحديات العصر" التي أقيمت في دمشق بتأريخ 22-27/1/2007 بمشاركة معظم الدول العربية الشبابية والتي أقامتها جامعة الدول العربية/قطاع أدارة شؤون الشباب بالتعاون مع إتحاد شبيبة الثورة في القطر السوري الشقيق.
- شارك في مهرجان أمير الشعراء الدورة الأولى 2007 الذي أقامته هيئة التراث والثقافة في أبو ظبي ، ووصل المرحلة قبل النهائية وحصل على لقب"شاعر القضية" بتصويت الجمهور العربي.

- حصل على الميدالية الذهبية(المركز الأول) في مهرجان الشباب العربي الحادي عشر الذي أقامته جامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس القومي للشباب في مصر/الإسكندرية تموز2008
- للشاعر موقع على الانترنت هو: www.khalidalsaady.com
- البريد الاليكتروني للشاعر: [email protected]

- للشاعر المخطوطات الأدبية التالية:

1- (أوراق زهرة العشرين) شعر- تحت الطبع
2 - (يقتفيني قمر)"ديوان شعر" تحت الطبع
3-(كان وجوباً على حبيبتي أن تزورني)"مجموعة شعرية"
3 - (قراءة في نماذج من الشعر العراقي المعاصر) مخطوطة تضم دراسات في الشعر العراقي المعاصر .
4- (عصافير شجرة البرتقال)"قصـــــــــــائد للأطفـــــــــــــــــــال"


وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلنَّخِيْلِ

وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للنَّخِيْلِ
وَنَوَيْتُ صَوْمَاً لِلعِرَاقْ
وَبَكَيْتُ أَسْرَابَ اليَمَامِ
بلَوْعَةٍ بِكْرٍ..
عَلى شَمْسِي تُرَاقْ
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للشَّوَارِعِ
فِيْ بِلادِي..
للتَائِبِيْنَ..الصَّائِمْيْنَ..
المُبْتَلِيْنَ..الصَّابِريْنَ عَلى الحَصَادِ
*** ***
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للبَسَاتِيْنَ
المُطرَّزَةِ الحَدَائِقْ
وَنَوَيْتُ أَنْ أَبْقَى مَدَى الأَزْمَانِ عَاشِقْ
وَبذَرْتُ أَقْمَارَاً عَلَى شَفَةِ المَسَاءْ
وَلاحَ لِيْ أَمَلٌ عَلَى جُرْحِ اللِّقَاءْ
حُلْمَاً تُغَازِلُهُ الحَمَائِمْ
وَفَرَاشَةً طَارَتْ فَأَضْنَتْهَا المَآتِمْ
وَرُحْتُ أَبْحَثُ بَيْنَ أَضْلاعِي..
عنِ المَنْفَى الذي أَهْدَتْهُ لِيْ أَمْضَى الجِرَاحْ
وَصَرَخْتُ فِيْ وَجْهِ العَوَاصِفِ والرِّيَاحْ
أُحِبُّ أَرْضَكَ يَا عِرَاقْ
أُحِبُّ صَوْمَكَ يَا عِرَاقْ
وَأُحِبُّ أَنْ أَبْقَى نَشِيْدَاً فِيْ مَواويلِ العِنَاقْ
وَأُحِبُّ أنْ أَرْسُمَ أَحْلامَاً تَطَالُ النَّجْمَ
وَالغَسَقَ الجَمِيْلْ
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للنَّخِيْلِ
وَعَقَدْتُ عَزْمِيَ أَنْ أُسَافِرَ فِيْ مَدَاكْ
طفْلاً تَعَلَّقَ بَيْنَ دَمْعَاتِ الوَدَاعِ
وَضِحْكَةٍ فَضَحَتْ هَواكْ
يَا مَوْطِني الأَحْلى الذي مَا دمَّرَتْهُ الحَرْبُ
فِي عِيْنِيْ ولا عَيْنِ الرِّجَالْ
إنَّا كَبُرْنَا مِنْ عَذَاباتِ الخَيَال
وَاحْتِضَارات الخيالْ
وَلَمْ نَجِدْ إلاّكَ أغْنِيَةً لَهَا سَجَدَ الجَمَالْ
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للحُقُوْلْ
أَيَظَلُّ يَعْصِرُنِي الذُّهُولْ..؟
لأَنَّ عَزْمَكَ في المَنَاجِل وَالمَعَاوِل
لَمْ يَزَلْ جَسَداً تُحَاصِرُهُ الخُيُولْ
وَأنَّ زَرْعَكَ _فِي دَمِي_ وَرْدٌ
إلهيٌّ يَفُوْحُ مَعَابِرَاً للعَاشِقِيْنَ بِلا ذُبُولْ
*** ***
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المُعَسْجَدُ بالرَّصَاصْ
وبانْفِجَارَاتِ الخَطِيْئَةِ وَالعَذَابْ
يَا دَمْعَةً سَطَعََتْ عَلَى خَدِّ (الحُسَيْنِ)
حِيْنَ خَانَتْهُ الذِّئَابْ
إذْ كَانَ مُمْتَطِيَاً حِصَانَ الخُلْدِ
حَامِلاً سَيْفَ الرَّسُولِ
يُرِيْدُ للدُّنيا الخَلاصْ
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المُعَسْجَدُ في تَرَاتِيْلِ
الحَيَارَى الرَّاحِلِيْنَْ
يَا دَمَ الأَبْطَالِ مَسْفُوْكَاً كَقِرْبَةِ يَاسَمِيْنْ
كَمْ أَنْتَ تَصْبِرُ يَا عِرَاقْ…!!
كَمْ أَنْتَ تَدْهَسُكَ السَّنَابِكُ وَالخُيُوْلْْ!!
وَلَيْسَ فِي الدُّنْيِا سِوَاكْ
مُكبَّلاً بِالمَوْتِ مَجْرُوْرَاً بِأَحْزَانِ الفُصُولْ
*** ***
يَا وَاحِدَاً فِي الحُبِّ يَا دِفْءَ الحَنِيْنْ
يَا مُسْتَفِيْقَاً وَالصَّبَاحَاتُ احْتِضَارٌ وَأَنِيْنْ
لا لَنْ نَبِيْعَكَ يَا دِثَارَ الأَوْلِيَاءْ
وَدفْقَةَ النُّور بسِفْرِ الأنبياءْ
يَا كُلَّ تَأْريْخِ الوُجُوْدْ
وَكْعْبَةً مِنْهَا انْبَثَقْنَا مُخْلِصينَ
وَمولعينَ بما سَتَصْنَعُهُ الوُعُودْ
يَا عِيْدَ دَمْعَتِنَا المُرَاقَةِ كُلَّ عِيدْ
يَا نَازِفَاً بَيْنَ المَمَالِكِ والعبيدْ
خُذْ مِنْ فَمِيْ قَلَمَاً وَحِبْرَاً مِنْ وَرِيْدْ
وَارسمْ حُدُوْدَكَ فَوْقَ أحْدَاقِ النجومْ
أنْتَ المُسَافِرُ في عُرُوْقِي
كُلَّمَا نَضَجَ الكُرُوْمْ
كَقَصِيْدَةٍ جَذْلَى أَبُوحُ باسْمِهَا للفَاتِنَاتْ
لِجُرْفِ دَجَلةَ عِنْدَمَا تَغْفُو عَلَى خَدِّ الفُرَاتْ
لِحَبِيْبَتِي لَمَّا تَعُدْ مُنْذُ افْتَرَقْنَا
واغْتَرَبْنَا وَاحْتَرَقْنَا
في المَصَابِيْحِ العَتِيْقَةْ
لِحَبِيْبَتِي فُسْتَانُهَا أَلَِقٌ يُفَصِّلُهُ الرَّبِيْعْ
وَأُغْنِيَاتُ شُجِيْرَةٍ شَهَدتْ عَلَى الحُبِّ البَدِيعْ
وَرَقْصَةً كُنَّا نُبَاغِتُهَا الدَقِيْقَةَ فَالدَقِيْقَةْ
وَقُبْلَةً لَمْ تَنْطَبِعْ فَوْقَ الخُدُوْدِ
وَإنَّمَا طُبِعَتْ عَلَى أَثَرِ الحَبِيْبَةِ فِيْ الطَّريقْ
وَكَيْفَ يَا وَطَنِيْ
افْتَرَقْنَا عِنْدَ شَهْرِ الصَّوْمِ؟
وَعُدْتُ أَبكِيْهَا بِشَهْر الصَّوْمِ…!!
وَلَمْ أَفَطِرْ بِغَيْرِ الحُزْنِ والدَّمْعِ الصَّدِيْقْ


بعقوبة 13-10- 2005



***
من تفاصيل عشقٍ يوسفي

شَمْسِي تُسَافِرُ فِيْ مَداكِ مُحَدِّقَةْ
وَحَقائِبٌ رُوْحِي لَظَىً مُتَدَفِّقَةْ
وَأراكِ في وَجَعِ المَسَافَةِ لَوْحَةً
لِلْبَوحِ.. تَرسمُها الأغاني الـمُوْرِقَةْ
خَدّاكِ.. مَا وَرْدُ الحَنينِ نَقاؤهُ
عَبقَاً يَفُوحُ كَما تَفُوحُ الزَّنْبَقَةْ
وَيَداكِ دائِرَةُ العَذَابِ تُحِيْطُ بي
وَتَطُوفُ حَوْلَ مَوائِدي مُتَأنّقَةْ
دُوْري فَفِي شِعْري تُقِيْمُ مَدائِنٌ
لِلشّمْعِ فِي أردانِيَ الـمُتَمَزّقَةْ
مَغْنَايَ طِفْلٌ وَانْتِظَارِيَ ضِحْكةٌ
قَدْ ضَيَّعَتْها الحَرْبُ بَيْنَ الأرْوِقَةْ
وَشَذاكِ نَبْعٌ لاشْتِعالِي يَرتَوِي
مِنْ دَمْعَتي، وَالدَّمعُ شِعْراً أنْطَقžَه
عُصْفُورةٌ لِلشَّوقِ تَرْقُدُ آهَةً
وَعَلَى ذِراعِي تَسْتَفيقُ مُزَقْزِقَةْ
قُوْمي مَعِي فَالوَرْدُ يَكْبُرُ حُزنُهُ
وَالأُمْنِيَاتُ بِشَدْوِها مُغْرَوْرِقَةْ
قُوْمي مَعِي نَرْعَ التَّفَرُّعَ في الشَّذا
قَلْبَيْنِ مُلتَحِمَينِ تَحْتَ المطْرَقَةْ
حَتَّامَ يَجْرِيْ الماءُ بَيْنَ أضَالِعِي
وَحَدائِقُ الرُّمَّانِ نَهْبُ المحْرَقَةْ
وَيُضِيءُ ثَغْرُكِ فَوقَ ثَغْريَ لَهفَةً
عَذْراء.. تَتْلُو الذِّكرَيَاتِ المقْلقَةْ
وَأصَابِعِي نَايُ العِنَاقِ وَمَا جَنَتْ
كَفّي ثِمَاراً مِنْ كُرومٍ مُغدِقَةْ
يَا واحَةَ التَّحرِيْضِ.. مَا مِنْ غَيْمَةٍ
بِدَمِي سِواكِ تَمُدُّ حَبْلَ المشْنَقَةْ
هَا أنْتِ فَصْلُ القَطْفِ في زَمَنِ الأسَى
وَعَلَيَّ تَلْتَفّينَ مِثلَ الشَّرْنَقَةْ
أفَراشَتِي، طِيْرِي، فَفِي أسمائِنَا
غُصْنُ الطُّفُولَةِ ظِلُّ قَلْبٍ زَوّقَه
وَالرِّيْحُ تَخْتِمُ مَا بَدَأتَ بِهِ النَّدى
وَتَدُقُّ أبواباً عَلَيَّ مُغلَّقَةْ
أنَا رِحْلَةٌ لِمُرُوجِ عِطْرِكِ مُذْ زَكَا
بِحُقُولِ زَهْرٍ فِي دَمِي مُتَعَشِّقَةْ
صُوَري عَلَى كَتِفِ الثُريّا تَرتَدي
حُزنَ النَّخِيِلِ وَفِي العُذُوقِ مُوَثَّقَةْ
يَا حَرْفِـيَ المصلُوبَ.. فَوْقَ مَباهجِ الـ
ـنَّارنْجِ.. يَا شَفَةَ الصَّبا المُتَمَوْسِقَةْ
كَمْ (يوسُفٍ) مِثْلِي اشْتَهتْهُ (زُلَيْخَةٌ)
وَرَأَى الكَوَاكِبَ فِي يَدَيْهِ مُعلّقَةْ
وَرَأى بِلاداً رَهْنَ أنْيَابِ الرَّدَى
وَحَيَاتُهُ في بِئْرِ قَتْلٍ مُطْبِقَةْ
أَكَلَتْ ذِئَابُ الأهلِ لَحْمَ قَصَائِدِي
وَالنَّارُ تُجْهِشُ في جُفُونِي الـمُرْهَقَةْ
سَأصُفُّ أهْدابَ الكَلامِ حَمائِمَاً
حَدَّ ارْتِعَاشِ الغَيمِ فِيكِ مُحَلّقَةْ
وَسَأبْتَنِي بِحُرُوفِ صَبري فَرحَتِي
وَأهدُّ سِجْناً.. كَمْ سَئِمْتُ تَشَدُّقهْ
عَلّقتُ أحلامِي عَلَى جِذْعِ البُكا
وَنَحَتُّنـي وَجْهاً.. يُكابِرُ مأزقَهْ
مَا بَينَ سَعْفِي وَاحْتِضار فَسائِلِي
رَقَصَتْ أَنامِلُ بَوحِكِ المُتعرّقةْ
عَينَاكِ وَالصَّمْتُ الحَنُونُ وَلَوْعَتي
كِظِلالِ عِشْقٍ في المرايَا المُشْفِقَةْ
يَا فَرحَةً سَرَقَ الغِيَابُ حُضُورَها
بِصَباحِ دِفءِ.. قَدْ أضَاعَ تَألُّقَهْ
سَأَكُونُ نَايَ القَمْحِ يَنْفُخُ بِالظّما
وأَعِيْشُ لَحْنَ غِوايَةٍ.. لَنْ أُعتقَهْ

***

صرخة صامتة الى ابي الطيب المتنبي .

مَضَى شِراعاً وَأغْرَى صَوتُهُ الألما
وَاسْتَنْطَقَ الغَيْمَ في أشعارِهِ كَلِمِا
مَضَى نَشِيْداً فَمُ الأجْيَالِ يَغْزلُهُ
صُبْحاً يُكَرْكِرُ في أحلامِهم نَغَما
مَضَى خُطاهُ تَجُرُّ الأرضَ هَيْبتُها
فَكُلُّ صَرْخَةِ حَرْفٍ أيقَظَتْ أُمَما
الصَّادِحُ.. الدَّمْعُ في أحداقِ وَحْشَتِهِ
وَظِلّهُ الصَّبرُ في أردانِهِ الْتَثَمَا
قَدْ كَانَ سَيْفاً دُوَيْلاتٌ قَواضِبُهُ
تَحَشَّدَ الدُّرُّ في أسْرارِهِ هَرَمَا
كَمْ عَظّمَ الحَرْفَ مِن إبداعِهِ العُظَمَــا
وَأكْرَمَ الشِّعْرَ مِنْ شَلاّلِهِ الكُرَمــا
وَفَاقَ دِفْءَ الشُّمُوسِ السُّمْرِ مَرجلُهُ
فَنَامَتِ الشَّمسُ في أحداقِهِ حُلُمــا
أنْتَ الـمَنَازلُ دَمْعُ الشوقِ حُرْقَتُهُ
أمّا القُلُوبُ حَيَارَى تَشْتَهِيْكَ ظَمَــا
جَناحُكَ الأفْقُ وَالذِّكْرَى مُرَفْرِفَةٌ
نُجُومُها في فَضاءٍ لَوّنتْهُ دِمَا
حِكَايَةٌ تَسْتَفِزُّ الدَّرْبَ وَالقدَما
وَمِحْنَةٌ تَسْتَغِيْثُ الأهلَ وَالرَّحِما
وَصَوْلةٌ في لَهِيْبِ الموْتِ لاهِثَةٌ
سَنَاكَ يَنْثُرُ من أعطافِها الحِمَما
لَبَسْتَ حُزْنَكَ تِيْجاناً مُهَشَّمةً
وَهَا لَبسْتُكَ تاجَاً أرّقَ الزُعما
وَهَا شَتَلْتُكَ وَسْطَ القَلْبِ أدْعِيَةً
مُتَمْتماتٍ بِصَدرٍ يَنْتَضِي سَأَمَا
فَغَارتِ الرِّيحُ مِلءَ الأُفْقِ ناشِرَةً
رُسُومَنَا وَاسْتَظلّتْ نارُها اللُّجُما
إنّا فَقَدْناكَ أشْواقاً مُسَافِرَةً
وَلَهْفَةً أرجَعَتْ فِي جُوعِنا النَّهَما
عَلَى نَشيدِكَ قَامَ المجدُ وَانْتَظَمَا
وَفِي حُرُوفِكَ غارَ الجُرْحُ وَالْتَأما
قَصيْدةٌ ثَغْرُها الدُّنْيا تُرَدّدُها
وَدَمْعَةٌ تُمْطِرُ الأحداقَ وَالدّيما
وَشَمْعَةٌ غِبطَةُ الأقمارِ تَغْمُرُها
صَمْتاً يُشَرِّعُ من أنْوارِها القِيَمَــــا
خَيالُكَ (الليْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُهُ)
وَعَزْمُكَ السّيلُ هَطّالٌ إذا احْتَدَما
إنّي شَكَوتُ وَمَوجُ الزّيْفِ مُرتَطِمٌ
كَمَا شَكَوتُ وَسَيفُ الشِّعرِ قدْ ثُلِما
وَجِئْتُ أُرْجفُ في عَينَيكَ أسئِلَتي
وَأُحْصِيَ العُشَّ كَمْ عُصْفُوْرَةٍ رَجَمــا
فَمَا رَأيْتُ سِوى صَحْراءِ قَافِيَةٍ
وَدَمْعَ أهلٍ على خَدّ الظَّلامِ هَمَى
هَذا عِراقُكَ مَذْبُوحٌ بِخَيْبَتِهِ
وَجَيْشُ (كَافُورَ) في الأحرارِ قَدْ حَكَما
لا سَيْفَ دَولَةَ في (بَغدادَ) يَنْصرُها
وَلا فُتُوحاتِ عِزٍّ رَفْرَفَتْ عَلَما
وَحَيْثُ نَنْظُرُ قَتْلى في مَرابعِهِ
وَحَيْثُ يَكبُرُ طِفلٌ بِالدِّما فُطِما
يَا سَيّدي، يا حُرُوْفَ الشَّمسِ، يَرسمُها
جَنَاحُ فِكْرِكَ يَطوي في الضُّلوعِ سَمَا
وَيَا حَمَامَاً تَلوَّتْ فِيْهِ حَسْرتُهُ
قَدْ أودَعَتْنَا الرَّزايا غُرْبةً وعَمى
لَقَدْ عَمِيْنَا وَلَسْنا نَأْلفُ الظُّلَما
وَقَدْ صَمَمْنا وَلَسْنا نَألَفُ الصَّمما
أعِرْ صَداكَ إلى شِعْرِي لِيَمْنَحَنِي
جِيْلاً مِنَ الزَّهوِ في خُطْواتِكَ ارْتَسَما
أعِرْ صَداكَ حُرُوفي كَيْ تُبَارِكَني
عَلَّي أُهشِّمُ لَو بَارَكْتَنِي الصَّنَما
قَالُوا تَوارَيْتَ في أصواتِنا قِممَاً
وَأنْتَ ضَوءُ قَصِيدٍ ذَهَّبَ القِمَما
نبَضْتُ شِعْراً مَتاهَاتٌ نَوافِذُهُ
شِغَافُهُ الحرفُ، مغزولاً بكَ اخْتَصَمـــا
أبا مُحَسَّدَ() قَدْ أَسْرَجْتُ أخْيِلَتِي
خَيلاً تُطَارِدُ مِن أصْدائِكَ الحِكَمــا

***




.


khalid_als3de.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى