ديوان الغائبين ديوان الغائبين : جرجس أبيلا - لبنـــان - ( 1832 - 1849 م)

ولد جرجس بن يوسف بن إلياس أبيلا في مدينة صيدا (جنوبي لبنان)، وتوفي وهو في نضرة الصبا.
قضي حياته في لبنان.
كان مكفوفًا، وتوفي شاباً في سن السابعة عشرة، فلم يعرف له عمل، كما لم يتمكن من الدراسة النظامية، وربما تلقى دروسًا أولية، مكنته من قول الشعر على السليقة.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد متفرقة وردت ضمن كتاب «الآداب العربية في القرن التاسع عشر».
شعره قليل، أكثره في المدح، فمدح بعض رجال عصره من شعراء وعلماء، وشعره لا يتجاوز معاني المدح المألوفة في الشعر القديم، فيه بعض ملامح تجديد تظهر
في لغته السلسة ومعانيه القليلة، ينهض شعره على وحدة البيت، ويتسم بقلة الخيال، وتعدد أساليب البديع مثل التصريع والجناس وحسن التقسيم.
مصادر الدراسة:
1 - لويس شيخو: الآداب العربية في القرن التاسع عشر - المطبعة الكاثوليكية - بيروت 1926.
2 - (مجلدات مجلة المشرق) - بيروت.

هزارُ الأُنس
هـزارُ الأنسِ غنَّى مستهـيـمــــــــا = عـلى دَوحِ الـتَّهـانـي مستقـيـمـــا
وأضحت دارُنـا وبـهـا ابتهـــــــــــــاجٌ = عسـى يبقى لـديـنـا مُستديـمـــا
وأمسـى القـلـبُ مـنّا فـي مُنــــــاهُ = ومـن سقـمِ الفراق غدا سقـيـمـــا
وقـلـت لهُ لقـد نلـتَ الأمـانــــــي = ومـوسـى الشـوقِ كـنـتَ بـه كلـيـمـا
لأجلِ كرامةٍ يـا قـلـبُ طِبْنــــــــــــــا = نفـوسًا والسُّرورُ بنـا أُقـيـمـــــــــــا
بإبراهـيـمَ مَنْ بـلــــــــــــــوايَ أبرا = وأُعذَر مـن نـواه بأن أهـيـمـــــــــــا
فـيـا مـن قـربُه أضحى نعـيـمـــــــا = وكـان بعـادُهُ عـنّا جحـيـمــــــــــــــا
لقـد أحـيـيـتَ فضلَ أبـــــــيك حتَّى = بفضلك فقْتَ والـدَك الـحكـيـمــــــا
أبـوك لقـد بنى لك بـيـتَ مـجـــــدٍ = وزدتَ بـمـجـدِك الـمـجـدَ القـديـمــا
فلا زالـت شمـوسُك مشـرقــــــاتٍ = عـلى الـدُّنـيـا ولا زلـتَ الكريـمـــــا
ولا برحتْ عُلاك عـلى كـمـــــــــالٍ = ويبقى الـحظُّ عـندَك مستقـيـمــا
****
عتاب
ألا حـبَّذا عَتْبٌ بـدا مِن معـــاتِبِ = لقـد صرتُ فـيـه كـالأسـير الـمكاتَبِ
إذا مـا أتتـنى من حـبـيبٍ رسالةٌ = أراه بـهـا مـثلَ القـريبِ الـمخـاطب
فطرْفـي بـهـا يجنـي مـن الخطِّ حظَّه = وتُتلى فـيحظى السمعُ منها بجانب
وتحضرُ فـي قـلـبـي خـواطرُ لـــذَّةٍ = إذا كـان فـيـهِ سـاكـنًا شخـصُ صـاحـبـي
وكـم سـاكـنٍ فـي مهجةٍ وهْو سـاكتٌ = وقـد فـات مـن يـهـواه فضلُ الـمجـاوب
كرامةُ إبراهـيـمَ فـاقبَلْ قصـيـدتـــــــي = ولا فضلَ لـي إنِّي أتـيـتُ بـواجــــــب
أديبٌ أريبٌ ألـمعـيٌّ مهـــــــــــــــذَّبٌ = له الفضلُ إرثٌ عـن أبٍ ذي مـنــاقب
ومـن لـي بأن يرضى بأنِّي أخـــصُّه = بـديـوان شعـرٍ مُتـرَعٍ بـالعجـــــائب
ومـا ذاك إلا أنّ فـيـه شمـــــــــــائلاً = تحضُّ عـلى تخـصـيصِه بـالأطــــايب
وإن ودادي يــــــــــــــــا كرامةُ زائدٌ = عـلى ودِّك السَّامـي لأعـلى الـمـــراتب
كفـاك مـن العـلـيـاءِ مـا أنـت حـــــائزٌ = بـه فـائزًا مـنهـا بأسنى الـمطـالـــب
فصِلْنـي ولـو بـالخطِّ فـالخطبُ هـــــــــيِّنٌ = وإن كـنـتَ نُصـبَ العـيـنِ فـي وصفِ غائب
ومـا بك بُخلٌ يـا كرامةُ إنمـــــــــــــا = لـيكـمـلَ حظِّي مـن جـمـيع الجـوانب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى