ديوان الغائبين ديوان الغائبين : حسين الحكيم - مصر - 1899 - 1933

ولد حسين بن محمد الحكيم في محافظة قنا (صعيد مصر) وفيه توفي شاباً.
عاش في عدة مدن مصرية، وزار الحجاز للحج.
حصل على الشهادة الابتدائية (ذات اللغة) وكانت - في زمانها - ذات قيمة، وتعطى لحاملها لقب «أفندي».
اشتغل موظفًا بمحكمة قنا الأهلية، بالقلم المدني، وأخذ يترقى فيه حتى أصبح رئيسًا له.
كان رئيس جمعية النهضة الأدبية، بقنا.

الإنتاج الشعري:
- له قصيدة طويلة (70 بيتًا) - نظمها سنة 1348هـ/1929م - طبعت سنة 1349هـ/1930م بمطبعة مدرسة قنا الصناعية، وله ديوان مخطوط عند حفيدته الصيدلانية حنان محمد حسين الحكيم، المقيمة بقنا.
جعل من شعره وسيلة لخدمة الأهداف الاجتماعية، ولتوثيق العلاقة بالأصدقاء، ثم التعبير عن الشعور الديني والمناسبات الوطنية، ملتزم بالوزن والقافية والعبارة
العربية الصافية.
رثاه عباس محمود العقاد بقصيدة (37 بيتًا) ألقيت في حفل تأبينه الذي أقامه أدباء قنا بمناسبة الأربعين على رحيله.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد قاسم أحمد: من أدباء قنا الراحلين - مطبعة دندرة أوفست بقنا - 1997.
2 - عباس محمود العقاد: ديوانه.. قصيدة رثاء حسين أفندي الحكيم.
3 - مقابلة أجراها الباحث أحمد الطعمي - مع حفيدة الشاعر بمدينة قنا عام 2003.

ما أقسى المنايا

عـلى النظرات ذلٌّ وانكـســــــــــارُ = وفـي الأحشـاء مـجـمـرةٌ ونــــــارُ
وبـيـنهـمـا فؤادٌ لـيس يـــــــــدري = أيسعـده الـبقــــــــــــــاءُ أم الفرار
فـيـا لله مـا أقسـى الـمـنـايـــــــــا = إذا نزلـتْ تضـيـق بـهـا الـديـــــــــار
وإن وقعت عــلى رأس ابن أنثى = فـمـا تغنـي القِسـيُّ ولا الشِّفــار
فقـل لـمطـامع الـدنـيـا دعـيـنــا = فـمـا لك فـي مـنـازلنــــــــــــا جِوار
وقـل لنـوائب الأيـام حـــــــــــــــلّي = بنـا أوفـارقـي فلك الخِيــــــــــــــار
فلا تأسَ النفـوسُ عـلى حـيــــاةٍ = وإن طـالـت نهـايـتهـا الـدمــــــــــار
و وا سفًا لآمـالٍ طـــــــــــــــــــوالٍ = تطـيح بـهـنّ أعـمـارٌ قِصـــــــــــــــار
فقـد كـانـت «فضـيلةُ» خــــيرَ أنثى = فقـدنـاهـا ولـم يُغنِ الــــــــحذار
مضت أنقى مـن الـذهـب الـمـصـفّى = ولـم يلـحقْ طهـارتهـا غبـــــار
فكـان مـن العفـاف لهـا لـبــــاسٌ = وكـان لهـا مـن الـتقــــــــــــوى إزار
نمـوذج حكـمةٍ ومـنــــــــــــــــال فضلٍ = ولا عجـبٌ فقـد طـاب النِّجــــــار
مـن الجنس اللطـيف وكـان فـيـهــا = مـن الجنس النشـيـط الاختبــــــار
جـرت فـي حـلـبة الـتألـيف شــوطًا = عـلى أمـثـاله قَصُر الفخـــــــــــــــار
ومـا زالـت تـمـثّل كلَّ عـلــــــــــــــمٍ = إلى أن راح يحجـبـهـا الستــــــار
فـيـا عِقْدًا عـلى جِيـد اللـيـالـــــــــي = لأنـتِ عـلى يـد الـدنـيـــا سِوار
ويـا هَيَفًا بأعطـاف الـمعـالــــــــــــي = لأنـت عـلى فـم الـمـجـد افتـــرار
ويـا زهـرَ الربـيع زهـوتِ حـيــــــــــنًا = فأدركك الـذبـول والاصــــــــــفرار
ويـا قـمـرَ السمـــــء طلعت حتى = إذا أشـرقتِ عــــــــــاجلك السِّرار
فـوا لهفـي عـلـيك وقـد أنــــــاخت = بكِ الأسقـامُ وانقطع الـحـــــــــوار
وعـن يُمـنـاك والـــــــــــدةٌ وزوجٌ = وعـن يُسـراك أطفـــــــــــــــــالٌ صغار
وحـولك نســــــــوةٌ لطمت خدودًا = ولـولا الهـول مــــــــــــا خُلع العِذار

***

من قصيدة: دعوة إلى البذل

يـا نـاعـمَ الـبـال أدرك سـيّئ الـحــــالِ = إن الـمـروءة بذل النفس والـمـــــــالِ
لا خـيرَ فـي الـمـال والـدنـيـا مسـاعـدةٌ = إن صنـته بـمفـاتـيحٍ وأقفـــــــــــــال
فربّ طـاوي الـحشـا لـو أسعفته يــــــــدٌ = لكـان مـوضعَ تعـظيــــــــــــــمٍ وإجلال
يكـاد لـولا رجـاءٌ فــــــــــــيك يُمسكه = أن يـزهدَ النفسَ مـن بؤسٍ، وإقـــــلال
فـاحـيِ النفـوسَ الـتـي أودى الزمـان بـهـا = بصـيّبٍ مـن سحـاب الجـود هطّال




حسين الحكيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى